Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/02/2010 G Issue 13653
الأحد 30 صفر 1431   العدد  13653
 
عاشت قرناً من الزمان في طاعة الله
المعمّرة منيرة السليمان التي شُيِّع جثمانها في المجمعة

 

قبل عدّة أيام شيّع أهالي المجمعة الأم الحنونة منيرة بنت عثمان السليمان، والدة الأستاذ عبد الله العثمان التويجري - رحمها الله -، ووالدة زوجة الخال عبد العزيز المبارك التويجري - رحمه الله - سارة بنت عثمان التويجري أم محمد (خزنه) حفظها الله .. وهي التي عاشت أكثر من مائة عام بسنتين تقريباً في طاعة الله، وهي من الأمهات المعمّرات بالطاعة وذكر الله والحفاظ على الصلاة، عاشت عفيفة نزيهة مستقيمة لا تؤذي أحداً بلسانها أو تتعرّض لأحد.. رحمها الله.

فمنذ أن كنت طفلاً وهي الأم في نهرها لحثنا على الصلاة، يزعجها إذا غاب عنها أحد، تحب التواصل الاجتماعي، تكره الوداع، حنونة بدرجة امتياز، قلّما تجدها متضايقة لأنها - رحمها الله - تؤمن بالقدر خيره وشره، صابرة محتسبة، تحب العلاقات الاجتماعية مع نظرائها، أحبّت الناس فأحبّوها، لها بصمات من الذِّكر الجميل، حتى وهي متعبة تسأل عن الأذان والصلاة، قلبها معلَّق بالإيمان الكبير.

منيرة العثمان السليمان - رحمها الله - تتذكّر أجيالاً مضت، إنها الحياة الكبيرة، بدأت حياتها ببيوت الطين الباردة، والأزقة الفارهة، وعاشت في البيوت الحديثة، ولم يغيِّر كنفها من الترف شيء، متواضعة سمحة الخاطر، كانت مبتسمة وتضحك الحضور لتؤنس الخاطر، وتحرص على جماعة المسجد أيام شهر رمضان المبارك.

الجميل في سيرتها أن تأنس بالطفولة، تزور أخواتها وبناتها، وتبادر بالتواصل مع من تحب، لها من الأبناء عبد الله وحمد - رحمه الله -، على حد علمي، لكن الابن (أبو عثمان) البار بها هو من تولّى رعايتها، قام بها خير قيام، إلى جانب أخواته الكريمات أم محمد وأم أحمد العوله، تغمّدها الله بواسع رحمته.

لها من الأحفاد كثر ما شاء الله، كلهم نشأوا في صلاح وتقى وعلم، من أبناء عبد الله وحمد التويجري والخال عبد العزيز المبارك التويجري - رحمه الله - وحسن العولة - رحمه الله -، ولعلّي لا أنسى أحداً.

تلك العائلة الكبيرة لها من البر والإحسان بها في صلة الرحم والسعي للاحتفاء بها أثناء سلامة صحتها جعلها - رحمها الله - أن ترتاح في حياتها بين أبنائها وبناتها وأحفادها، وقلّما تصل المرأة في المجمعة مائة عام من الزمان، لكن الله سبحانه أعطى بعض خلائقه طول العمر، وها هي أم عبد الله تفارقنا إلى مثواها الأخير بعد رحلة عمر طويلة تجاوزت القرن.

عاشت حياة متنوّعة، لم تقلق أبداً بحمد الله، إنها السنون الطوال تعلِّم وتربي الأبناء والبنات.

عزائي للجميع ولابنها (أبو عثمان) ولأم محمد وأم أحمد ولوالدتي حرسها الله، والخالات الكريمات وأبناء الخال وبنات الخال عبد العزيز الأعزاء، رحمة من الله عليها وتغمّدها الله بواسع الرحمة، والعزاء إلى أبناء العم عبد الرحمن التويجري (أبو عثمان) والعم محمد السليمان (أبو عبد الرحمن) - رحمه الله - ولأبناء حسن العولة والنجران التويجري وإلى كل من أحب العمة منيرة - رحمها الله -.

هكذا تكون الحياة الصالحة وإلاّ فلا..

(*) إعلامي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد