Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/02/2010 G Issue 13660
الأحد 07 ربيع الأول 1431   العدد  13660
 
لما هو آت
النابضون بأقلامهم...
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

من تعوَّد على رائحة الحبر, لا يجهل لذة الحرف.., ولا ينكره القرطاس..,

والكلام حين يحتبس في الصدرفإن للقلم أزيزا يوقظ من المنام، وللفكرة صولة تهيمن على الكيان، وكما يكون للمؤتَمَن يقظة الحذر، فلصاحب القلم يقظة البوح.., مهما تقصي الظروف الكاتب عن محبرته.., عن قلمه وقرطاسه، فإن أفكاره لا تقصيه ولا تريحه...

وهو يقع تحت كل ظرف في بوتقة الإحساس به، تتفاوت فيه مراتب القلق، حتى إن كان في إجازة، فهو يفسح فيها بين مسافة وأخرى..., ليستنشق حبره إكسيرا جديدا, يطعِّمه بحياة قابلة للبقاء, فما بال إن وقع في نأي يسبِّبه سفرٌ طارئ.., أو مرضٌ عارض.., أو موقفٌ حاجز..؟

كثيرا ما تراودني فكرة الإصغاء للكتَّاب، وهم يتحدثون عن تجاربهم عندما تعترضهم مواقف ينأون فيها عن الإفضاء, والبوح, بين أقلامهم وقراطيسهم.., ماذا تفعل بهم أفكارهم..؟ ما نوع القلق الذي يعتريهم..؟ ما اللون الذي يسود فضاء محابرهم، وأديم قراطيسهم..؟ ما الذي يحدث داخل صدورهم..؟ وبين تلافيف عقولهم..؟ أولا يحتاجون إلى صبر الصابرين..؟ أوَ لا يخضعون لمشاعر المشوقين..؟ كيف يكون حنينهم...؟ وما يكون عليه أنينهم..؟

كل الظروف ربما يستطيعون تجاوزها إلا المرض..

غير أن العودة منه لأقلامهم، تكون كما هي عودتهم من مصحاتهم...

لأن الخروج من آهة الألم.., ليست أقل تأثيرا فيهم, من الخروج بآهة نبض أقلامهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد