Al Jazirah NewsPaper Monday  01/02/2010 G Issue 13640
الأثنين 17 صفر 1431   العدد  13640
 
عرفات غدا غابة طبيعية خضراء من شجر النيم
مشروع الوقف الخيري لتشجير عرفات حصد جائزة مكة للتميز.. و300 ألف شجرة تكسو عرفات

 

مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي

اهتمت الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بالعديد من المشروعات العملاقة التي تخدم حجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة، وساهم مشروع تشجير عرفات ومشروع تبريد المناخ والمياه المبردة في خدمة ضيوف الرحمن أثناء الوقوف بعرفات يوم التاسع من ذي الحجة. وقد نظم مشروع الوقف الخيري جولة للإعلاميين لزيارة هذه المشروعات.

تشجير عرفات: ظلال لحماية

الحجاج من وهج الشمس

استطاع مشروع الوقف الخيري لتشجير صعيد عرفات، الذي فاز بجائزة مكة للتميز، أن يحول مشعر عرفات من أرض صحراوية إلى منطقة خضراء غدت فيها أرض عرفات أكبر غابة طبيعية لشجر النيم الذي يستظل بها ضيوف الرحمن من وهج الشمس وضرباتها.

وتعود بداية مشروع الوقف الخيري لتشجير عرفات إلى مطلع العام 1404هـ؛ حيث كان التشجير مقتصرا على الطرق الرئيسية وجبل الرحمة وحول مسجد نمرة، وأخذت زراعة مشعر عرفات تتسع شيئا فشيئا حتى تمت زراعة نحو 60 في المائة من أرض عرفات، ووصل عدد الأشجار بها الآن إلى نحو 300 ألف شجرة.

وكان اختيار الوقف الخيري لتشجير عرفات لشجرة النيم لما لها من فوائد كثيرة؛ فهي معروفة بقدرتها على تنقية الهواء الجوي من خلال امتصاص الغازات السامة وإنتاج غاز الأكسجين، إلى جانب ظلها المتسع، كما أنها تكافح الآفات الزراعية التي لها علاقة بالصحة العامة، وهي تحتوي على مركبات بيولوجية نشطة جعلتها توصف بأنها صديقة للبيئة.

ويرتبط بالتشجير مشروع ري الأشجار على مدار العام، وكانت في البداية تروى من مياه الآبار؛ حيث تم حفر أكثر من عشر آبار للمياه الجوفية، وظلت هذه الآبار تروي أشجار عرفات عدة سنوات حتى جفت نتيجة لعدم هطول الأمطار؛ ولهذا سعت إدارة المشروع إلى إيجاد بدائل لري الأشجار، وذلك بتمديد خط مياه (G.R.P) ينقل مياه الصرف الصحي بعد معالجتها وتنقيتها لتكون ملائمة للري بطول 75 كيلومتراً وبقطر 300مم، يبدأ من محطة الكعكية بالمسفلة وينتهي بمشعر عرفات، وقد بدأ تنفيذ المشروع سنة 1415هـ، الذي واجه معوقات طبيعية كالصخور الكبيرة، التي تم التغلب عليها بفضل الله.

ولطول المسافة من محطة الكعكية بالمسفلة إلى عرفات كان لا بد من إنشاء محطات لتقوية دفع المياه المعالجة؛ ولهذا الغرض تم إنشاء ثلاث محطات بالكعكية بجوار مستشفى النور وفي الطريق رقم 2 بعرفات، والمحطات الثلاث تضخ كمية كبيرة من المياه بعد معالجتها تقدر بـ(10.000 م3) إلى عرفات، وكل محطة مزودة بعدة مضخات عملاقة ومولدات كهربائية لتشغيل المضخات ذاتياً بعيداً عن شبكة الكهرباء العمومية.

وقد أدت الزيادة السنوية في أشجار عرفات إلى زيادة كمية مياه الري؛ حيث تم إنشاء خط جديد تدعيماً للخط القديم لنقل كمية إضافية من المياه تناسب زيادة الأشجار من مواسير الدكتايل بطول 30.000 متر طولي أي 30 كيلومتراً وبقطر 600 مم، وتصل كمية المياه التي ينقلها هذا الخط إلى (40.000م3) يومياً. وهذا الخط تم تزويده أيضاً بثلاث محطات لضخ المياه بعد معالجتها وتقوية دفعها، وبذلك أصبح للمشروع خطان رئيسيان لري الأشجار:

الخط الأول: G.R.P، ويتكون من ثلاث محطات للتقوية، تحتوي كل محطة على ست مضخات كبيرة، تم تقسيمها إلى مجموعتين لتناوب العمل بينها على مدار 24 ساعة دون توقف.

وتشمل كل محطة (2 مولد) كهربائي قدرة (500 ك.ف.أ) لتشغيل المضخات وإنارة المحطات بدلاً من شبكة الكهرباء العمومية، وهناك شبكتان خارجية وداخلية للري، الأولى منها عبارة عن خط مواسير تحت سطح الأرض بعمق من 1.5 إلى 2 متر مصنع من مادة G.R.P، ويمتد من محطة الكعكية (العكاشية) بالمسفلة ماراً بمستشفى النور فطريق رقم 2 بعرفات متجهاً إلى مصبه (الدائري الأوسط) فيصب بالخزان الرئيسي في نهاية شارع 5 المسمى شارع (ص) حاليا، وهو خارج حدود عرفات. ومن هذا المصب تتم تعبئة وايتات المياه أوتوماتيكيا لتقوم بدورها في ري الأشجار.

الشبكة الداخلية وهي عبارة عن شبكة خطوط رئيسية وفرعية من المواسير المصنعة من مادة البولي إيثيلين مختلفة الأحجام، تبدأ من الخط الرئيسي ثم تتفرع عن طريق مخارج رئيسية لتصل إلى أحواض الأشجار لري الأشجار بنظام التنقيط، وهناك عشرون منطقة تروى بهذا الأسلوب، وجار التوسعة في هذا النظام ليشمل منطقة عرفات بالكامل والطرق الخارجية، وقد تم تنفيذ نحو 80% من هذا النظام بمنطقة عرفات.أما الخط الثاني (خط الدكتايل الجديد) فيتكون من ثلاث محطات للتقوية، كل محطة فيها تحتوي على 8 مضخات كبيرة، تم تقسيمها إلى مجموعتين لتناوب العمل بينهما على مدار 24 ساعة، وهي تضخ كمية من المياه تقدر بـ(1.666 م3) بالساعة.

والشبكة الخارجية هي خط مواسير ممدد تحت سطح الأرض بعمق 3 أمتار وقُطْر 600 سم ومصنَّع من الدكتايل (DUCTILE)، ويبدأ من محطة الكعكية بالمسفلة ماراً بمنطقة الحسينية ثم بجوار جامعة أم القرى متجهاً إلى مشعر عرفات؛ ليصب في شبكة الري بالتنقيط الجديد، والمياه الزائدة يكون مصبها الخزان الرئيسي في الدائري الأوسط، وهو المنطلق الذي تنطلق منه وايتات المياه لري الأشجار بالمناطق التي لم تصلها شبكة الري بالتنقيط.

وحرصاً على نقاوة المياه الواردة من محطة الصرف الصحي المعالجة ثنائياً قام المشروع الخيري لتشجير عرفات بتركيب فلاتر بالمحطة لتحويل المياه إلى مياه ثلاثية خالية من الشوائب، وتم عمل نظام تعقيم من الكلور لقتل البكتيريا، حيث قامت وزارة المياه والكهرباء بإنشاء محطة معالجة جديدة بطريق الخواجات جنوب مكة المكرمة تعالج فيها المياه معالجة ثلاثية؛ فقد أنشأ المشروع الخيري محطة ضخ كبيرة بها، وتم تمديد خط جديد بقُطْر 600 ملم وبطول 14 كم.

مشروع تبريد المناخ: مظلة

مائية لتلطيف الجو

كما يعتبر مشروع تبريد المناخ في عرفات من خلال أعمدة رذاذ المياه الذي تم إنشاؤه عام 1410هـ من المشاريع الخيرية المهمة لحجاج بيت الله الحرام لتهيئة المناخ وخفض درجات الحرارة وإيجاد مناخ ملائم يمكّنهم من مواصلة مناسكهم والتفرغ لأدائها دون تعب أو معاناة؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية والحقلية أن هذا النظام له فوائد عظيمة في خفض درجة حرارة الجو ما بين (5 - 9) درجات مئوية، ورفع نسبة رطوبة الجو ما بين (5 - 7%) واختزال الأشعة الشمسية وتشتيتها وامتصاص حرارة جسم الإنسان وحماية الحجاج من ضربات الشمس الشديدة، هذا بجانب إخماد الغبار والأتربة المتطايرة في الجو بسبب كثرة حركة السيارات وأماكن تزاحم الحجاج.

وتتكون المحطة الرئيسية التي تقع أمام مسجد نمرة من عدد (2) خزان أرضي سعتهما الإجمالية (8000 م3) ووحدة تشغيل رئيسية مكونة من (15) مضخة جراندفوس دنمركي عملاقة ووحدة مضخات أخرى لنقل المياه بين الخزانات مكونة من (5) مضخات، قوة المضخة الواحدة (50- 150) حصاناً، وتعمل حتى (20 بار)، ووحدة تشغيل ولوحات التحكم عالية التقنية ومزودة بأجهزة حديثة.

وبلغ عدد البخاخات نحو (20000) بخاخ، تصرف 10 جالون/ ساعة، وارتفع عدد الأعمدة إلى (4000) عمود حديد مجلفن بطول ثمانية أمتار، ومثبت فوق كل عمود خمس بخاخات، وتم تزويد المحطة الرئيسية بمحطة أرصاد جوية خاصة لكشف درجات الحرارة والرطوبة على رأس كل ساعة أثناء فترات التشغيل،

وتتكون الشبكة الخارجية من مواسير البولي إيثيلين ضغط (16 بار)، والمصنعة خصيصاً للضغوط العالية؛ حيث يبلغ طول الشبكة الأرضية لمشروع فقيه لتبريد المناخ بمشعر عرفات فقط أكثر من (85000) متر طولي، أي ما يعادل 85 كيلومتراً من المواسير المختلفة الأقطار تحت الأرض لنقل وتوصيل المياه للأعمدة، وكذلك عدد (4000) عمود تبريد مناخ مثبت على قاعدة خرسانية تبلغ مساحتها (80, × 80, ×1.00) متر، وبارتفاع ثمانية أمتار من المواسير الحديد 2-3-4 بوصة، وكل عامود مثبت عليه عدد (5) وصلات من المواسير الحديد المصنعة على هيئة زهرة اللوتس مثبتة في نهاية كل وصلة بخاخ، تصرف 10 جالون/ ساعة.

مشروع المياه المبردة:

سقيا للحجاج

على طول خطوط المشاة من بداية عرفات إلى حدود مشعر منى يقف مشروع سقيا الحجاج شاهداً على عمق هذا العمل الخيري من خلال رفع عبء البحث عن المياه التي تمثل الشغل الشاغل للحاج منذ وصوله إلى الأراضي المقدسة، كما يغطي هذا المشروع وادي عرنة إلى الدائري الأوسط من شارع (5) إلى شارع (ج)، وكذلك منطقة جبل الرحمة وطريق المشاة النازل من الجبل بإجمالي عدد 10.000 مشرب قابلة للزيادة إلى الضعف، تخدمها مواسير معزولة بدرجة عالية الجودة تبلغ طولها نحو 125.000 متر، وتقدم هذه المشارب مياهاً مبردة لضيوف الرحمن بدرجة حرارة تتراوح ما بين 7 و12 درجة مئوية.

يحتوى المشروع، الذي يخدمه فريق عمل مكون من 21 شخصاً ما بين مهندس وفني، على عدد (2) محطة ضخ في عرفات ومزدلفة مجهزة بأحدث الأجهزة اللازمة لتعقيم المياه، وتتكون من عدد (2) خزان سعة الواحد 5000 متر مكعب وعدد (44) مضخة كبيرة وعدد (6) مبادلات حرارية، إضافة إلى 24 فلتراً عالية الكفاءة وعدد 16 جهازاً للأشعة تحت الحمراء عالية التقنية لتعقيم المياه و13 وحدة شلير لتبريد المياه التي تبلغ 800 متر مكعب في الساعة.

يتم استقبال المياه من وزارة المياه من محطات التحلية، يعقبها إضافة المواد المعقمة مثل الكلور بالنسب المقرر لمياه الشرب، ويتخلل ذلك تمرير المياه على فلاتر رملية لتنقيتها من أي شوائب، ثم فلاتر كربونية لإزالة أي روائح، وأخيراً تمر المياه على جهاز الأشعة البنفسجية لقتل أي ميكروبات بالمياه قبل أن تكون جاهزة للاستخدام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد