إن القدرة على الإبداع موجودة لدى كل فرد، وإن مهمة المربي إزالة العوائق التي تحول دون نموها، وبذلك نعطي للتربية مهمة تنمية القدرة الإبداعية.
ضمن العوامل التربوية نذكر الأسرة والمدرسة وحضارة المجتمع وثقافته، ومن الملاحظ أن الإبداع ينمو في الأسرة المثقفة التي تهتم برعاية شؤون أبنائها، والتي يحترم فيها الأبوان الطفل ويثقفانه، ويعتدلان في ضبطه وتقييده، ويعطيانه قدراً معقولاً من الاستقبال، ويشجعانه على البحث والابتكار.
أما دور المدرسة فيبدأ من مرحلة رياض الأطفال حيث يمكن إحاطة الطفل بمثيرات من الألعاب والأشياء المختلفة والأشخاص التي تستثيره للتجريب والاختبار وتساعده على نمو إدراكه وعملياته الفكرية الإبداعية.
ويؤكد علماء النفس أهمية السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل في نموه العقلي، وبالتالي أهمية التربية في هذه المرحلة ويعزون ذلك لسرعة النمو في هذا العمر وارتفاع استجابة الطفل للمثيرات المحيطة وتأثر شخصيته بها.
وبعد مرحلة رياض الأطفال وخلال مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية تلعب المدرسة دوراً أساسياً وإيجابياً في تنمية القدرات الإبداعية.
ومن أساليب تحقيق الدور الإيجابي إتاحة فرصة التفكير المبدع في التعليم المدرسي، واستخدام طريقة المشكلات، والاهتمام بالتعلم الذاتي حتى يتعلم الطفل التلميذ للتوصل بنفسه إلى الحقائق والتركيز على فهم مبادئ العلوم وقوانينها أكثر من الحفظ، وتوفير جو مدرسي فيه حرية وتشجيع، ومكافأة للأعمال الإبداعية، وتبرهن بعض الأبحاث على انتقال آثار التعلم ضمن هذه العوامل إلى فرضيات أخرى. ففي تجربة أجريت في التدريب على السلوك المبدع تم تعريض مجموعة أولى من المجرب عليهم
لمثير واحد وتشجيعهم على القيام باستجابات مختلفة، ومجموعة ثانية تم تعرضهم لمثيرات مختلفة ليقوموا باستجابات مختلفة عليها.
وقد بينت النتائج أن كلا الطريقتين ناجحتان في نقل آثار هذا التعلم إلى وضعيات أخرى والقيام باستجابات ابتكارية في معالجة مشكلاتها، وإن هذا الانتقال يحدث في حالة التدريب على القيام باستجابات مختلفة على مثير واحد أكثر مما يحدث في حالة التدريب على القيام باستجابات مختلفة على مثيرات مختلفة.
واستخدمت في تجارب أخرى طرائق إثارة التفكيركطريقة المناقشة الجماعية حول مشكلة، وتشجيع المشتركين على تقديم أية أفكار تخطر لهم حول المشكلة.
