Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/02/2010 G Issue 13648
الثلاثاء 25 صفر 1431   العدد  13648
 

(يامُعين.. على ما بعد الأربعين)
عبدالله بن إبراهيم بن حمد البريدي

 

تعاني بعض الزوجات من أزواجهن عندما يصلون سن الأربعين ويدخلون في (عَدَّاد الخمسين) وما وراءها! سبب هذه المعاناة كما يرد من أقوال بعض النساء أن الزوج في هذه السن يحتاج من جهة إلى رعاية واهتمام أكثر من ذي قبل، ومن جهة أخرى يحتاج إلى إشباع عاطفي، وكأنَّ الزمن قد عاد إلى الوراء فأصبح هذا الرجل الذي بلغ أشده واكتمل عقله وثبت جنانه كأنه قد عاد مراهقاً من جديد، فأصبح حساساً وحاداً كما هو ابن الثامنة عشرة، ويطرب أو يكاد يطير عندما يسمع كلمة رومانسية ممن حوله، وهنا خطورة المسألة و(لُب الموضوع) فإن لم يسمعها من زوجته فممن تأتيه؟

والأمر يزداد خطورة عندما يفتقد ماهو أهم من الكلمات الرقيقة وهو (ملء العين) بما يبهجه ولنكن أكثر مباشرة وشفافية إن قلنا إن الرجل في هذه السن يحتاج إلى تغيُّر ظاهر أو تغيير في تعاطي المرأة (الزوجة) معه في البيت بالكلية خصوصاً من حيث اللباس ونبرة ونغمة الحديث، وغيرها من أشياء بسيطة وذات مفعول كبير كالتغيير في الطبخ بل وتغيير بسيط في مواضع بعض قطع الأثاث والديكورات. فإن تذمَّرَ رجلٌ من سمنةٍ مستجدة ظاهرة على زوجته، وعرض عليها ممارسة الرياضة وتعهد بتوفير كل ما يلزم لتحقيق (أمنيته) وهي رؤية زوجته بقوام يسره وهذا حق له...

وإن شكا زوج من عدم رؤية زوجته بلباس يقول إنه يتمنى منذ سنين أن يراها فيه ويحدد اللون، وبمميزات معينة، بل وإن تمنى (أمنية أيضاً) أن تحيِّيه زوجته إن دخل بيته بقولها: أهلاً ياحياتي، أو تودعه وهو خارج إلى العمل صباحاً بقولها: في أمان الله ياعمري أو ياقلبي، فما الذي جعل تلك الحقوق البسيطة للرجل أماني؟ وما المانع من تحقيقها له؟

إلى عهد قريب يتجاوز ثلاثة عقود قليلاً، كان التعامل بين الطرفين الرئيسين في الأسرة وأعني بهما الزوج والزوجة، يسير كما يُقال: بالبركة، فالرجل إن التفت يمنة رأى مثل زوجته، وإن التفت يسرة رأى ما هو أقل منها، وكان كل طرف قانعاً بالطرف الآخر وراضياً به بمحاسنه وهي أكثر بالطبع وبمساوئه مهما كانت، فلم يتعرض مجتمعنا لتلك الهجمة الشرسة من التغيرات في كل شيء بلا استثناء، فالغزو الفضائي المتمثل بمئات القنوات التي يحرك بعضها ما سكن من غرائز التسعيني، فكيف بالأربعيني والخمسيني؟

والغزو الأرضي المتمثل بسهولةِ ويسرِ السفر شرقاً وغرباً والتعرض لأنواع الفتن، سواء كان هذا السفر لعمل أو للسياحة، وهل هناك أشد من فتنة النساء؟

المرأة التي تشكو من تلميح زوجها أو تصريحه بالزواج من أخرى، قد تكون هي سبب ميلان قلبه وانصرافه عنها وذلك بإهماله وعدم تلبية حاجاته ورغباته التي كثيراً ما تكون يسيرة جداً وفي متناول اليد، لكنها معطلة إما جهلاً وغفلة أو بروداً وعدم استشعار لخطورة تعطيلها حتى يرفع الزوج سلاح ((التعدد)) في وجهها، أو يبدأ بالنفور منها ومعاملتها بجفاء حتى لو لم يفكر بالتعدد، فهي في كلا الحالتين خاسرة!

فاكسبي أيتها المرأة قلب زوجك بأبسط التكاليف قبل أن تخسريه ويتلقفه غيرك، ثم تطالبين بكمال وتمام الخسران وهو: الطلاق، أو تطلبين طلباً ظالماً وغير منطقي تطلبه بعض النسوة عندما يعدد أزواجهن يتمثل بِ:

ياأنا ياهي!!

رافد:

يقول محمود سامي البارودي:

وَمَا لِي لا أَهيمُ وَكُلُ شَهْمٍ

بحُبِّ الغِيدِ مَشْغوفُ الجَنان ِ

وَلِي فِي الأَربَعِينَ مَجَالُ لهْو

تنالُ يَدِي بِهِ عَقدَ الرِّهَان ِ

فدَعْنِي مِنْ مَلامِكَ إِنَّ قَلبِي

أَبِيٌّ لا يقرُّ عَلَى الهَوَان ِ

ولسْتُ بِطالِبٍ فِي الناس خِلا ً

يُناصِحُنِي فعقلِي قَد كَفانِي

وَمَا أَبقتْ بِهِ الأَشْوَاقُ مِنِّي

سِوَى رَمَقٍ تجُولُ بهِ الأَمَانِي

Al-boraidi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد