Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/02/2010 G Issue 13648
الثلاثاء 25 صفر 1431   العدد  13648
 
لربط الماضي بالحاضر
نفي القديمة.. تاريخ وتراث بحاجة إلى إعادة تأهيل وتطوير

 

(الجزيرة) - سعود الشيباني

أكد المهندس مسلط بن سلطان بن ربيعان في دراسة تحليلية لتطوير مدينة «نفي» الواقعة على طريق القصيم - الدوادمي أهمية إعادة وتأهيل وتطوير «نفي» القديمة لأحياء جانب مهم من «تاريخ» و»تراث» البلدة وجعلها عنصراً جمالياً بدلاً من أن تكون عاملاً مشوهاً لها.

وطالب المهندس ابن ربيعان الهيئة العامة للسياحة وبلدية «نفي» بسرعة التدخل؛ لحماية المنطقة القديمة قبل أن تندثر وتفقد تراثها العريق.

وجاء في الدراسة أن المدينة تتكون من منطقتين رئيسيتين هما المخططات الجديدة شرقاً والبلدة القديمة غرباً يفصلهما شارع رئيسي يؤدي شمالاً إلى مدينة (الرس) وجنوباً إلى مدينة (البجادية) ويسمى هذا الطريق طريق الحجاز القصيم. وتقع منطقة المخططات الجديدة على ثلاثة محاور عبارة عن طرق رئيسية تتحكم في توجيه نمو المدينة. المحور الأول يتجه شرقاً لمدينة الدوادمي والمحور الثاني يتجه شمالاً إلى مدينة (الرس) أما المحور الثالث فيتجه جنوباً إلى مدينة البجادية.

نفي «الديرة» القديمة

تقع نفي القديمة التي تسمى «الديرة القديمة» على ضفاف وادي (شعيب نفي) وهو يحدها من الجهة الغربية الشمالية ويفصلها عنه منطقة مزارع النخيل الكثيفة.

أما المباني في هذه المنطقة فهي عبارة عن بيوت طين نشأت على أكتاف ساكنيها. وتتكون هذه المنطقة من حارتين رئيستين تفصل بعضهما عن بعض مقبرة قديمة.

تتميز مساكن الحارة الجنوبية (الهجرة) بوجود المربعات، وهي عبارة عن مبان مرتفعة تشبه القلاع فيها فتحات في أعلاها تستخدم للدفاعات الأمنية في الماضي.

أما الحارة الشمالية - وهي الأقدم كما ذكرت الدراسة - فأهم ما يميزها الشوارع الضيقة وذلك الفراغ الذي فاض بعد إتمام تشييد المباني وليس الخط الذي تلتزم الإنشاءات والمباني بعدم الخروج عنه؛ فمعظم الشوارع ضيقة وملتوية ومتعرجة وذلك لإضفاء الخصوصية عند مرور النساء؛ مما يحجب الرؤية البعيدة عنهن والمتواصلة، كما أن مداخل البيوت لا تكون متقابلة، وذلك للغرض نفسه. ومن الشوارع المعروفة عند أهالي نفي شارع (الدراوزة) وهو من أطول الشوارع وأكثرها تعرجاً. كما أن هناك الأبراج القديمة المقامة في الحارة الشمالية مثل برج الدايخ وبرج السويلم وبرج العواد، كما يوجد أيضاً بعض الشوارع المسدودة التي ليس لها إلا منفذ واحد، وهي ما تسمى الأحياء السكنية المغلقة.

أما بالنسبة للمساجد فكانت نقطة التقاء للسكان ونشاطهم حيث يوجد بجوار كل مسجد بئر ماء تسمى (المسقاة) تستخدم للوضوء وأغراض أخرى نذكر منها - على سبيل المثال - بئر (حليتيت) التي يعرفها أهالي نفي جيداً ولا تزال باقية.

أما الجانب المعماري في بيوت نفي القديمة فنجده واضحاً من خلال تلاصق البيوت ذات الفتحات القليلة على الشارع، ومواد بناء هذه البيوت هي مواد محلية من الطين المخلوط بالتبن وقد شيدها أناس من أهل نفي كانوا يسمونهم (المعلمين) أمثال (علي بن رشيد وعبد الله الهويمل يرحمهم الله).

أسباب إعادة تأهيل نفي القديمة:

إن الرغبة في إعادة تأهيل نفي القديمة وتطويرها وفقاً للدراسة أمر ضروري، وذلك للأسباب التالية:

- إضافة عنصر قوي لمدينة نفي الجديدة تبرز من خلاله ملامح المدينة الحديثة وشخصيتها.

- إحياء جانب مهم من تاريخ البلدة وتراثها إضافة إلى ذكريات الأهالي التي تقوي اهتمامهم ببلدتهم.

- إعادة الحياة لتلك المنطقة القديمة وتزويدها بالأنشطة المختلفة يجعلانها مريحة من الناحية الأمنية.

- تطوير المنطقة القديمة يجعلها عنصراً جمالياً للمدينة بدلاً من أن تكون عاملاً مشوهاً لها.

وطالبت الدراسة الهيئة العامة للسياحة وبلدية نفي، بأن توليا اهتمامهما بهذه المنطقة، علماً بأن الهيئة العامة للسياحة سبق أن رفعت قبل ثلاث سنوات بعض التوصيات لبلدية نفي حيال المنطقة القديمة، ولكن لم يتم تنفيذها حتى الآن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد