Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/02/2010 G Issue 13641
الثلاثاء 18 صفر 1431   العدد  13641
 
لما هو آت
الاستثناء...!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

إلا.., وعدا، وحاشا.. موانع بين ما قبل وما بعد، حجارة تدرأ عما بعدها ما ينسبغ على ما قبلها من الحالة والشرط والفعل والمعية، تقصيه عنها..، تخرجه لهيئة أخرى وموقف آخر.. فكلهم صادقون عدا ذلك المرتبك في ثياب كذبه، وكلهم نائمون حاشا ذلك المتقد في مضمار سعيه، وكلهم مبادرون عدا المطوي على أسبابه.., وكنا نتنافس في ابتكار جمل تدخلنا بها معلمة قواعد العربية في حلبة الاستثناء، من تبادر؟، من تتأخر؟، من لا تفكر، من لم تكن في حضورها الذهني الكامل؟.. من المستثناة تمثيلاً وحضوراً ومبادرة وحراكاً ذهنياً في الفصل..؟ ومنذ ذلك لبس الاستثناء في مداركنا ومشاعرنا حلة النصوع، والتميز، والنجاح، فكل من قبله يتفوقهم من يجيء بعده.. فحاشا أن نكون مقصرات، متأخرات، مخطئات، وكلهن عدانا أقل مهارة، وأداء، وعطاء, وذكاء، واجتهاد،.

منذ مدارج المدرسة، والمساحات القريبة واقعا، الوسيعة البعيدة في إحساسنا النامي, كان للاستثناء مدلول آخر، يوقد الهمة، وينشئ المُثُل، ويصور الحالة،..

الآن، ما مصير الاستثناء، وقد تزيا ببريق الريال، ورونق المظهر، والتهاون للحاجة، والبذل للبهرجة بأنواعها، و... تفرغ معناه عن التحفيز للأمثل، الأقيم، الأفضل، الأنبل.., وتوقف عند قيد التراب وما خُلق من أجله، وضل النهوض في مضمار النفوس وهممها العلا..؟.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد