Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/02/2010 G Issue 13655
الثلاثاء 02 ربيع الأول 1431   العدد  13655
 
بائعو الفواكه الموسمية في الهدا:
إيجارات المباسط تقصم الظهر وتهددنا بالخروج من السوق

 

الطائف - عليان آل سعدان وسامي المنصوري:

مدينة الورد عروس المصائف وبلد السماء، كما يحلو للعشاق تسميتها، أو مقصد العامة والخاصة كما يحلو للبعض الآخر أن يسميها .. تمتاز بموقع استراتيجي سياحي وديني بحكم قربها من العاصمة المقدسة مكة المكرمة، إلى جانب ما يميزها من اعتدال المناخ وسحر الطبيعة، وجمالها الأخاذ، ولم تفلح مظاهر التطور والتقنية الحديثة في محو تقاليد الاستقبال وكرم الضيافة العربية وتراثها العمراني الأصيل .. هكذا بدا لنا المشهد عندما حطت (الجزيرة) رحالها على أعالي وجنبات طريق الهدا الذي تصطف عليه بسطات الفواكه، وهو مشهد اعتاد عليه زوار الصيف للمنطقة، لكن الزائر للمحافظة بشكل متكرر سيلاحظ وبشكل واضح وجود مثل هذه المباسط طيلة أيام العام .. وقد دأبت أمانة محافظة الطائف منذ نهاية صيف العام الماضي على تأجير المباسط للمزارعين والباعة وفق شروط وضوابط معينة، حيث يتراوح إيجار المبسط بين 15 و20 ألف ريال، وذلك سعياً من الأمانة لتشجيع الإنتاج الزراعي المحلي، ودعم المزارعين، وتمكين الشباب السعوديين من مزاولة المهنة في تلك المباسط، وهو ما عدّه الباعة من المتسببين أو الشباب غير المؤهلين وظيفياً، رقماً صعباً ومبالغاً به من قبل الأمانة ويصعب الوفاء به في الكثير من الأحيان.

وعلى الرغم من أن السوق تتوفر على كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية طيلة أيام السنة، وفي فصل الصيف على وجه الخصوص، إلا أن الأسواق عموما قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار تلك المحاصيل.

ويرى المستهلكون أن التبضع من تلك المباسط يوفر المزيد من الوقت والجهد أكثر من السوق، إلا أن الباعة يرددون دائما أن التجارة ربح وخسارة، وأن المكاسب لا تأتي من فراغ، فهم يبذلون جهوداً كبيرة لتوفير ما يرغبه المشتري، ودائماً ما يذكرون أن جزءاً من تلك الأرباح يذهب في أمور أخرى كأجرة النقل وإيجارات المباسط التي فرضتها الأمانة عليهم وباتت تشكل عبئاً ثقيلاً يهدد مصدر دخلهم المتواضع، على حد قولهم.

وقالوا إنه بالإضافة إلى ذلك فإن سوق الجملة يقدم البضاعة لهم دون أن يكون لديهم خيار، على العكس تماماً من المستهلك الذي دائماً ما يختار ما يطلبه بدقة وحرص أكبر، وهو الأمر الذي يعرضهم للخسارة في أحايين كثيرة.

وهذا ما أكده أحد الباعة المتسببين ويدعى جميل حسان الهذلي، وقال إنهم يعرضون هذه المحصولات على السياح من مختلف الأجناس والأطياف، مع حرصهم على عكس ما تمثله منطقتهم كواجهة سياحية وثقافية، وأن الجانب التجاري ليس كل شيء، وهو ما يحتم عليهم كباعة وأمانة وبلديات وأفراد إظهار ما لديهم بالشكل الأمثل الذي يتناسب مع مكانة المدينة التاريخية والثقافية والسياحية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد