تُعد أمراض القلب من أكثر المشكلات الصحية التي تواجه الفرد خصوصاً في مجتمعنا هذا، حيث أظهرت دراسات أُجريت مؤخراً أن أكثر من 27 % من الوفيات بالمملكة كانت بسبب أمراض القلب.. وهو ما يشير إلى مدى الخطورة التي تكمن خلف تلك الأمراض، لذا حرصت مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية على توفير أحدث الأجهزة التي من شأنها أن تقدم قراءات طبية دقيقة لحالة مرضى القلب.. حيث تم توفير جهاز الإيكو.. وهو آخر مستحدثات التكنولوجيا الطبية في هذا المجال.. هذا الجهاز مفيد في الكشف عن وجود سائل حول القلب (الاستسقاء التاموري).. أو وجود خثرة دم داخل القلب، وقد يستغرق فحص الصدى من 20 إلى 30 دقيقة فقط يعتمد على عدد الصور المأخوذة.. وليس هناك أي مخاطر معروفة للموجات فوق الصوتية.. كما أنها أيضاً غير مؤلمة على الإطلاق.
واقترن ذلك بوجود نخبة عالمية من الكفاءات لتقديم الخدمة الطبية المتميزة التي ترقى لتطلعات المراجعين وترضي طموحاتهم، ولأهمية هذا الموضوع كان لنا هذا الحوار من مستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم مع الدكتور - أحمد علي حسونة - استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة التداخلية والحاصل على الزمالة البريطانية.
بيئة عمل مثالية
في البداية هل توضح لنا ما يتميز به مستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم في مجال علاج أمراض القلب المختلفة؟
- المستشفى اعتمد منذ بداية العمل به على توفير بيئة عمل مثالية من خلال منظومة طبية متكاملة يتوافر بها كافة سبل النجاح.. فتم توفير أحدث الأجهزة في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب.. وهي أجهزة تم تأمينها من كبريات الشركات العالمية.. وتعطي أدق النتائج مما يوفر على المريض كثيراً من الوقت والجهد وتحدد المرض بشكل أسرع.. إضافة إلى ذلك فإن المستشفى يعتمد النظام الإليكتروني فيما بين قسم الأشعة وعيادات القلب لنقل كافة البيانات المتصلة بالمريض، كما يوجد فريق طبي مؤهل وحاصل على أعلى الشهادات العالمية.. وذو خبرة طويلة في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب.
السبب الرئيس للوفاة
نريد أن نتعرَّف على أكثر أمراض القلب انتشاراً؟
- هناك العديد من أمراض القلب التي تنتشر في مجتمعنا بشكل كبير.. الأمر الذي جعلها من أهم أسباب الوفاة بالمملكة.. حتى وصل الأمر إلى أن نسبة تجاوزت 27 % من الوفيات.. سببها أمراض القلب بالمملكة.. وأهمها نقص التروية القلبية بسبب تصلب الشرايين التاجية، وكذلك اعتلالات عضلة القلب وهبوطها بالإضافة لاعتلالات الصمامات.
عناية خاصة لمرضى القلب
ما السبب الأساس في الإصابة بجلطة القلب؟
- تنجم جلطة القلب عن انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، وهذا يؤدي إلى موت خلايا المنطقة المصابة من القلب.. وهو ما يتطلب عناية خاصة تجنّب المريض من المضاعفات المستقبلية.. وهو ما يحتاجه جميع مرضى القلب بصفة عامة.. وهناك عوامل اختطار تؤدي للجلطة القلبية.. وأهمها ارتفاع الكوليسترول والضغط الشرياني والسكري والتدخين وقلة النشاط البدني، والشدة النفسية.
سرعة علاج التهاب
العضلة القلبية واعتلالها
وماذا عن التهاب العضلة القلبية؟
- التهاب العضلة القلبية عبارة عن التهاب يصيب عضلة القلب.. وبالتحديد الطبقة المتوسطة لجدار القلب.. وفي الغالب تحدث الإصابة نتيجة عدوى فيروسية.. وهي حالة غير شائعة تسبب الكثير من الأعراض مثل: ضيق في التنفس وعدم انتظام ضربات القلب.. ويتم تشخيص هذه الحالات بأمان تام ودقة.. وعندما تزداد الحالة سوءاً تضعف قدرة القلب على ضخ الدم.. وبالتالي لا يستطيع القلب تغذية جميع أجزاء الجسم بالكمية الكافية من الدم.. لذا لا بد من علاجها سريعاً تجنباً للمضاعفات.
الاكتشاف المبكر للذبحة
الصدرية يجنب المضاعفات
وما هي أعراض الذبحة الصدرية؟
- إن أعراض ضيق الشريان التاجي «الذبحة الصدرية» تتمثَّل في ألم في الصدر ينتشر تدريجياً في المنطقة المحيطة للصدر كالذراعين والرقبة وأعلى البطن، يصاحبه إعياء عام.. لأن استمرارها يزيد من الآلام لدى الشخص المصاب.. وفي هذه الحالة يجب التوجه إلى الطبيب المتخصص للتأكد من الإصابة بالذبحة الصدرية، لأن الاكتشاف المبكر يجنب المريض المضاعفات بنسبة 90 في المائة، حيث يمكن السيطرة الكاملة على المرض في مراحله الأولى والتغلب على جميع مضاعفاته.
تأخير العلاج يؤدي
لجلطة بالشريان التاجي
وماذا يحدث في حالة تكرار الألم دون علاج؟
- إن تكرار الآلام من دون علاج يؤدي إلى جلطة بالشريان التاجي.. وهذا يعني حدوث انسداد داخله، حيث إن طريقة علاج المرض تعتمد في البداية على التشخيص السليم الذي يحدد خريطة العلاج المثلى، حيث إنه من الممكن استخدام الأدوية المذيبة والمسيلة للدم لعلاج تلك الحالات.. لكن الأمر متوقف على نتائج التشخيص الأولية.
نسب متزايدة للإصابة بارتفاع ضغط الدم
ننتقل للحديث عن ارتفاع ضغط الدم.. ونتعرف على مدى خطورته؟
- إن نسبة مرض ارتفاع ضغط الدم (التوتر الشرياني Hypertension) عند الإنسان في ارتفاع مستمر.. وذلك مع زيادة وطأة التوتر والقلق في حياتنا العصرية وخصوصاً في المدن.. حيث الازدحام السكاني ومشاكل النقل وسوء التغذية وتلوث البيئة ومشكلات الحياة المتنوعة.. وعلى أقل تقدير فإن شخصاً واحداً بين كل عشرين شخصاً يعاني من ارتفاع ضغط الدم ويحتاج إلى علاج.
قياسات دورية
كل ستة شهور
وللأسف فإن نصف من يعاني من هذا المرض في الغالب لا يعرف أن ضغط دمه مرتفع ويحتاج إلى علاج.. كما أن نصف الذين يعلمون بمرضهم لا يتلقون العلاج اللازم له.. لذلك يُنصح بقياس ضغط الدم لديهم كل ستة أشهر خصوصاً بعد تجاوز سن الثلاثين من العمر.. أو في حالات زيادة الوزن.. أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة.
مرونة الشرايين تتحكم
في طبيعة مرور الدم
ما هو ضغط الدم؟
- تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب.. فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب.. عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم.. فيرتفع ضغط الدم.. ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يُعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه.
الضغط الانقباضي والانبساطي
وما أنواعه؟
- وهناك نوعان من الضغط يتم قياسهما، الضغط الانقباضي Systolic.. ويُقاس عندما ينقبض القلب أثناء عملية الضخ، والضغط الانبساطي Diastolic.. ويُقاس عند استرخاء القلب لاستقبال الدم القادم من الجسم.
تصلب الشرايين يؤدي
إلى ضعف تدفق الدم
هل تحدثنا عن تصلب الشرايين؟
- تصلب الشرايين مصطلح طبي يُطلق على حالة تجمع وتراكم المواد الدهنية على جدران شرايين الجسم، وأهمها: شرايين القلب والدماغ والأورطي.. تلك المواد التي مع مرور الزمن تصبح كثيفة وقوية مسببة تضيق الشرايين.. وربما انسدادها.. الأمر الذي يؤدي إلى ضعف تدفق الدم عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه الشريان.. فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو.. وقد تنكشف هذه التراكمات الدهنية لمجري الدم وتجذب نحوها الصفائح الدموية التي تكوّن بسرعة خثاراً أو جلطة دموية حادة قد تغلق الشريان تماماً.
موت العضو في حالة
الانسداد الكامل
أما إذا حدث انسداد كامل لهذا الشريان.. فإن ذلك يؤدي إلى موت العضو.. أو ذلك الجزء منه المعتمد على هذا الشريان.. مثل حدوث موت جزء من عضلة القلب نتيجة لانسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة.
تمزق الشرايين يؤدي
إلى السكتة الدماغية
وفي بعض الحالات يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين إلى ضعف جدار الشريان.. وبالتالي تمزقه وحدوث النزيف مثل النزيف الذي يحدث في المخ محدثاً السكتة الدماغية عند كبار السن.. وفي حالات أخرى يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين إلى انفصال أجزاء صغيرة من هذه التراكمات وانتقالها عبر الدم محدثة انسداداً لشرايين أخرى صغيرة.. وبالتالي حدوث جلطة في مكان بعيد عن مصدر هذه الجلطة.
فحوصات دورية
ومتطورة للتشخيص
وكيف يتم تشخيص مرض تصلب الشرايين؟
- إضافة للأعراض والعلامات فإن هناك عدداً من الفحوصات والقياسات الطبية التي تساعد في تشخيص مرض تصلب الشرايين مثل: قياس نسبة الدهون والكولسترول في الجسم، التأكد من فعالية ووظيفة الكلى والكبد، وكذلك التأكد من عدم وجود مرض السكري، إضافة إلى استخدام جهاز الدوبلر والإيكو، استخدام جهاز التشخيص المقطعي للجسم، وأيضاً استخدام الأشعة الملونة للشرايين.
الكشف والعلاج المبكر
الحل المتميز
وماذا عن طرق علاج مرض تصلب الشرايين؟
- التشخيص والعلاج المبكر لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وكذلك التشخيص والعلاج المبكر لمرض زيادة الدهون والكولسترول، والعلاج المبكر لأمراض الكلى، إضافة إلى استخدام بعض العقاقير التي تؤخر حدوث الجلطات أو تزيد من ميوعة الدم أو تقلل من مستوى الدهون والكولسترول في الجسم.
الإيكو لتشخيص فعَّال لأمراض القلب
وماذا عن الإيكو في تشخيص أمراض القلب؟
- الإيكو من أهم الأجهزة التي يتم استخدامها في تشخيص أمراض القلب المختلفة.. وهو تصوير خاص تُستخدم فيه الموجات فوق الصوتية لفحص القلب.. ويوفر هذا الفحص الأمان التام إضافة إلى أنه غير مؤلم ويساعد الأطباء على تشخيص مشاكل القلب المختلفة.
موجات غير محسوسة
أو مؤلمة
ما طبيعة فحص القلب بجهاز الإيكو؟
- يعتمد فحص القلب بالموجات فوق الصوتية على إرسال موجات ذات تواتر لا تسمعه الأذن البشرية نحو القلب والأوعية الدموية المتصلة به، وهذه الموجات غير محسوسة أو مؤلمة يتم إرسالها ضمن جهاز خاص يُسمى المجس نحو القلب ويستلم ما يرتد منها لردها إلى جهاز فحص الإيكو المتصل به لتتم معالجتها من قبل برامج إليكترونية معقدة يحتويها لتظهر على شاشة الجهاز بشكل صور تمدنا بمعلومات متنوعة عن شكل القلب وحركة عضلته وصماماته وحركة الدم به.. وهذا الأخير يعرف ب (تخطيط صدى القلب بالدوبلر).. وكذلك يعطي معلومات حول حجم وقوة انقباض القلب.
20 دقيقة للفحص
كذلك فإن جهاز الإيكو مفيد في الكشف عن وجود سائل حول القلب (الاستسقاء التاموري).. أو وجود خثرة دم داخل القلب، وقد يستغرق فحص الصدى من 20 إلى 30 دقيقه فقط يعتمد على عدد الصور المأخوذة.. وليس هناك أي مخاطر معروفة للموجات فوق الصوتية.. كما أنها أيضاً غير مؤلمة على الإطلاق.
التصوير ثلاثي ورباعي الأبعاد
وهناك تطبيقات عملية أخرى يوفرها فحص الإيكو.. وهي كفاءة عضلة القلب وقت الشدة والراحة والتصوير ثلاثي ورباعي الأبعاد لبعض التشوهات الولادية.. وهو ما يجعل التشخيص أكثر دقة.. وينعكس على طريقة العلاج بشكل أكثر إيجابية.. ويسرع من فترة تعافي المريض.. ومتابعة أثر العلاج على تحسن عضلة القلب.
لا تُوجد خطورة أو ألم
هل هناك خطورة من عمل هذا الفحص.. وهل يُعتبر آمناً في حالات التشخيص؟
- لا تُوجد خطورة حيث إن الأمواج الصوتية المستخدمة ليست إشعاعية.. ولذلك لا يُوجد خطر إشعاعي وتستطيع الأم الحامل عمل هذا الفحص بكل سهولة وأمان.. ولا يستغرق عمله سوى 10- 15 دقيقة ويحصل المريض على النتيجة فوراً.
لا خوف على صحة الإنسان
ومن الناحيتين العلمية والعملية لم تثبت الدراسات حتى الآن أن للإيكو أي تأثير سلبي على الإنسان، كما تؤكد الدراسات أنه لا توجد تأثيرات حيوية على المرضى من هذه الأجهزة التشخيصية.
تصوير الشرايين الضيقة
وهل هناك وسائل أخرى للتشخيص؟
- نعم.. يُوجد جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (Signa 1.5 MRI).. وهو يساعد الأطباء على تصوير معظم الشرايين الضيقة لدى مرضى القلب لتشخيص الأمراض التي قد يعانون منها، ويُعد اختباراً حياً لعمليات فحص القلب باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يُعتبر دقيقاً بنسبة كبيرة جداً.