Al Jazirah NewsPaper Friday  26/02/2010 G Issue 13665
الجمعة 12 ربيع الأول 1431   العدد  13665
 
الداعية حمد الحريقي لـ(الجزيرة):
قتل الساحر العلاج الشافي والناجع لوقاية المجتمع من شروره

 

القصيم خاص بالجزيرة :

طالب الداعية حمد بن إبراهيم الحريقي كل مسلم ومسلمة التعاون والتعاضد فيما بينهم من أجل كشف السحرة والمشعوذين الذين بدأوا في الانتشار في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن كشف هؤلاء المخالفين لشرع الله من باب التعاون على البر والتقوى الذي حث الدين الإسلامي عليه. وقال فضيلته: ينبغي التعاون من الجميع في كشف السحرة والمشعوذين وعدم التستر عليهم وإبلاغ السلطات على كل من يدعي معرفة الطب والعلاج بالسحر والكهانة، لأن في ذلك إضرارا بالمسلمين وتشويشا على عقيدتهم وهي أمر لايساوم عليه ولاينبغي التهاون فيه بأي حال من الأحوال، مذكراً أن حل السحر بالسحر مثله حرام كما أفتى به العلماء المعتبرون في هذه البلاد المباركة.

جاء ذلك في سياق حديث الشيخ حمد الحريقي الداعية بمنطقة القصيم عن السحر وأحكامه وأخطاره على المجتمع المسلم، وقال: إن السحر وأضراره من الكبائر التي تخرج المسلم من الملة وتوقعه في براثن الكفر والعياذ بالله، والسحر حقيقة ينبغي على المسلم التيقن بها ومعرفة خطرها والحذر منها، قال تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخرةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (102) سورة البقرة

ويتضح من الآية الكريمة أن السحر علم من علوم الشياطين يقومون بتعليمه لبني آدم لا لينفعوهم أو يصلحوهم بل ليضروهم ويفسدوا عليهم دينهم وعقيدتهم وهو الهدف الأول للشياطين حتى يمنعوا من دخول الجنة فهي محاولات وعمل دؤوب لاتكل منه الشياطين ولاتفتر حتى يجمعوا أكبر عدد من بني آدم في صفهم ليدخلوا معهم في النار متبعين أسلوب الغواية والتزين ويدخلون عليهم من أبواب الخير والشر للوصول إلى غايتهم السيئة، فيفرقون بين المرء وزوجه وبين الإخوة والأشقاء والله المستعان.

وواصل فضيلته القول: إن السحر أمره عظيم وخطير وقد حرمته جميع الشرائع السماوية واعتبره العلماء من نواقض الإسلام ومن كبائر الآثام والذنوب لأنه كفر بالله تعالى وشرك عظيم وعقوبته من أشد العقوبات في الدنيا والآخرة وقد حذر منه الرسول - صلى الله عليه وسلم- تحذيراً شديداً في قوله - صلى الله عليه وسلم-: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) متفق عليه.

وشدد الشيخ حمد الحريقي على أن السحر يفسد عمل الساحر ويبطله لأن فيه اتباعا لخطوات الشيطان وتقربا له بطاعته في كثير من الأمور المخالفة للشرع فمعظم أعمال الساحر شركية منها الذبح لغير الله تعالى والاستغاثة بالشياطين والسجود للجني وامتهان المصحف بوضعه في أماكن النجاسة وتلطيخه بها، إضافة إلى فعل الفواحش وأكل النجاسات والخبائث.

وأضاف قائلاً: حماية للناس من السحرة ومن شرورهم جاء حد الساحر والساحرة بالشرع وهو (القتل) شافياً وناجعاً للوقاية من كثرة مفاسدهم صوناً للمجتمع من الوقوع في الشرك بالله تعالى وحفاظاً على العقيدة الإسلامية الصحيحة مما يكدر صفوها ودرءاً للمفاسد الناجمة عن السحر وخطره، قال الإمام أحمد رحمه الله: (صح قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-) تفسير ابن كثير، وعن عمر بن الخطاب t أنه كتب: (أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال بجالة بن عبدة: فقتلنا ثلاث سواحر) آخرجه الشافعي، وصح عن حفصة أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها (أخرجه مالك والشافعي)، وصح عن جندب بن كعب الأزدي: أنه كان عند الوليد ساحر يلعب بسحره فاشتمل جندب على سيفه من الغد فضرب عنق الساحر وقال: إن كان صادقاً فليُحي نفسه، ثم قتله) أخرجه البيهقي.

وأردف فضيلته يقول: مصيبة كبرى، وذنب عظيم، ووعيد شديد لمن أتى السحرة والكهان والمنجمين وسألهم في أمر مامجرد سؤال حتى وإن كان من باب التطفل أو حب الاستطلاع كما يدعي البعض، فقد جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم-:(من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة مدة أربعين يوماً)، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لايدخلون الجنة، مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر)، وفي قوله - صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن له، أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم-).

وعرض فضيلته في سياق حديثه بعضاً من التعاريف لكل من: (الكاهن والساحر والمنجم) حسبما عرفها فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله في شرح نواقض الإسلام، فالكاهن: هو الذي له رأي من الجن يخبره عن المغيبات في المستقبل، والساحر: هو الذي يتصل بالشياطين ويكون كفره عن طريق الأدوية والتدخينات والعقد والعزائم والرقي، أما المنجم: هو الذي يدعي الغيب عن طريق النظر في النجوم وأن لها تأثيراً في الحوادث الأرضية، والعراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة.

ودعا الشيخ الحريقي في نهاية حديثه المسلم الحذر من أن يقع في شباك هؤلاء مهما كانت المصيبة والابتلاء ويجب ألا نركن لهم ولا نصدقهم فالأمر خطير والوعيد شديد، وقال: على المسلم أن يحرص على تلاوة القرآن وذكر الله تعالى ففيها وقاية وحصن من كيد السحرة والشياطين، قال تعالى:{ إن كيد الشيطان كان ضعيفاً } وينبغي المداومة على أذكار الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي فهي عظيمة وفيها وقاية وعلاج شاف من السحر وحفظ من نزغات الشياطين ومكرها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد