Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/02/2010 G Issue 13655
الثلاثاء 02 ربيع الأول 1431   العدد  13655
 
سعوديات في الخارج
تركي بن ناصر الموح

 

منذ منَّ الله على هذه البلاد الطاهرة بالأمن والأمان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز وهي تخطو نحو التقدم والرقي الإنساني، والمرأة جزء من هذا التقدم بحكم أنها العمود الثاني للمجتمع.

كانت المرأة السعودية في السابق تساهم مساهمة متواضعة في المجتمع، حيث كانت تقوم برعي الأغنام والماشية إذا كانت من البادية، وتقوم الزراعة والفلاحة إذا كانت من الحاضرة. وأذكر في هذا السياق أن جدتي كانت هي المرأة الثانية لأن جدي (سليمان الموح) -رحمه الله- طلق زوجته الأولى بحجة أنها لا تريد أن تشتغل في (النخل) باللهجة النجدية الدارجة أي المزرعة.

في أهم مرحلة من مراحل بناء المرأة السعودية على مدى أكثر من نصف قرن، تم الإعلان عن نية تعليم المرأة، وفُتحت المدارس (للبنات) على مستوى المملكة وبدأت المرأة السعودية تأخذ حقها في التعليم، واتسع دور المرأة في المجتمع السعودي فأصبح هناك المعلمة والطبيبة. وفي قرار تاريخي لا يقل أهمية عن سابقه تم دمج تعليم البنات مع البنين تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، وصولاً لأول نائبة للتربية والتعليم بمرتبة وزير.

في السنوات الخمس الماضية، كانت تطالعنا العديد من وسائل الإعلام المختلفة، العربية منها والعالمية، بتقارير ورؤى تتحدث عن تقييد المرأة السعودية بالعادات والتقاليد، وهو ما يمنعها من تحقيق الإنجازات العلمية والاجتماعية والثقافية، ويرون (الإعلام الغربي) أن العادات والتقاليد السعودية تعد عائقاً كبيراً في وجه تحقيق طموحات المرأة السعودية. وحين يرى المراقب آخر الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية وهي ما سجلته الشابة غادة باعقيل بفوزها بجائزة (أفضل مشروع تجاري نسائي) على مستوى العالم، والبروفيسورة حياة سندي التي اختيرت في 17 سبتمبر 2009م ضمن أفضل 15 عالماً حول العالم ينتظر أن يغيروا من وجه الأرض عن طريق أبحاثهم ومبتكراتهم العلمية في شتى المجالات وغادة المطيري التي حققت حضوراً غير مسبوق بترؤسها مركز أبحاث بجامعة كاليفورنيا وحصولها على أرفع جائزة للبحث العلمي في أمريكا على اختراعها الذي يعد بديلاً عن العمليات الجراحية في علاج بعض الأورام السرطانية دون تدخل جراحي، والباحثة ثريا التركي التي تحاضر في أعرق جامعات العالم ما بين هارفارد ولوس أنجلس وجامعة جورج واشنطن نهاية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والبروفيسورة إيمان المطيري التي منذ البداية تخلت عن مقعدها التدريسي في جامعة الملك فيصل وهي في الثالثة والعشرين لتحلق خلف حلمها الكبير بالأستاذية في علم «الجينات» وصولاً لمراكز قيادية في شركة عالمية للأبحاث الحيوية في شيكاغو، وفاتن عبد الرحمن خورشيد الأستاذة المشاركة في قسم الأحياء الطبية بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة كعالمة متفوقة في بحوثها واختراعاتها في مجال «الجزيئات المتناهية الصغر في أبوال الإبل ومكافحتها للخلايا السرطانية» والتي تم اختيارها في المركز السادس من بين 600 اختراع عالمي في كوالالمبور بماليزيا، وغيرهن المبدعات السعوديات. وأخيراً وليس آخراً: أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمنح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى للدكتورة خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيس مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.

هذا الحضور المميز للمرأة السعودية المرتبط بالإنجاز والنجاح، في ظل كفاح ومثابرة في وجه التحديات التي واجهتهن يقودنا للتفكير في إنشاء جمعية سعودية نسائية متخصصة لهن للاستفادة من تجاربهن للأجيال القامة وللوطن، ولكل من يتحدث عن المرأة السعودية من الداخل أو الخارج لتكون هذه الجمعية هي المسئولة والمنسقة عنهن وتقدم لهن وأخواتهن الرعاية الكافية والاهتمام، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله التي لها اليد الطولى في دور المرأة السعودي الحالي، وبرئاسة فخرية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب النصيب الأكبر لحقوق ومطالبات المرأة السعودية.

والله الموفق..



turki.mouh@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد