Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/02/2010 G Issue 13655
الثلاثاء 02 ربيع الأول 1431   العدد  13655
 
أضواء
... أيضاً جراح في الإدارة
جاسر الجاسر

 

يوم اختير الدكتور عبدالله الربيعة وزيراً للصحة، كثير من المواطنين لم يتفاعلوا مع الاختيار، واعتبروا أن الجراح العالمي والطبيب المتميز سيختفي وتحرقه مهام الوظيفة التي تتطلب تفرغاً كاملاً، خصوصاً في وزارة خدمات لها علاقة بالمواطن منذ الدقائق الأولى من تخليقه حتى وفاته؛ فوزارة الصحة مطالبة بمتابعة صحة المواطن وهو في رحم أمه عند متابعتها وهي حامل حتى إصدار شهادة الوفاة.

وهكذا فقد تخوفنا أن نفقد جراحاً عالمياً، ونحوله إلى موظف إداري كبير يغرق بين الملفات والتقارير. هكذا كان الانطباع، وما زال، عند البعض، حتى التقت أسرة تحرير (الجزيرة) مع الدكتور عبدالله الربيعة لشرح إستراتيجية الرعاية الصحية المتكاملة، وعلى مدار أكثر من ساعتين تحدث الوزير وزملاؤه من وكلاء الوزارة عن إستراتيجيتهم المستقبلية للنهوض بمستقبل الخدمات الصحية في المملكة.

في البدء فوجئنا مثلما فوجئ الزملاء بأننا أمام (جراح في الإدارة) ينافس نظيره جراح فصل السياميين؛ إذ قدم الدكتور الربيعة تصوراً علمياً مبنياً على دراسات واستشارات من داخل المملكة وخارجها من كبار المشتغلين والمهتمين بتقديم الخدمات الطبية لإحداث ما يمكن أن نسميه دون تحفظ (ثورة)... وثورة كبرى في تحسين وتطوير وتوسيع تقديم الخدمات الطبية بجميع مناطق المملكة، من خلال إعادة تدوير وتطوير الأداء، واستغلال الموارد البشرية المتاحة مع استحداث إدارات جعلت من المواطن شريكاً في إدارة المستشفيات وتحسين الخدمات الطبية. وبحسب ما فهمنا من الشرح الذي قدمه الدكتور عبدالله الربيعة وزملاؤه من وكلاء الوزارة الذين رافقوه في الزيارة، فإن الإدارة الجديدة (علاقات المرضى) ستتيح للمواطنين نقل وإيصال آرائهم وانطباعاتهم إلى الوزير شخصياً، وإلى كبار المسؤولين في وزارة الصحة، ومديري المناطق الصحية، ومديري المستشفيات، وهذه الإدارة ستعالج الكثير من المعوقات والإشكاليات التي كانت تحدُّ من استفادة المريض من الحصول على خدمة طبية تساعد في علاجه وترضي ذويه، كما أنها تساعد الوزير والمسؤولين الطبيين في معالجة الأخطاء ورسم السياسة المستقبلية لرفع مستوى الخدمة الصحية.

لقاء الوزير امتد طويلاً، وتناول العديد من المحاور والبشائر للمواطنين، وجميعها تحتاج إلى وقفات سنتابعها. الشيء الآخر الذي أكد عليه الوزير هو تمسكه بعمله الأساسي كجراح، ولذلك فهو يمارس عمله في أيام الخميس والجمعة حتى لا ينشغل عن عمله الوزاري ولا يترك مهنته كجراح.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد