Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/02/2010 G Issue 13641
الثلاثاء 18 صفر 1431   العدد  13641
 
ممر
نهاية خرافة (تكافؤ النسب)...!
ناصر الصرامي

 

الخبر الأبرز هذا الأسبوع، وهو في الوقت نفسه حديث الشارع السعودي، تمثل في لمِّ شمل الزوجين المفرق بينهما فاطمة ومنصور وطفليهما، بعد قرار المحكمة العليا بإلغاء حكم التفريق لعدم تكافؤ النسب الذي صدر بمحكمة الجوف قبل أربع سنوات، إلا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز تدخل وأمر بإحالة الموضوع إلى المحكمة العليا؛ مما أدى إلى نظر القضية من جديد، وإلغاء الحكم وإعادة الزوجين بعضهما إلى بعض وجمعهما بطفليهما.

ولن أبالغ إن قلت إن الأيام الماضية شهدت فرحاً ظاهراً من قبل المجتمع الذي تابع القصة وتطوراتها العام الماضي، وتفاعل معها، بل وشكل رأياً عاماً محلياً ضد عملية التفريق وظلمها، الفرح بدا ظاهراً في التعليقات المختلفة المباشرة أو عبر مواقع الإنترنت العامة التي احتفت بالحكم الجديد وبانتصار الملك لهذه الحالة ووضع الأمور في نصابها الطبيعي، بعيداً عن تكريس هذه الثقافة.

والحكم له أبعاد وقيم مهمة؛ فهو يؤسس لمرحلة توجيه القضاء ليقوم بمهمته في تحقيق العدالة لأفراد المجتمع بعيداً عن التأثر بعرف أو تقليد بلا مستند شرعي أو إنساني، وهو أمر يؤمل أن ينسحب على قضايا اجتماعية وإنسانية كثيرة عالقة في جهاز القضاء الذي ينتظر تنفيذ مشروعه التطويري الكبير الذي أقره الملك.

والحقيقة أن المحكمة العليا في الرياض استطاعت أن تنسف فكرة تتعلق ب(تكافؤ النسب)، وهي قضية لها مثيلاتها التي لم يحسم في أمرها، أو حكم بالتفريق وقبل أزواج هذا الضيم.

صحيح أن عائلة فاطمة ومنصور احتاجت إلى أربعة أعوام من الفراق والألم، بعد صدور حكم محكمة الجوف بالتفريق، إلا أن هذا الصبر والقتال من أجل الحق، سيلقي بتأثيراته وأبعاده لكف يد ولي أمر المرأة عن ظلمها، وإجبارها على التخلي عن حياتها الخاصة وحقوقها، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا إصرار الزوجين على ذلك.

وفيما كانت الطفلة نُهى التي تقيم مع والدها في مدينة الرياض تقول وهي تنتظر رؤية أخيها سليمان: (إن الفرحة لم تسعها؛ لأنها أخيراً ستلتقي (ماما، وتطعمني، وتمشط لي شعري... سأذهب إلى المدرسة، وأتعلم، وأصبح طبيبة).

كانت الزوجة فاطمة تعلق من الدمام: (أنا عاجزة عن التفكير والتخطيط للمستقبل الآن؛ حتى أكون إلى جانب زوجي وطفلتي، وفي ذلك الوقت ربما أستيقظ مما أنا فيه)، (والمهم الآن هو أن أضم طفلتي إلى صدري التي افتقدتها منذ كان عمرها عامين وبضعة أشهر، ولم أرها سوى عبر الصور).

لكن هل يمكن لنا أن نتخيل أحلام وعذابات هؤلاء الأطفال بعد سنوات من التفرقة الإجبارية عن العائلة؟ مَن يتحمل العذابات النفسية وأضرارها ومعاناتها وتشويهاتها؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد