Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/02/2010 G Issue 13646
الأحد 23 صفر 1431   العدد  13646
 
نوافذ
في عالم.... آخر
أميمة الخميس

 

أعتقد أن جميع مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية, مناط بها جزء من المسؤولية الاجتماعية اتجاه التنمية البشرية.. سواء على المستوى الثقافي الاجتماعي.. أو حتى الرياضي، ولا سيما في المراحل التي يُتبنى في المجتمع عدد من الخطط الإصلاحية التي تهدف إلى إشراك الجميع في مسيرة كبرى نحو طموح مستقبلي جمعي.

ولكن عبر أجيال من الحراك الاجتماعي والمدني في المملكة.. ظلت الأندية الرياضية بمنأى عن قضايا المجتمع وهمومه ومنعطفاته المصيرية، ظلت تلقي حولها بستار سميك من الحياد أو اللا مبالاة بالشكل الذي يجعلنا نشبه أهلاً أزعجهم شغب أبنائهم، فطلبوا منهم أن يلعبوا الكرة بالخارج، ليتسنى للأهل التعامل مع قضايا مجتمعهم بهدوء وتركيز.

والمتتبع لتاريخ تلك الأندية يجد أن نشاطها الاجتماعي خارج قاعة الملاعب الرياضية طفيف جداً.. إن لم يكن معدوماً، فعلى الرغم من أن اللوحات التي تعلو تلك الأندية تعلن بأنها أندية ثقافية رياضية اجتماعية، إلا أن هناك دويلة وسط دولة، تستقل الأندية بها بعوالمهم وصفقات اللاعبين والمدربين الباهظة والتراشقات بين رؤساء الأندية التي إذا لم يسعها سقف الحرية في الإعلام، انتقلت إلى الإنترنت.. وبالتالي تحوَّلت إلى فاكهة المجالس والاستراحات، وأوراقهم المرصودة في كل جريدة تطرح قضاياهم المستقلة، وشعاراتهم التي يرشقها الشباب فوق سياراتهم وجوالاتهم كجزء من رحلة البحث عن الهوية لدى الشباب، ونجومهم الذين يروّجون لمشروبات الصودا فيدخلون الملايين للأندية، وعلى الرغم من أن الوجدان الوطني والشعبي يبقى معلّقاً بركلات أقدامهم.. طمعاً بتحقيق نصر قومي تزهو به البلد، لكنهم على الغالب يعودون بحقائب الهزيمة.. والكثير من التفاصيل التي تجعلهم عالماً متقولباً بداخل جزره النائية.. متنصلاً عن هموم المجتمع وقضاياه الكبرى.

فعلى سبيل المثال في السنوات القليلة الماضية مرّت على الوطن الكثير من القضايا المفصلية المصيرية التي كانت تترصد بأمننا وبوحدتنا الوطنية.. وعلى رأسها الحرب الشعبية ضد الإرهاب.. سواء كفعل تدميري.. أو كحواضن فكرية، ما دور الأندية الثقافية الاجتماعية الرياضية في هذه الحرب؟.. هل استغلت التجهيزات في منشآت النادي وقاعات المحاضرات المجهزة لتقديم سلسلة من المحاضرات التوعوية.. مستقطبة في هذا جماهيرية عدد من شيوخنا المستنيرين؟.. هل جيَّرت ريع إحدى مبارياتها لأبناء وعوائل شهدائنا في حربنا ضد الإرهاب؟.. هل طبعت على نفقتها بعض المطبوعات.. أو الملصقات التي تحارب الفئة الضالة ولا سيما أن الفئة الشابة المستهدفة كوقود في محرقة الإرهاب.. هم نفس رواد الأندية مؤخراً؟.. أقل مثال: هل تبرعت تلك الأندية بمباراة ودية يعود ريعها لمخيمات اللاجئين في الجنوب؟.. أم أن صناديق تلك الأندية دائماً خاوية نتيجة للصفقات الهائلة التي تُعقد مع مدربين ولاعبين عالميين؟

لا تتيح لي مساحة الزاوية لاستعراض بقية القائمة.. لكن بالتأكيد جميع المؤشرات تؤكد على أن دور الأندية الرياضية في الشأن والمسؤولية الاجتماعية كان ضئيلاً ومحدوداً، واكتفوا بدور الأولاد المشغولين بلعب الكرة بالساحات الخارجية.. بعيداً عن هموم البيت الكبير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد