Al Jazirah NewsPaper Friday  05/03/2010 G Issue 13672
الجمعة 19 ربيع الأول 1431   العدد  13672
 
المدير الخادم ، قلبَ القواعد الإدارية
خالد الخضري

 

العمل مع مدير ناجح يؤدي إلى تحقيق إنجاز أكبر وسعادة وحب للعمل، ومن ثم زيادة في الإنتاجية ومكاسب أكبر للشركة، والعمل مع مدير فاشل أو متسلط يؤدي إلى ضغوط نفسية عالية تؤثر على العاملين، وقد تؤدي إلى أزمات قلبية، وضعف في الإنتاجية وخسائر كبيرة على الشركة.

لا أتذكر من أين اقتبست هذه الكلمات، لكنها من الحكم أو المقولات الحديثة التي تتناسب مع واقع العمل الجديد لأن المفاهيم قد تغيرت عما كانت عليه، ولم تتوقف التغيرات على جانب واحد، بل تجاوزت ذلك إلى كثير من شؤون حياتنا على رأسها قضايا العمل، وشؤون العمل على وجه التحديد هي من الأمور التي وجدت كثيراً من اهتمام الباحثين والكتاب في شأن الإدارة الذي تحول إلى علم مستقل بذاته، له باحثيه، ومنظريه، ومن هذا المنطق أصبح هناك تحول واضح في شأن النظريات الخاصة في الإدارة على رأس تلك النظريات تلك المتعلقة بالمدير الذي كان فيما سبق يمثل رأس الهرم ثم تتفرع عنه كافة الإدارات الأخرى التي تتقسم في تقسيمتها الأولى إلى الوكلاء، ثم رؤساء الأقسام، ثم العاملين في الأقسام إلى أن نصل إلى أصغر موظف، حيث كان كافة العاملين يمثلون الحلقة الأضعف أمام المدير والإدارة، ولهذا جاءت فكرة «رفع الخطابات» حيث يطلب من الموظف أن يرفع خطابه إلى الإدارة في حالة رغبته في الحصول على حق من حقوقه، إلى جانب أن الموظف كان يمثل خادماً لعمله، وخادماً لإدارة العمل.

أما النظرة الجديدة للإدارة والمدير التي تنطلق من فكرة «المدير الخادم» المرتبطة بالنظرية الحديثة كما ذكرنا فقد حولت الاتجاه وقلبت الهرم، فقد باتت تتعامل مع الهرم المقلوب الذي ينطلق من فكرة معاكسة للتصور السابق، حيث أصبحت تجعل المدير في أسفل الهرم، وأصبح في أعلى الهرم العاملين في القطاع، لأن العامل بات الآن هو المستهدف الرئيس للعمل الإداري، وعلى المدير أن يعمل على خدمة كافة العاملين، وأن يسعى لتحقيق النجاح في العمل من خلال مقدرته على خدمة العاملين وعلى النظر في احتياجاتهم، وحل مشاكلهم المرتبطة بمسيرة العمل، ويجب أن لا يخلو كل ذلك من الحس الإنساني، والعلاقات الإنسانية التي باتت من الأمور التي ينبغي أن ينظر إليها بعين الاعتبار وأن تجد القدر الكافي من الاهتمام حيث إنها تساعد على تحقيق الجو الصحي، والبيئة الصحية في العمل ومن ثم تحقق هذه البيئة إنتاجية أعلى إذا تحولت إلى بيئة يشعر فيها الموظف بالحب والانتماء إلى عمله، ويشعر بتحقيق ذاته من خلال عمله الذي لا ينظر إليه على أنه مكنة يتم تحريكها مثل أي جهاز من الأجهزة الموجودة في المؤسسة، ولكن ينظر إليه من منظور إنساني حقيقي بعيداً عن المحسوبيات ومجاملة البعض على حساب الآخرين، وإنما إتاحة فرص الإبداع للجميع، بشرط أن يكون هناك نظام عمل يحمي العمل ويحمي العاملين، ونحن عندما نقول يحمل العمل نقصد بذلك أن يكون هناك آليات تضبط كل متلاعب أو متكاسل عن العمل، وتجعله قادراً على تقييم ذاته قبل أن يقيمه الآخرون في إدارته، وهذه النقاط مجتمعة لا يحققها سوى العمل الإداري المتكامل المعتمد على نظام يعمل على إنجاح العمل ويحقق العدل والمساواة للجميع، وهذا ما يجعلنا عندما نتأمل تلك الكلمات التي تتناول المدير الناجح والمدير الفاشل نشعر بحقيقة ما تطرحه تلك القاعدة التي تتمثل بكل بساطة في قدرة ذلك المدير على جعلك تحب هذا العمل أو تكرهه، وعلى خلق درجة عالية من الانتماء للعمل من عدمها في بيئة تحتاج إلى قيادي ناجح.



Kald_2345@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد