Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/02/2010 G Issue 13641
الثلاثاء 18 صفر 1431   العدد  13641
 
واكتمل الهلال بدراً
عبدالله الباتلي*

 

كانت ليلة حالمة بكل ما يحمله الحلم من هدوء وراحة نفسية وجسدية.. ليلة تنهد في نهايتها كل من امتزجت أنفاسه بذلك الوله الأزرق الصافي وذلك الهيام الأبيض الناصع.. ليلة جنى فيها الزعماء ثمرة التكاتف كالبنيان الواحد والتآلف بين أصحاب الهوى الواحد والهم الأول والهدف المحدد وهو رفعة الهلال ولا غير.. ليلة افترت فيها ثغور الهلاليين على امتداد رقعة الأطلس عن ابتسامة هادئة تحمل بين طياتها ثقة البطل وفرحة تحقق الهدف.. ليلة حمل فيها محبو الهلال درعاً إنجليزية التصميم عالمية المجوهرات سعودية المنشأ وهلالية المستقر، ليرفع كل لاعب كأسه باتجاه السماء ليكون درعه مجاوراً لذلك البدر المكتمل في سديم الفضاء معلناً أن زعيم القرن الآسيوي هو بطل دوري زين السعودي.

دوري النوايا الحسنة

إن كان لنا أن نطلق على هذه البطولة لقباً فلا شك أنه سيكون (دوري النوايا الحسنة)؛ فالهلال الذي كان شعاره الانتصار فقط وغض الطرف عن بقية السفاسف التي أشغل البقية أنفسهم بها، فحقق الانتصار تلو الانتصار، وسحق شباك خصومه بأرقام مفزعة، وزاوج بين تلك المستويات والرغبة الهائلة في تحقيق الانتصارات وبين اللعب النظيف والمثالي، فكان أن فرض احترامه على خصومه قبل أن يقدموا له نقاطهم طواعية.

أجانب الهلال والرعب

مما يثير الشفقة في نفسي رؤية بعض المحسوبين على القلم الرياضي ممن أخذتهم العزة بالإثم وهم يشاهدون ذلك التيار الأزرق وهو يجرف كل ما أمامه ومن أمامه نحو لقبه المقرب إلى قلبه؛ ليكون شغلهم الشاغل محاولة استثارة مشاعر الهلاليين قبل غيرهم من المحايدين في نسب ذلك الإنجاز إلى سبب معين لا علاقة له بأداء الفريق ككل؛ فتارة تجدهم يدندنون حول ضعف المنافسين، وتارة حول مساعدات التحكيم، والسببان السابقان لست بحاجة للحديث عنهما لأنهما أصبحا أسطوانة مكسورة من أولئك الفشلة في سبيل تهوين أمر خسارة لقب ما أمام من يشاركهم ميولهم بشرط أن يكون ذلك السبب فيه انتقاص من الكيان الهلالي وإلا فإنه لن يكون مقنعاً للمتردية، في حين تخيل عزيزي القارئ لو أن ذلك الحبر المسال كان في تشخيص أسباب تميز الهلال وتضعضع غيره والفارق الذي سيؤول به ذلك التوجه الكتابي في إرضاء الضمير الصحفي أولاً، ووضع اليد على جروح فرق قد تعمي العاطفة مسيريها عن تحسس مواطن ضعفها ثانياً، والرقي بفكر الجماهير الرياضية وبث فكر المنطقية في الحوار الرياضي ثالثاً، والأخير هو ما يحتاجه شارعنا الرياضي حالياً حق الحاجة.

وعوداً على حجج أولئك الواهية في انتقاص الإنجاز الهلالي والنقطة التي ما لبث أولئك المستصحفون يلوكونها وهي القدرات الهائلة لمحترفي الهلال الأجانب والإيحاء بأنه لولا أولئك الأجانب لما تمكن الهلال من حصد الدوري كما فعل، وكأني بهم يريدون للهلال وغيره جلب أشباه لاعبين أجانب كما فعلت فرقهم ومن ثم تحقيق الدوري، وهو التفكير الأحمق المخالف للهدف من جلب الأجانب الذين يفترض بهم تدعيم ثغرات الفرق وإحداث الفارق وهو ما لن يشير له أولئك لو كان الحديث عن فرقهم؛ فحينئذٍ سيكون الإنجاز لأحد عشر لاعباً وليس للأجانب فقط، ولعمري أن الهلال كان لأولئك بيئة خصبة كانوا خلالها مكملين؛ فمن يأتي لفريق حارسه الدعيع ودفاعه مكون من قلبين دوليين كأسامة والمرشدي وظهير دولي كالزوري ووسط محلي دولي مخيف كالشلهوب وعزيز والفريدي والعابد والدوسري وهجوم مرعب كالمحياني وياسر ولا يريد لأي أجانب كانوا أن يستمتعوا ويمتعوا ضمن منظومته؟ إنها الحماقة التي أعيت من يداويها.

زعيم الراحة والألفة

من شاهد الصور التي تطالعنا بها وسائل الإعلام اليومية من التدريبات الزرقاء يلحظ بما لا يدع مجالاً لتكهن راحة نفسية يعيشها الحوت الأزرق في محيطه، ويجد أن الابتسامة والدعابة لا تكاد تفارق مشهداً من مشاهد الموسم الهلالي الحالي، كما أن من يتابع لاعبي الهلال بعد تسجيلهم لكل هدف ما بين ساجد هنا وآخر رافع يديه إلى السماء شكراً للمولى وآخرين متجهين صوب الأشيب العملاق جيريتس لمعانقته كأبناء يلتفون حول أبيهم المحب، ويا ليت شعري أيوجد ما يدل على العمل المميز للجهازين الإداري والفني في فريق القرن الآسيوي أكثر من تلك الألفة وتلك الراحة، إنها طمأنينة الواثقين يا سادة.

عالمية الأشيب البلجيكي

لا يختلف اثنان حول تميز ما يقدمه الجهاز التدريبي العالمي المشرف على الكرة الهلالية سواءً على الصعيد التدريبي أو النفسي، فرأينا فريقاً ليس كبقية الفرق في مجمل المواصفات الكروية؛ فالهلال لم يحقق الدوري بأعلى نسبة أهداف له وأقل نسبة أهداف عليه فقط، بل رأينا أهدافاً تأتي من خلال عشر تمريرات وخمس عشرة تمريرة وثماني عشرة تمريرة في مشاهد كالمعجزات بالنسبة للدوري الأمتع والأقوى عربياً، وشاهدنا فريقاً يتنافس لاعبوه على تسجيل الأهداف ويتسابقون نحو المركز الأول في سلم الهدافين، وشاهدنا فريقاً يركض لاعبوه في نهاية المباراة بنفس المعدل اللياقي الذي كانوا عليه في بدايتها مما يعكس حجم المجهود التكتيكي والفني الذي قدمه ذلك الفريق البلجيكي المخيف بقيادة السيد إيريك جيريتس لبطل الدوري السعودي، ويكفي أننا أيقنا تماماً إمكانية إخضاع لاعبي الفرق السعودية لحصتين تدريبيتين يومياً دون النظر إلى الأعذار الوهمية من صعوبة طقس وخلافها، ومن البديهي أن نتوقع أثر التمرين الصباحي في إجبار اللاعبين على النوم باكراً حتى يتسنى لأحدهم الحضور للنادي صباحاً وهو مهيأ لحصة تدريبية كاملة دون أن يتأثر، ومن بدت عليه آثار عكس ذلك تتم ملاحظته وتحذيره، وهو ما سيقودنا نحو الاحتراف الحقيقي بإذن الله.

هلال ابن مساعد غير

حقق الهلال خلال هذا الموسم لقب نادي القرن في القارة الآسيوية.

حقق الهلال بطولة دوري المحترفين السعودي لهذا العام قبل نهايته بـ(3) جولات.

حقق الهلال أعلى معدل أهداف له وأقل معدل أهداف عليه.

مازال لاعبو الهلال ينافسون بعضهم على لقب هداف الدوري.

الهلال هو النادي الوحيد الذي يخلو سجل لاعبيه من البطاقات الحمراء والأقل بطاقات صفراء.

سجل لاعب الهلال نواف العابد أسرع هدف في تاريخ المسابقات السعودية وأحد أسرعها عربياً وعالمياً.



(*) al-batli@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد