Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/01/2010 G Issue 13638
السبت 15 صفر 1431   العدد  13638
 

جداول
الأمن حياة..!
حمد بن عبد الله القاضي

 

في عدد قليل من العواصم العالمية يحذرونك من الذهاب إلى بعض الأحياء.. ويطلبون منك ألا تسير بعد الساعة الثانية ليلاً لوحدك!

هذا بحمد الله لم يحصل عندنا منذ استتب الأمن في ربوعنا بعد توحيد بلادنا على يد مؤسسها رحمه الله!

صحيح أن الجرائم زادت عن قبل بحكم زيادة السكان وضعف الوازع والطمع في الدنيا، لكن -مع كل ذلك- نجد من الأمن في بلادنا ما لا نجده بكثير من بقاع الدنيا!

ليت أولئك الذين تتملكهم الدهشة عندما يزورون بلادنا أو يقرأون عن نعمة الأمن فيها، ليت هؤلاء يدركون أنه ليس بالأجهزة الحديثة، والجهد البشري فقط، يمكن أن يتحقق الأمن والأمان..! بل الأساس الأهم هو تطبيق شرع الله بكل حزم.

لو تأمل هؤلاء في تجربة المملكة العربية السعودية مع الأمن منذ أن قام كيانها الكبير لأدركوا أن سر ذلك هو هذا القرآن الذي قال الله فيه: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(سورة البقرة آية 179)، والعرب كانت تقول في أمثالها: إن القتل أنفى للقتل..!.

كم ترتاح نفسي عندما أسمع تطبيق حد قصاص على قاتل أو مجرم أو سارق.. إن هذا بقدر ما يعني عقاب هذا المجرم فهو رسالة لكل مجرم يحاول أن يخل بأمن الوطن سواء من أبنائه أو المقيمين على أرضه.

إن بتر الجزء الفاسد إنما يجيء لصلاح الأمة كلها، وحياة الناس بأكملهم وتلك هي الحياة الحقة والآمنة، الحياة التي يبعثها الأمن وتوشّيها الطمأنينة..!

والمجتمع الآمن أو الذي يريد أن يكون آمناً هو الذي يعمل على وجود الأمن في مجتمعه لأن هذا المجتمع هو أنا وأنت.. بيتك وبيتي.. حبك وحبي..!

إن الأمن ينبع منا، ويعود نفعه علينا، فلنكن العيون التي ترعى هذا الأمن وتراعي هذه النعمة حق رعايتها.

تحية لوزارة الداخلية بكل أجهزتها ومؤسساتها، وهي تنفيذ شرع الله حيث يسهر مسؤولوها ورجالها على أمن هذا الوطن وأبنائه والمقيمين فيه.

****

النقد الأدبي وطيب من لم تطيَّب..!

النقد الأدبي مهما تعددت مدارسه ومناهجه تظل مرجعيته (التذوق الجمالي) فهو الذي يحكم على جمال النص أو قبحه!

(الكلام الجميل) لا يقبل القيود أو بالأحرى المحاكمات النقدية الجافة ومقاييس ومعايير النقاد ما عدا الالتزام باللغة والجرس والموسيقى!

إن ذلك هو النقد الذي انطلق منه ذلك (الأعرابي) المتذوق عندما خطأ الشاعر كثير عزة عندما أنشد:

(وما روضة بالحزن باكرها الحيا

يمج الندى جثجاثها وعرارها

بأطيب من أردان عزة موهنا

وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها)

فقال له: أخطأت، لو أن زنجية مشققة الأظافر تطيبت بالمندل الرطب لطابت ريحها.. ألا قلت:

(ألم ترني كلما جئت زائراً

وجدت بها طيباً وإن لم تطيَّب)

صدقت أيها المتذوق وخسر النقاد!

****

مكتبة الملك عبدالعزيز ومشروع القراءة الجميل

مشروع ثقافي موفق ذلك المشروع الذي تبنته المكتبة الرائدة (مكتبة الملك عبدالعزيز العامة) تحت اسم (تجاربهم مع القراءة) الذي تستضيف فيه بعض (عشاق الكتاب المطبوع) إسهاماً منها في حفز الناس والأجيال الجديدة للعودة إلى أحضان الكتاب عوداً جميلاً بعد الهجران غير الجميل من قبل الكثيرين.

ما أسعدني -عندما شاركت في هذا المشروع- ما شاهدته من تفاعل الكثيرين مع هذا البرنامج حضوراً وحاضرات ومداخلات وإعلاماً، مما يشي ويبشر بأن الكتاب سيبقى، إذ ليس هناك تقاطع بينه وبين وسائط المعلومات الجديدة بل تكامل، وكلها تصب في رسالة وهي: النهل من منابع المعرفة، وتوسيع المدارك، والإفادة من تجارب أولئك الذين ذاقوا شهد الحياة وشجنها واستضاؤوا بوهجها، واكتووا بهجيرها.

باقة ورد بنكهة عطر الحبر لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة.

****

آخر الجداول

قال الشاعر:

(وما الحب من حسن ولا من ملاحة

ولكنه شيء به الروح تُكلف)

فاكس 4565576

hamad.alkadi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد