Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/02/2010 G Issue 13655
الثلاثاء 02 ربيع الأول 1431   العدد  13655
 
عندما تكون السن مشكلة قومية
د. عبدالله بن سعد العبيد

 

تواجه الصين مشكلة تزايد أعداد المسنين لديها والتي بلغت أكثر من 12 ونصف بالمائة من تعداد السكان بحسب خبر نشرته مؤخراً جريدة الرياض، حيث يبلغ من تجاوزوا الثمانين عاماً..

..أكثر من 20 مليون نسمة وهي بذلك تواجه معضلة تهيئة الرعاية بجميع أشكالها وأنواعها لأولئك المسنين خلال الفترة القادمة والتي تُنذر أيضاً بكارثة متجددة من خلال ازدياد أعداد هؤلاء المسنين، فكلما مرت السنوات زاد عدد من يدخلون في الفئة تلك وبالتالي تضخمت المشكلة وتفاقمت إن لم تفعل شيئاً سريعاً لتفادي وقوعها.

يبلغ اليوم عدد من تقل أعمارهم عن الرابعة والعشرين بالمملكة أكثر من عشرة ملايين نسمة من أصل قرابة 18 مليون نسمة هو تعداد تقريبي لسكان المملكة من غير المقيمين وهذا يعني أن المملكة لا تعاني كما تعاني الصين من مشكلة كثرة أعداد كبار السن وما يتبع ذلك من ضرورة توافر الخدمات الكاملة التي تضمن حدوداً معقولة من الرعاية بأشكالها المتعددة، لكن ذلك يُنذر على أقل تقدير بأننا أمام كارثة قادمة خلال سنوات قليلة إن لم يتم تدارك ذلك الآن، الأمر الذي سيجعلنا فجأة أمام مشكلة إنسانية تتطلب إيجاد حلول فورية وسريعة وفي وقت قصير.

الفرق بين المملكة والصين هو في قدرة الصين على تحديد النسل ومكافحة التكاثر بشتى صوره وطرقه نتيجة انفجار الكثافة السكانية لديهم ما يعني أنهم أمام مشكلة من جانب واحد وهو ازدياد أعداد كبار السن مع بطء نمو ذلك العدد نتيجة الإجراءات الصارمة التي تتخذها السلطات الصينية في سبيل ذلك، أما المملكة فالمشكلة لديها ذات بعدين، البعد الأول هو استمرار زيادة النسل والتشجيع عليه وتضخم معدلات النمو السكاني بشكل يفوق التصور، ما يعني استمرار ازدياد أعداد صغار السن بشكل سريع وخطير، والبعد الثاني أن صغار السن اليوم هم كبارهم غداً وكلا البعدين يتطلب تهيئة عوامل رعاية كثيرة.

فمعلوم أن تركيز الكثافة السكانية في فئات عمرية معيَّنة يتطلب تهيئة معينة على كافة الأصعدة الأمر الذي يُثقل كاهل الدولة ويحمّلها أعباء كثيرة، وتوزعهم في فئات عمرية مختلفة يضمن على الأقل توازن في الاستفادة من الخدمات المقدمة وقبل ذلك يتيح للدولة مساحة جيدة للإعداد والتهيئة.

إذا كانت الصين تشتكي اليوم من انفجار عدد كبار السن لديها - وإن كان العدد نظرياً يُعتبر كبيراً إلا أن نسبته للعدد الإجمالي للسكان لديهم لا يُعتبر كذلك - وهي الدولة الغنية في صناعاتها ومنتجاتها وصادراتها المتنوِّعة والعديدة التي لم يعد يخلو منزل أو معرض منها في دول العالم أجمع، فما ستكون عليه حالنا ونحن على مشارف حقبة زمنية يتمحور فيها فئتان عمريتان فقط تتطلب كل واحدة منهما استعداداً هائلاً وإمكانات ضخمة وعملاً مضنياً واستعداداً مُجهداً على جميع الأصعدة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد