Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/02/2010 G Issue 13655
الثلاثاء 02 ربيع الأول 1431   العدد  13655
 
المملكة والمساعدات الإنمائية
فضل بن سعد البوعينين

 

كشف تقرير صادر عن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، عن تصدُّر المملكة العربية السعودية قائمة الدول المانحة عربياً، بإجمالي مساعدات إنمائية بلغ مجموعها 5.7 مليار دولار للعام 2008، أو ما يعادل 81.1 في المائة من مجمل المنح الخليجية والعربية.

الأرقام، والنسب الدقيقة تفصح عن حجم المساعدات التي تقدمها المملكة بصمت، ودون أن تربطها بمواقف سياسية، اقتصادية، واستخباراتية مسبقة. قد يرى البعض أنّ الكرم الحاتمي غير المشروط لا يتوافق مع متطلّبات العصر الحديث الذي باتت فيه المساعدات الإنمائية ترتبط، في الغالب، بالمواقف السياسية الاقتصادية، والأمنية!. تتعامل المملكة مع مساعداتها الإنمائية وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية السمحة التي توجب على المسلم المقتدر إغاثة المسلمين ابتغاء مرضاة الله، وطلباً للبركة. كم من المساعدات الإنمائية التي أنفقتها المملكة على دول وقفت منها موقف الضد، والمعارضة لقضاياها الهامة؟ وكم دفعت من أموال لدول وجماعات إسلامية ناصبتها العداء، وسعت في إلحاق الضرر المباشر بها سياسياً وأمنياً لأسباب غير معروفة؟ المتابع للمعونات السعودية، يجد أنها تنطلق في الأساس من تعاليم دينية وإنسانية صرفة، وهو ما يفسر استمرارها برغم تغير الظروف السياسية، والمواقف الدبلوماسية، الفكرية، والإعلامية الحادة.

تجتهد المملكة في الفصل بين علاقاتها السياسية، والمواقف الخلافية، وبين مساعداتها الإنمائية والإغاثية. وعلى الرغم من احتضانها أطهر بقاع الأرض قاطبة، مكة والمدينة، وكونها قبلة الإسلام والمسلمين، إلاّ أنها لم تسع نحو أدلجة مساعداتها الإنمائية، ولم تحرم الدول والشعوب المحتاجة منها لأسباب عقدية، أو مذهبية.

رغم إيماني التام بوجوب استمرار سياسة المساعدات الإنمائية السعودية، إلاّ أنني أتمنى أن يقابل هذا الإنفاق السخي تقديراً خاصاً من قِبل الدول العربية، واعترافاً مسؤولاً بدور المملكة المحوري في القضايا العربية، واطمئناناً تاماً لأهدافها السياسية النقية، وألاّ تُصبح تلك المساعدات موضعاً للشك والريبة، أو التجاذبات السياسية والحملات الإعلامية الكريهة، كما حدث الأعوام الماضية في لبنان الشقيق..

«هيئة المساعدات الإنمائية السعودية»

تقديم المساعدات المباشرة لا يعني وصولها مستحقيها، أو استغلال الحكومات المُستلِمة لها، في تشييد مشروعات التنمية وبما يعود بالخير على الإنسان والمكان. نرجو أن ترتبط المعونات السعودية بهيئة مركزية قادرة على إيصال المساعدات المالية مستحقيها، وتحديد المشروعات الإنمائية المهمة، والإشراف على إنجازها مباشرة بالتعاون مع المنظمات الدولية، إضافة إلى أهمية إعطاء الشركات السعودية دوراً رئيساً في تنفيذ تلك المشروعات.

يمكن ل»هيئة المساعدات الإنمائية السعودية» أن تستثمر أموال الدعم في إنجاز مشروعات إنمائية ضخمة تستفيد منها شعوب الدول المتلقية، وأن تضمن تحقيق الكفاءة الكلية، والأهداف الإنسانية للمساعدات الإنمائية السعودية.

مجموعة MBC

الجوائز العشر الرئيسة التي حصدتها مجموعة MBC في «مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون»، تضعها في مقدم القنوات العربية الأعلى مشاهدة، وتؤكد تميز برامج قناتي «العربية» و»MBC»، ما يضيف عبئاً على قنواتها، ويدفعها نحو تطبيق معايير خاصة في عمليات إنتاج وبث البرامج الدرامية تتوافق مع القيم، والثقافة الاجتماعية السائدة. أبارك لمجموعة MBC جوائزها المستحقة، وأجد نفسي منحازاً لقناة العربية وجوائزها الذهبية لحصول برنامجي الزميل تركي الدخيل «إضاءات»، و»في المرمى» للزميل بتال القوس على الجائزة الذهبية، والفضية؛ بحكم الانتماء الوطني، وقبل أن أتهم بالعنصرية، أقول بأنّ التخصص الاقتصادي يجعلني منحازاً أيضاً للعربية، وربما بدرجة أكبر، إلى برنامج «في الموقع» الذي تقدمه الزميلة مهيرة عبد العزيز؛ ولا شيء غير ذلك!.

F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد