Al Jazirah NewsPaper Monday  15/02/2010 G Issue 13654
الأثنين 01 ربيع الأول 1431   العدد  13654
 
يرحلون عنا.. ولا ندري
الأستاذ الدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور.. شيخ المؤرخين العرب إلى رحمة الله
د. فراج عطا سالم

 

عرفت بالصدفة البحتة من خلال أحد الأصدقاء القادمين من القاهرة بوفاة شيخ المؤرخين وعميدهم وفارس العصور الوسطى أستاذ تاريخ العصور الوسطى الأستاذ الدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور رئيس اتحاد المؤرخين العرب السابق وأستاذ كرسي تاريخ العصور الوسطى بجامعة القاهرة..

.. وتلميذ الأستاذ الدكتور محمد مصطفى زيادة رحمه الله، وأستاذ ورئيس لجنة تحقيق التراث العربي والإسلامي بمركز تحقيق التراث القومي ونشره بدار الكتب المصرية، ورئيس الجمعية التاريخية السابق بمصر، وأحد من وكل إليهم إعادة كتابة وتأريخ ثورة 23 يوليو 1952م إلى غير ذلك من المناصب والمراكز التي شغلها وعشرات المؤتمرات التي حضرها - عليه رحمة الله تعالى.

بداية علاقتي به

بدأت علاقتي التي أفتخر بها وأظل أذكرها متشرفاً بها واضعاً إياها نصب عيني وفي ذاكرتي وذكرياتي التي تمثل عندي حظاً طيباً ومنة من الله تعالى وعلي وعلى أمثالي ممن عرفوا وتشرفوا بمعرفة هذا العالم الجليل الأستاذ الدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور رحمه الله.

وقد بدأت صلتي به رحمه الله تعالى عليه في السبعينيات من القرن الميلادي الماضي فبعد أن تخرجت من كلية الآداب جامعة عين شمس التحقت طالباً في سنة 1968م بمعهد إحياء التراث القومي ونشره بدار الكتب المصرية، والتابع لوزارة الثقافة المصرية حينذاك. ثم عينت للعمل مساعد باحث بالمركز. فذهبت حينذاك إلى أستاذي الأستاذ الدكتور سعيد عبدالفتاتح عاشور.

وكان قد سبقني للعمل معه أخي الأستاذ عبدالعزيز محمود عبدالدايم شفاه الله. وقد رحب بي رحمه الله وطلب مني أن يعرف خطي فكتبت له (بسم الله الرحمن الرحيم) فأعجبه خطي، وبدأت في نسخ الجزءين الثالث والرابع من كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي وهما تتمة الجزءين الأول والثاني من الكتاب الذي حققه أستاذه الدكتور محمد مصطفى زيادة رحمه الله.

علاقته بتلاميذه

أما علاقته بتلاميذه النجباء وهم الأستاذ الدكتور حسنين محمد ربيع الذي كان قادماً لتوه من لندن بعد حصوله على الدكتوراه، فقد أوكل إليه تحقيق كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب.

ورشحنا أنا والإخوة عبدالعزيز محمود عبدالدايم ولبيبة إبراهيم مصطفى ويحيى محمود الحديني للعمل في لجنته بالإضافة إلى ما قام به سيادته بتعيين تلميذه النجيب أيضاً الأستاذ الدكتور محمد محمد أمين وتكليفه بتحقيق كتاب تذكرة النبيه في أخبار المنصور وبنيه واستمررنا أيضاً معه كمساعدين باحثين وهكذا تعلمنا التحقيق وأصوله على يد أستاذنا الأستاذ الدكتور سعيد عاشور وتلميذيه.

خصاله الحميدة

كانت من خصاله الحميدة التي لا ينكرها أحد من تلاميذه حبه لهم حب الأب لأبنائه ورعايته لهم والأخذ بأيديهم وتشجيعهم لنيل الدرجات العلمية من الماجستير والدكتوراه، بل ويسعى لتعيينهم في الجامعات والكليات المصرية وكنا دائماً ندعى لحضور تلك المناقشات في جامعة القاهرة وغيرها وقد ظلت صلتي به رحمه الله حتى سافرت إلى المملكة العربية السعودية للعمل محاضراً بجامعة أم القرى (الملك عبدالعزيز سابقاً). ولم تنقطع وكنت دائم السؤال عنه رحمه الله.

جائزة الملك فيصل العالمية

منذ ثلاثة أعوام أعلنت مؤسسة الملك فيصل الخيرية عن الترشيح لجائزة الملك فيصل العالمية في موضوع الحروب الصليبية وقد تحمست بفضل الله تعالى للموضوع واتصلت بزملائي بدار الكتب المصرية ومركز تحقيق التراث الذي رشحه لنيل هذه الجائزة إلى جانب ترشيح جامعة القاهرة وجامعة الأزهر ولكن بكل أسف لم يحظ أستاذنا رحمه الله بنيلها.

وهذه قائمة بأسماء بعض كتبه التي امتلأت بها المكتبة العربية والتي تعد مراجع أساسية في تاريخ العصور الوسطى.

أوروبا والعصور الوسطى - الأيوبيون والمماليك في مصر والشام - بحوث ودراسات في تاريخ العصور الوسطى - الجوهر الثمين في سير الخلفاء والملوك والسلاطين (تحقيق)- الجامعات الأوروبية في العصور الوسطى - الحركة الصليبية (جزءان) - الحصار الاقتصادي على مصر زمن الحروب الصليبية - سلطنة المماليك ومملكة أرمنيا الصغرى - السلوك لمعرفة دولة الملوك للمقريزي ج3، ج4 (تحقيق) - شخصية الدولة الفاطمية في الحروب الصليبية - العصر المماليكي في مصر والشام - غاية الأماني في أخبار القطر اليماني - قبرص والحروب الصليبية - المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك - المدنية الإسلامية وآثارها في الحضارة الأوروبية - مصر في عصر دولة المماليك البحرية - مصر في العصور الوسطى بالاشتراك مع عبدالرحمن الرافعي - نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري (ج22 - تحقيق).

رحم الله أستاذنا الجليل وأستاذ الأجيال وفارس العصور الوسطى وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء. للتواصل.

أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة الملك سعود


drfarraj@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد