Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/02/2010 G Issue 13646
الأحد 23 صفر 1431   العدد  13646
 
في الوقت الأصلي
لله درك أيها الزعيم
محمد الشهري

 

معلوم أن الله جل في علاه.. خلق البشر بطباع وأفكار متناقضة، بين من يتذوق الإبداع والجمال إلى درجة العشق، وبين من لا يستطيع - لسبب أو لآخر- الاستمتاع والتعايش مع هاتين النعمتين، وقد تبلغ الأمور درجة البغض، وبالتالي فهو لا يجد أدنى غضاضة في إنزال الجمال والإبداع منازل القبح، ولا بأس لديه من مناصبته العداء (!!).

على سبيل المثال: كلنا نتفق على أنه لا يوجد من لا يبصم بالعشرة، سواء على المستوى المحلي أو الخليجي، أو حتى العربي والآسيوي.. على أن (هلال دوري زين) كان هلالاً استثنائياً ومتميزاً هذا الموسم بكل المقاييس.

وأن شواهد هذا التميز والاستثناء.. قد تجلت وتمثلت في جملة من الأولويات غير المسبوقة التي لا يزوغ عنها إلا من أعمى الحقد بصره وبصيرته.

وإن ما سطره وجسده نجومه على المستطيلات الخضراء من الإبداعات ومن الحضور المذهل، ومن الأرقام القياسية.

وأن محصلة هذا كله في نظر ومفاهيم العقلاء ممن يعنيهم شأن كرتنا ويهمهم أمرها.

إنما هي لمحة أخرى من اللمحات المعتادة والعديدة التي يتميز ويتفرد بها ابن الوطن البار (الزعيم)، والتي تتمثل في إعادة الهيبة والإشراقة إلى محيا وملامح كرة الوطن كلما اعترتها حالة من الشحوب أو الانكسار.

هذه اللمحة الإبداعية الزرقاء المتوارثة التي أتت في أكثر الأوقات حاجة إلى من يعيد التوهج والبريق لكرتنا بعد سلسلة من الإخفاقات التي منيت بها على الكثير من الأصعدة، وأفقدتها الكثير من عوامل ومقومات الحضور والإبهار.. ليتكفل الزعيم كالعادة بإعادة الأمور إلى نصابها، وليثبت للقاصي والداني بأن الكرة السعودية ما تزال بألف خير.

ولأن (نادي القرن الآسيوي) قد تكفل بإسعاد أعرض شريحة من المجتمع، وأنه الواجهة الرياضية المشرقة والمشرفة للوطن منذ الأزل.. وأنه لم يتنازل أو يتزحزح قيد أنملة عن هذه المسؤولية.. محافظاً في ذات الوقت على تكفله بمهمة تعرية أسرى وعشاق القبح والدمامة، وإجبارهم على الخروج من جحورهم بين كل فينة وأخرى.

لذلك لا جديد ولا غرابة في أن يظهر عبر الفضاء المفتوح لكل من هب ودب وجثى على الركب، أو عبر بعض الصحافة البائسة.. (شوية) من المأزومين والمأجورين.. ممن (أدمنوا) تعاطي القباحة والأكاذيب والتزييف والتزوير والعبث بالحقائق.

هذا يهاجم ويقرّع ويطالب المحلل الفني الدكتور مدني رحيمي باحترام مشاعر الاتحاديين.. أما كيف.. فذلك من خلال عدم ذكره للمميزات والمحاسن الهلالية على حد قوله، دون أن يخبرنا لا فض فوه، ما علاقة المشاعر الاتحادية بالموضوع (!!!).

ذلك أن الذي نعرفه جميعاً أن كأس البطولة تم تصنيعه على نفقة الاتحاد السعودي لكرة القدم لا على نفقة نادي الاتحاد.. هذا جانب.

الجانب الآخر: أنه يجب التفريق بين مهام (رحيمي) المحلل الفني، وبين مهام (رحيمي) عضو الشرف، وهذا ما لم يستطع استيعابه الكاتب الفلتة (؟!!).

فيما تجاوز آخر من ذات الطينة والعجينة كل حدود الأدب من خلال مهاجمته لقيادتنا الرياضية وتسفيهها بكل وقاحة، فقط لأنها سمحت بتتويج البطل قبل معرفة موقع فريقه المفضل من الإعراب، وكأن تصحيح الأخطاء منقصة عندما لا تصب في مصلحة فريقه الذي لولا الدلال الذي ظل يحظى به لما تجاوزت بطولاته العشرين بشهادة ملعب جدة (!!!).

أما أولئك الذين أنهكوا حناجرهم المرهفة والمرفهة عبر البرنامج الخليجي التعيس والمنبوذ.. بين من أجهد نفسه كالمعتاد في اختلاق الأكاذيب التي يتوهم أنه يستطيع من خلالها تمرير خزعبلاته المتمثلة بالانتقاص من العمل الهلالي النموذجي الرائع الذي أثمر الإنجاز الباهر.. وبين آخر تداخل فقط ليطالب بعدم إنصاف الهلال وتميزه، وهنا يتضح مدى شعوره بالألم والحسرة، ولو كان يتمتع بأدنى قدر من الفطنة لتجنب كل ما يسبب له التعاسة من خلال الاهتمام بشؤونه وترك الآخرين لشؤونهم و(يادار ما دخلك شر) ولكنه الغباء (!!!).

هؤلاء (الشوية) من التعساء لا يضيرون الهلال في شيء.. خصوصاً إذا علمنا بأنهم توارثوا التعايش مع الكآبة والانكسارات وإدمان الأزمات التي يسببها لهم اللون الأزرق منذ زمن بعيد.

فلا غرابة إذن عندما يتعاطون السوداوية والقبح في وقت يحتفل فيه الأسوياء والأصحاء بكلما هو جميل ومبهر.. ثم أليسوا هم من سبب لهم لقب نادي القرن أزمة ستظل تنهش في أعماقهم مع أن المنجز للوطن (!!!).

شكراً لك أيها الزعيم.

من الأمثال الشعبية:

(اللي ما يعرف الصقر يشويه)




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد