Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/02/2010 G Issue 13655
الثلاثاء 02 ربيع الأول 1431   العدد  13655
 
الحبر الأخضر
رالي حائل
د. عثمان بن صالح العامر

 

حائل بجبالها ورمالها وسهولها ووديانها توددت إلى أناسها وساكنيها، بل وحتى إلى بعض زائريها؛ فنشأ بينهما علاقة حب عميقة الجذور، قوية التأثير؛ لذا فراعي حائل أو (حايل)، على اختلاف بين المؤرخين والكُتَّاب، يعشق ديرته، ويأنس بها بشكل لافت للنظر، ومهما كان بينه وبينها من مسافات أو تعارض مصالح فهو يحنُّ إليها، ويظل يغازلها، وينتظر لحظة العودة إليها.. والسبب الأقوى - في نظري - الطبيعة فيها، خاصة في مثل هذه الأيام، التي يعدُّ البر فيها سلوة المحب، وأنس الولهان؛ لذا لا تعجب إذا قيل لك إن الجميع هنا - إلا ما ندر - رعاة بر، لا تعجب لو أنك خرجت لنفود جبه أو رحت لجبال أجا أو كانت وجهتك لسلمى أو رمان أو... ورأيت في سفوح الجبال، وعلى الرمال، شابا جالسا وحده، وشاب النار وبريق الشاي يفوح؛ فهو حتى وإن كان وحده يجد الأُلف والأُنس في المكان الذي يهواه ويعشقه من سويداء قلبه. ربما يقول البعض من القُرَّاء الكرام: إن هذا من المبالغات أو أنه من الدعاية الفجة لهذا الجزء من وطننا المعطاء؛ فحائل لا تختلف عن أي مكان في أرض الوطن؛ إذ إن كل مناطق المملكة العربية السعودية ذات بيئة وطبيعة واحدة، أو على الأقل متقاربة. ولأصحاب هذا القول الرجوع إلى ما أبدعه الشعراء أو ما كتبه الرحالة الغربيون، القدماء منهم والمحدثون، عن طبيعة المنطقة الأخَّاذة ذات الخصوصية الملحوظة، وقبل هذا وذاك هناك دعوة مفتوحة لزيارة المنطقة والتمتع بالنظر والتأمل في طبيعتها التي ما زالت بكرا، واستنشاق الهواء الصافي الذي ما زال نقياً.. والجواب طبعاً ما سترون لا ما تقرؤون أو حتى تسمعون. هذه الدعوة فتح بابها وعلى مصراعيه وأعلنها للجميع، ومنذ سنوات، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل رئيس مجلس أمناء الهيئة العليا لمنطقة حائل رئيس اللجنة العليا المنظمة لرالي حائل الدولي، الذي أكد - في أكثر من مناسبة - أن الهدف من احتضان المنطقة سباق الرالي العالمي ومشاركة أبناء المنطقة في التنظيم وتبني فعاليات مصاحبة مختلفة وجعلها في أماكن عدة ليس فقط هذه الرياضة التي لها جهة تتولى القيام بمثل هذه المهمة، ولكن لجعل مثل هذه المناسبة فرصة للتسويق الإعلامي الذي يعدُّ لبنة أساساً في تفعيل السياحة الداخلية، ولتوظيف هذا الحدث في تحريك دورة اقتصاد المنطقة، خاصة لدى الطبقة الأدنى التي تبيع منتجاتها الشخصية وأعمالها الحائلية المرغوبة والمعروفة لدى السائح والزائر السعودي والخليجي، الذي يجيء إلى هذا الجزء من الوطن في مثل هذه الأيام وبشكل لافت للنظر يستحق مني في هذا المقام الإشادة والترحاب.

لقد نجح المنظمون وبامتياز في الوصول إلى ما خُطِّط له خلال السنوات الماضية من عمر هذا السباق. ورغم وجود العديد من المعوقات والصعوبات التي فرضتها طبيعة هذه الرياضة، وكونها عالمية، إلا أن تكاتف الجهود والحرص على تحقيق النجاح والعزيمة والإصرار من الجميع جعلت حائل المحطة الأولى لهذا النوع من الرياضة العالمية المعروفة، بل جعلت الأنظار تتجه هذه الأيام إلى حائل، وصار الموعد السنوي في إجازة نصف العام (بر حائل).

من القلب تحية إعزاز وتقدير للجنة العليا المنظمة للرالي التي تتشرف بصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، أمير المنطقة رئيساً لها، وبسمو النائب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائباً للرئيس، ومن القلب الشكر كل الشكر للجنة التنفيذية التي يقودها باقتدار صاحب السمو الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالله آل سعود مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل رئيس اللجنة التنفيذية لرالي حائل الدولي، ولكل مَنْ ساهم وتعاون وبذل جهده أو وقته أو ماله من أجل الوطن وفي سبيل رفعته وعلو شأنه. وإلى لقاء، والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد