Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/02/2010 G Issue 13648
الثلاثاء 25 صفر 1431   العدد  13648
 
إليك يا أبي في وفاة عمي عبدالرحمن الموسى
حصة بنت سليمان الموسى

 

يا عين أبوي... كلمة خاطبت بها الجميع كبارا وصغارا حتى ظن كل فرد أنك ميزته بها..

ودمعة تفر من عينيك عندما نتصل بك أو يجمعنا بك المكان...

يا لرحمة وحنان عظيم استوطن قلبك المرهف لعله تعب مبكراً يا عماه لهذا الفيض الهائل من مشاعر العطف والحنان والرحمة فوالله لم أعاشر في حياتي من هو أرق منك قلبا وأريح سريرة..

كنت أغبط نفسي بمقدار ما أحبك وأجد أسبابي.. ففي طفولتي كنت وأبي وأسرتيكما في سكن مشترك، وفي السنوات اللاحقة من عمري كان السكن يفصله جدار واحد.. عماه لا أذكر موقفا أو كلمة صدرت منك تثير الغضب أو تجلب الكدر مع امتلاكك الحق بمحاسبتنا إذا أخطأنا ولكنك آثرت أن تكون القلب الكبير والأب الموجه بحب وود لنا ولأبنائك...

فراقك يا عماه له طعم المرارة وفقدك له ألم موجع وحزن كظيم.. على صفاء النية عشت سني عمرك وطهارة قلبك استقبلت بها رزقك ورضيت به.. لم تحسد أحدا ولم تعاد أي إنسان عشت حياتك تكد وتعمل لأجل رزق حلال لك ولأسرتك..

أينما تكون تحل معك الطيبة والابتسامة وراحة النفس لمن حولك لعلمهم بأن وجودك بينهم سيجلب لهم البهجة والأنس..

أتعبتك الأمراض وأنهكت قلبك معها فيعودك الجميع فتقابلهم بابتسامة الرضا وقبول المؤمن.. الكل يعلم أنك تتحامل على آلامك وتتصبر...

إعلان وفاتك كانت فاجعة لكل من عرفك وعند الصلاة على جثمانك الطاهر، هلت دموع الرجال والصغار من أقربائك ومن كل من تعامل معك أو التقى بك يوما فحفرت في قلوبهم موقفا جميلا لا ينسى أو ذكرى عطرة لن تغيب....

يزداد اليقين عندي أن مكانك سيبقى فارغا جداً يا صاحب القلب الأبيض ولن يعوضه أحد.. ولكن قلوبنا لن تنساك ما حيينا طالما كان بيننا أبناؤك وبناتك وزوجتك الحنون يسيرون على خطاك وينهجون مسلكك والأهم يدعون لك بالقبول عند ربك والرحمة والغفران تتنزل شآبيبها عليك..

إليك يا أبي...

أناشدك الصبر أبتاه وبداخلي تمور براكين الوجع لفقدهم.. أسألك التماسك وبنيان تجلدي تهتز أركانه لوفاتهم ما أصعب أن أفجع بوفاة عماي بفترة وجيزة فما بالك وأنت تفجع بأخويك الاثنين وأقربهم إليك، اعلم قوة إيمانك ورضاك بقضاء ربك سبحانه وتعالى ولكني أشفق عليك ألم الفقد وحزن الوحدة وتفلت السلوى فلم يفرق وفاتهما سوى شهرين ولكني أدعو ربي أن يأجرك في مصابك ويحسن عزائك بهما..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد