Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/02/2010 G Issue 13648
الثلاثاء 25 صفر 1431   العدد  13648
 
الملك عبدالله القائد المؤثر.. لماذا؟
دهام عواد الدهام

 

حظي الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وللمرة الثانية على صدارة قيادات التأثير في العالم الإسلامي، وذلك في الاستطلاع الذي أجراه مركز (بيو) الأمريكي الشهير لاستطلاعات اتجاهات الرأي، تحت إشراف مجموعة (برنستون) الدولية للبحوث والإحصاء. وقد شمل هذا الإحصاء ما يقارب 25 دولة، تمثل ثمان من هذه الدول الثقل العربي والإسلامي، سواء أكان على الساحة الدولية أو من حيث العدد السكاني، وهي (مصر، الأردن، فلسطين، لبنان، نيجيريا، باكستان، إندونيسيا وتركيا). هذا الاختيار الشعبي لقيادة خادم الحرمين الشريفين نتيجة واقعية لمتابعة هؤلاء المستقصين لأدوار الملك عبدالله على الصعد العربية والإسلامية والدولية كافة، ومواقفه الثابتة الناتجة من ثبات السياسة السعودية في كل الظروف والأحداث، وهو ما انعكس بتقدير واحترام لهذه القيادة الحكيمة، وهذا العرفان لهذا القائد يؤكد ما ذهبت إليه مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة التي اختارت منذ أشهر قليلة أكثر الشخصيات العالمية نفوذاً وفق معايير رأت من خلالها استحقاق هذه الشخصيات هذا التقدير على المستوى العالمي؛ حيث تمثل كل من الشخصيات الـ67 التي تم اختيارها التأثير والنفوذ على ما مجموعه 100 مليون من سكان هذا الكوكب البالغ تعدادهم 6.7 مليار نسمة.

وقد تمثلت الشخصيات العشر الأولى في هذه القائمة في الشخصيات الآتية:-

1- الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

2- الرئيس الصيني هو جين تاو.

3- رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.

4- رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي بن برنانكي.

5- مؤسسا شركة جوجل سيرجي برين ولاري بيدج.

6- كارلوس سليم الرئيس التنفيذي لشركة تلمكس المكسيكية للاتصالات.

7- روبرت مردوخ رئيس مجلس إدارة مجموعة نيوز كورب الإعلامية.

8- مايكل تي. ديوك الرئيس التنفيذي لمتاجر وول مارت للتجزئة.

9- الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية.

10- بيل جيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميلندا جيتس.

ومع كل التقدير لهذا الاختيار لما لهذه الشخصيات من نفوذ وتأثير على الساحة السياسية والاقتصادية والمالية الدولية، أقول: لماذا الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله - بالذات مَنْ يكون محط وتقدير هذه الشعوب؟..

بلا أدنى شك أن هذه المكانة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية لم تأتِ من فراغ أو مجاملة؛ فالأدوار التي يلعبها - حفظه الله - السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والإنسانية على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العربي أو الإسلامي أو الدولي خطوات تنمُّ عن قيادة فذة ونظرة ثاقبة للمعطيات كافة التي تحكم القائد المتميز لما فيه صالح البشرية جمعاء برؤية شمولية وإقدام ومصداقية في المواقف، ولما يتحلى به من حكمة وبُعد نظر عند معالجة الأزمات على المستويين الإقليمي والدولي، ودوره الرائد في المبادرات العالمية لحل المشاكل أو لتذليل الصعاب أو تقديم العون والمساعدة للشعوب المنكوبة من جراء الحروب أو من الكوارث والحوادث الطبيعية وتقديم يد العون والمساعدة في شتى أرجاء الأرض لمحاربة الجوع والمرض والفقر خدمة للإنسانية..

فعلى المستوى الداخلي، ورغم كل الظروف المستجدة في المنطقة وتأثيراتها المالية والاقتصادية، إلا أنه - حفظه الله - لم تغب عن باله الإجراءات اللازمة لحماية الوطن في الداخل من كل هذه الأزمات بعمل متوازن بين التنمية الداخلية تنمية الإنسان السعودي بما يخدم من مشاريع تنموية أو تعليمية أو صناعية أو اقتصادية، مختصراً في سنوات أربع من توليه مقاليد الحُكْم سنوات طويلة من العمل لتركيز هذه المكانة المهمة والمتميزة، الإقليمية والدولية للمملكة. ورغم كل الاهتمام الداخلي للوطن إلا أن قيادته الحكيمة لعجلة التنمية الداخلية لم تغفل الدور السعودي على المستوى العالمي في جميع جوانبه؛ فقد وضع اسمه واسم المملكة رقماً صعباً في المحافل الإقليمية والدولية، وبنظرة ثاقبة وفكر متزن يعرف أن السلام والاستقرار في المنطقة هما أساس نهضة وتطوُّر شعوبها، وهما المناخ اللازم للتنمية حين أطلق عام 2002م مبادرته التاريخية للسلام في الشرق الأوسط التي تبناها مؤتمر القمة العربية في بيروت كأساس للسلام في المنطقة. ولأنه - سلمه الله - رجل سلام ويسعى للسلام، وامتداداً للخطوات الاصطلاحية في الداخل، أطلق مبادرته للحوار الإسلامي الذي رعاه واحتضنته مكة المكرمة، ومبادرة الحوار بين الأديان والثقافات لما فيه خير البشرية، وتحققت هذه المبادرة في مؤتمر الحوار العالمي في مدريد، الذي أشرف على إعداده ورعايته وافتتاحه، واتبعه بنقل هذه المبادرة إلى أروقة الأمم المتحدة دليلاً صادقاً منه على أن الحوار والتفاهم هما الوسائل التي تساعد شعوب العالم على تجاوز خلافاتها بدلاً من الحروب والاقتتال، إضافة إلى مواقفه المتعددة من كثير من الصراعات الإقليمية والدولية، ودعوته الدائمة إلى السلام وتحقيق الاستقرار لهذا العالم. ويقيناً منه بأن التنمية للشعوب هي أساس في الاستقرار العالمي كانت مبادرته في مؤتمر جدة للبحث عن الاستقرار للسوق البترولية العالمية من خلال البحث عن إيجاد الآلية المناسبة لأسعار البترول المادة الأهم والرئيس في مجال الطاقة على المستوى العالمي (رغم أن هذه المادة هي المنتج الرئيس للمملكة). ولم تتوقف هذه المبادرات؛ فقد كان حاضراً رئيسياً في قمة العشرين في كل من واشنطن ولندن اللتين بحثتا الأزمة المالية العالمية وكيفية الخروج منها.. كل هذا الهمّ العالمي يقيناً تاماً بالدور الريادي للمملكة العربية السعودية ودعمها ومساندتها لكثير من المناطق المنكوبة من الأزمات والكوارث الطبيعية مواقف لم يكن يسعى إليها لكسب إعلامي؛ بل انطلاقاً من مبادئ وقيم سارت عليها هذه المملكة منذ قيامها على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، يرسخها اليوم الملك عبدالله وفق الأسس الإنسانية التي يتحلى بها مع كل هذا الاختصار. لأسباب لم تعد خافية على القارئ الكريم يأتي اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في قيادة التأثير والأكثر شعبية في العالم الإسلامي، وضمن العشرة الأوائل لأكثر شخصيات العالم نفوذاً، وأمام إنجازاته - وفقه الله - ليس غريباً ولا مستغرباً هذا العرفان والتقدير لشخصية فذة مثل شخصية ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز.. إنه قائد يستحق أن يكون رجل السلام الأول في العالم وليس شخصية ذات شعبية عربية وإسلامية ونفوذ عالمي فقط.

سدَّد الله خطاك سيدي على طريق رفعة الدين وعزِّ الوطن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد