Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/02/2010 G Issue 13641
الثلاثاء 18 صفر 1431   العدد  13641
 
في لقاء مع الدكتورة لو آنا كيمزي سيمون رئيسة جامعة ميتشغن الأمريكية
اكتشفت فرص المشاركة العلمية والبحثيةبين جامعتي الملك سعود وميتشغن

 

أجرت الحوار: د. أمل الهزاني :

قالت رئيسة جامعة ميتشغن الأمريكية الدكتورة أو. آنا كيمزي سيمون إن ما يميز جامعة ميتشغن هو قيادتها للجامعات الأمريكية من حيث عدد طلابها الدارسين بالخارج؛ ما يُعتبر جزءاً من التفاعل العولمي الخلاق، وهذا جزء من برنامج اقتصاديات المعرفة.

جاء ذلك ضمن لقاء أجرته الجزيرة مع الدكتورة سيمون، وفيما يأتي نص الحوار:

د. سيمون.. بداية أود أن تحدثينا عن تخصصك وخبراتك الأكاديمية والمهنية، وكذلك عن موجز عن جامعة ولاية ميتشغن الأمريكية؟

- التحقت بجامعة ميتشغن منذ عام 1970م كطالبة دراسات عليا في مجال التعليم العالي وتطبيقاته، وكنت قد تخرجت بدرجة البكالوريوس في علم الرياضيات. ولقد خدمت في مناصب عدة بالجامعة، ابتداء من منصب إداري بمكتب مدير الجامعة عام 1978م، ثم نائبة للرئيس للشؤون الأكاديمية منذ عام 1993م حتى عام 2004، وفي يناير عام 2005م تم تعييني رئيسة لمجلس أمناء جامعة ولاية ميتشغن، وبذا أكون قد استثمرت فترة طويلة من حياتي بجامعة ولاية ميتشغن التي ما زلت مستمرة في العمل بها لإيماني وانجذابي للفلسفة المثالية لإبراهام لينكولن في عام 1855م، المتفقة والمشابهة إلى حد كبير مع ما تنادي به الخطة الاستراتيجية لجامعة الملك سعود فيما يتعلق بالالتزام باللحاق بركب أحدث تكنولوجيا العصر تقدماً، وتطبيع هذه التقنيات وتطويرها لخدمة المجتمع، واعتماد مبدأ مشاركة المعرفة والمعلوماتKnowledge Sharing University Concept المتفق مع القيم الكبرى والعظيمة التي نادى بها المجتمع الأمريكي بلسان حال إبراهام لينكولن حتى العصر الحالي بالقرن الواحد والعشرين.

علمت أن هذه أول زيارة لكم لجامعة الملك سعود، وللمملكة العربية السعودية. هل هذا صحيح؟ وكيف وجدتها؟

- بالفعل هذه أول زيارة لي للمملكة، وهي زيارة قصيرة كالوجبة السريعة. من منظور دولي أعتقد أن جامعة الملك سعود قوية للغاية، ولقد لمست من لقاءاتي المتعددة مدى التزام رؤساء ومديري الجامعة بقيادة الشباب والشابات، وهو شيء يحسب لهم. كما أتيح لي اكتشاف فرص المشاركة العلمية والبحثية بين جامعتينا والقائمة على أساس المنفعة المتبادلة والمشتركة؛ حيث هناك العديد من الصفات المشتركة بين قيادات الجامعتين.

تعلمين أن المؤسسات التعليمية كالبشر لها سمعتها؛ فهل كان لديك انطباع معين عن جامعة الملك سعود؟ وهل اختلف هذا الانطباع المسبق بعد زيارتك ولقائك بقيادات الجامعة؟

- نحن نتطلع جميعاً إلى التقدم للأمام، ونتعلم من بعضنا البعض من خلال جامعاتنا ومن وسائل الاتصال بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) التي يسهل تصفحها. ولكنك تحصلين على الإحساس بكيفية أداء الجامعة الحقيقي من خلال لقائك بالقائمين عليها، وهذا ما لمسته في الواقع، وشعرت وتأثرت به شخصياً من خلال اللقاءات المتعددة بقيادات الجامعة التي تركت في نفسي أثراً كبيراً للغاية يتجاوز بمراحل ما حصلنا عليه من خلال تصفُّح موقع جامعة الملك سعود بالشبكة العنكبوتية.

لقد قرأت في تصريح لكم قولكم «إن اقتصاد المعرفة Knowledge Based Economy هو آلية خلق الوظائف»، وهو الأمر الذي أصبح متعارفاً عليه عالمياً؛ فما سياسات جامعة ولاية ميتشغن لتفعيل وتعزيز هذا المفهوم؟

- بوسائل متعددة، أولها إطلاق برنامج المنح الدراسية كأمر أساسي، وتفعيل هذا المنهج بكلتا المرحلتين قبل وبعد الجامعة؛ فالمنح لا تعني تهيئة الطالب الجامعي للحصول على فرصة الفوز بها في مرحلة الدراسات العليا بقدر ما هي اعتبار أحقية حصول الطالب أو الطالبة عليها خلال دراسته الجامعية بفضل تفوقه وذكائه وبراعته. وإضافة إلى ذلك فإن طلابنا لديهم القدرة والقوة لتغيير القرن الـ21 من خلال نبوغهم كمنظمين ومبتكرين ومبدعين في خلق الأعمال والشركات الخاصة، وليسوا باحثين عن وظائف بشركات يملكها الآخرون، التي يتوافر بكل منها مبدعها ومنظمها من داخلها، ونحن نحاول زرع هذه الروح بهم. هذا إلى جانب قيادة جامعة ولاية ميتشغن للجامعات الأمريكية من حيث عدد طلابها الدارسين بالخارج، الذي يعتبر جزءاً من التفاعل العولمي الخلاّق. وأخيراً تفعيل الانخراط في برامج التضامن المجتمعية بتفعيل منحهم الدراسية ومهاراتهم وذكائهم لتطوير المجتمع.

لم تعتمد جامعات المنطقة الوقف التعليمي إلا منذ عامين حينما أنشأت جامعة الملك سعود أول وقف، الذي أُنشئ لتمويل أبحاث التقنية وبرامج التطوير المعززة لاقتصاد المعرفة؛ فما المصادر التمويلية لأبحاث جامعة ولاية ميتشغن؟

- أكبر مصادر البحث لدينا تأتي مع الوقت؛ فلدينا مصادر وبرامج تمويل هيكلية داخل المؤسسات التعليمية لتأسيس صناديق تمويل تنظيمية. وفي عام 1970م تأسس بجامعة ولاية ميتشغن صندوق وقف لعوائد حقوق الاختراع المتحصل على إيراداتها من ابتكار أدوية لعلاج مرض السرطان؛ حيث يخصص العائد من حق الاختراع صناعياً وتجارياً وطبياً لتمويل البحث العلمي والأكاديمي، وهو الأسلوب نفسه الذي تتبعه جامعة الملك سعود في تخصيص إيرادات الوقف لأغراض البحث العلمي بالجامعة. أيضاً ندرس مع الجامعات الأخرى إمكانية الحصول على دعم من الحكومة الفيدرالية من خلال مشاركة مؤسسات عدة؛ فلقد تحصلنا على منحة بقيمة (21) بليون دولار؛ لقيام قسم الفيزياء ببناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من تدوير الفضلات العضوية. ودائماً ما ندفع بجهودنا تجاه الحصول على الأبحاث الممولة أو المدعومة بمنح من الشركات والجهات المختلفة.

فيما يتعلق ببيئة العمل احتلت جامعة ولاية ميتشغن المرتبة العشرين ضمن قائمة أفضل 40 مكاناً للعمل في عام 2009م، هلاّ تحدثينا عن ذلك؟

- المفهوم الذي نعمل من خلاله هو العمل كفريق، لكل دوره ومهاراته وذكاؤه الذي هو محل احترام الجميع. ويجب أن نوفر البيئة التي يلعب فيها الذكاء والمهارة بطريقة جماعية ومُرضية للفرد والجماعة؛ لذا نبني مجتمعاً يعترف بالإنجازات بصفتها الفردية وليست النوعية أو الكمية، والاعتراف بإنجاز الباحثين بالجامعة تكريماً لهم وتحقيقاً للإشباع الفردي. وأنا كثيراً ما أقوم بتدوين ملاحظاتي عن الباحثين المرشحين لنَيْل جائزة ما؛ لذا أقوم بتجميع المقالات التي تؤيد توقعي تجاه ترشيحي؛ حيث إنهم باحثون معترف بقدراتهم ومهاراتهم العلمية في مجالات تخصصهم وما يؤدونه من إنجازات علمية، وبهذا نحصل على أداء أفضل، ليس فقط من خلال الحصول على مؤشرات. هذا على الرغم من كون جامعة ولاية ميتشغن تعتمد إلى حد كبير على الدعم الحكومي والتمويل الفيدرالي المتناقص والمتقلص حالياً بشكل معنوي. ولكن ولاية ميتشغن هي ولاية تحدٍ لا يعترف مواطنوها بوجود أية عقبات أو فوارق بين جامعة خاصة وجامعة ولاية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد