Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/02/2010 G Issue 13643
الخميس 20 صفر 1431   العدد  13643
 
زيارة ناجحة وعلاقات وطيدة
الدكتور عبدالمحسن بن فهد المارك *

 

تشرفت بمرافقة معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى في زيارة معاليه التاريخية والوفد المرافق لمعاليه إلى البحرين يوم الاثنين 25-1-1431هـ الموافق 11-1-2009م وذلك تلبية لدعوة كريمة من معالي الأستاذ علي الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني في إطار تعزيز وترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين في التواصل بين مجلسي الشورى والنواب ومجلس الشورى السعودي حيث تفتح الزيارة مجالات أرحب من التعاون بين المجلسين في البلدين الشقيقين.

وكان معالي الأستاذ الصالح رئيس مجلس الشورى ومعالي الأستاذ خليفة الظهراني رئيس مجلس النواب في مقدمة المستقبلين لمعاليه على أرض المطار حيث رحب معالي رئيس مجلس الشورى بزيارة معالي رئيس مجلس الشورى السعودي مشيداً في لقائه مع الإعلاميين مشيداً بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة وما تشهده من تطور وتنام بفضل الحرص المتبادل بين القيادتين الحكيمتين التي أكدت مراراً حرصها ورغبتها الصادقة والمشتركة في دعم وتعزيز العلاقات الأخوية القائمة بينهما والوصول بها إلى أعلى مراتب التعاون والتنسيق والتكامل لتلبية أمال وطموحات شعبيهما وتعزيز مسيرة التعاون الثنائي في المجالات كافة. وأشاد معاليه بالتطورات التي تشهدها المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة وبمواقفها العربية المشرفة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود مؤكداً بأن فرص التعاون بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية كبيرة وعلينا أن نستثمر الأجواء الايجابية التي تكرسها العلاقات المتميزة والحميمة بين قيادتي البلدين.

ومن جانبه شكر معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ مضيفه على دعوته الكريمة منوها بالعلاقات التاريخية الممتازة التي تربط بين القيادتين والشعبين الشقيقين وان هذه الزيارة تأتي لتوطيد تلك العلاقات وتبادل الخبرات التشريعية بين البلدين، وقد حضر مأدبة العشاء التي أقامتها السفارة على شرف معاليه عدد كبير من أصحاب المعالي الشيوخ وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة (عميد أسرة آل خليفة الكرام) الرئيس الأعلى للمجلس الإسلامي ورئيس مركز عيسي الثقافي وعدد من الوزراء وأصحاب السعادة المسؤولين وعدد كبير من أعضاء مجلسي الشورى والنواب البحريني ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالبحرين وكبار الجالية السعودية المقيمة بالبحرين ويعكس المستوى الكبير للمدعوين ما تتمتع به المملكة العربية السعودية قياده وشعبا من حب وتقدير كبيرين من جميع الأوساط في البحرين وكذلك لما يتمتع به معالي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ من أدب جم وأخلاق عالية ومنصب رفيع وتاريخ علمي وعملي مشرف وتقدير واهتمام وشهره وخلفية في الأوساط الحكومية والعلمية والتشريعية. وفي إطار زيارة معاليه تشرفنا بمقابلة جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة ورئيس الوزراء في مملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذين أشادوا بالقيادة الحكيمة والرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية حفظهم الله الساعية لما فيه عز ونماء ورخاء البلدين الشعبين والشقيقين. وكذلك ابدوا ارتياحهم وإعجابهم الكبير بالمرحلة المتطورة الكبيرة التي وصل إليها مجلس الشورى السعودي في معالجته ودراسته للأمور الداخلية والخارجية بالمملكة وانه أصبح على مستوى راقٍ ينافس المجالس التشريعية الدولية، وأكدوا خلال اللقاء معهم أهمية تبادل الزيارات بين البلدين على كافة المستويات بشكل يعكس آمال وطموحات الشعبين الكريمين، منوهين بوحدة المواقف بين قيادتي البلدين في شتى المجالات لما بينهما من روابط وصلات، وأهمية دور مجالس الشورى والبرلمان في دعم القرار الخليجي. حيث قدم لهم معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، شكره وتقديره لما لقيه من نظيره من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، منوهاً بوشائج العلاقات بين البلدين حكومة وشعباً، مشيراً إلى أن هذه العلاقات لها امتداد تاريخي منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى عهدنا الحاضر في ظل السياسة الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله.

وأبان معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى أن هذه الزيارة تأتي تأكيداً على حرص المملكة ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على تنمية وتوثيق العلاقات مع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقام معاليه بزيارة لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين سمو الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة بمقر مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالمنامة وجرى خلال اللقاء استعراض أواصر العلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، كما تم بحث مجمل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون في شتى المجالات.

وعقد معاليه جلسة مباحثات مشتركة مع معالي رئيس مجلس الشورى البحريني السيد علي بن صالح الصالح بمقر مجلس الشورى البحريني بالقضيبية وبحثا عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام في شتى المجالات، واستعراض العلاقات المتينة على مختلف المستويات والأصعدة بين القيادتين والشعبين، كما تم بحث سبل دعم وتعزيز التعاون والعمل الثنائي المشترك على العلاقات البرلمانية بين المجلسين، واتفق الجانبين في نهاية الجلسة على أهمية تكثيف الجهود للعمل على دفع العلاقات ولجان الصداقة البرلمانية في المجلسين قدماً وإيجاد آليات لتبادل الأفكار والخبرات في المجلسين لدور برلماني مشترك يقوم على أساس من التنسيق والتعاون المشترك.

كما التقى معاليه رئيس المجلس الشيخ الدكتور معالي رئيس مجلس النواب البحريني السيد خليفة بن أحمد الظهراني، وتم بحث الموضوعات ذات الاهتمام وسبل تعزيز العلاقات والتعاون البرلماني بين مجلس الشورى بالمملكة والنواب البحريني، حيث حضر معاليه جانب من جلسة مجلس النواب البحريني. وفي ختام زيارته نوه معالي رئيس مجلس الشورى بالزيارات البرلمانية المتبادلة بين البلدين الشقيقين، مؤكداً على أن ذلك يعد دليلاً واضحاً وملموساً على الرغبة في إيجاد علاقات تقارب خاصة تترجم معنى الشراكة الحقيقية وتعمق التعاون في كافة المجالات بما ينعكس إيجابا على وحدة وتماسك الصف الخليجي، منوهاًَ بالاهتمام المتزايد من قبل القيادتين الحكيمتين في كلا البلدين نحو تطوير مجالات التعاون بما يشكل حافزاً كبيراً على الارتقاء بشكل العلاقات الثنائية وتعدد مجالاتها في المستقبل بما يعود بالنفع والخير على البلدين والشعبين الشقيقين.

وكانت زيارة معاليه والوفد المرافق ناجحة بكل المقاييس وكان معاليه حريصاً وشغوفاً ومهتماً للارتقاء بسمعة المملكة العربية السعودية وقد ساعده في ذلك لما يتمتع به من أخلاق عالية وخلق رفيع وهدوء وحسن الاستماع وسعة علم واطلاع كبير بالأمور الشرعية والتشريعية والعلاقات الدولية وكان بارعاً بالمناقشة والمحادثة مع مضيفيه بأسلوب ذكي وتسلسل منطقي للأفكار والحجج القوية فكان مثالاً حياً لتوفيق الله أولاً ولمعرفة قيادتنا الرشيدة بمعادن الرجال الأكفاء حيث يعد معاليه من أفضل المسؤولين الذين قابلتهم في حياتي العملية وتأثرت جداً بشخصيته وأخلاقه وعلمه وخبرته وهي ليست بغريبة بل طبيعية فهو ابن لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية الأول وحفيد للداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحببت أن اسطر هذه العبارات التي تظهر جهود مملكتنا الغالية في اختيار القيادات الفاعلة من الأكفاء ويعكس علاقاتنا المتميزة مع الشقيقة مملكة البحرين.

اسأل الله عز وجل أن يديم على البلاد الأمن والأمان الذي تم بفضله تعالى ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله ورعاهم.

* سفير خادم الحرمين الشريفين لدي مملكة البحرين



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد