Al Jazirah NewsPaper Friday  05/03/2010 G Issue 13672
الجمعة 19 ربيع الأول 1431   العدد  13672
 
الإيجابية لا تعني نفع الذات فحسب بل نفع الآخرين

 

عزيزتي الجزيرة: إشارة إلى ما نشر في العدد (13567) من برامج لمركز حلول، في استمرار أثر التغيير والتطوير في بناء الشخصية كبرنامج رمضان غيرني وبعده الحج طورني ثم الإسلام بصورته العالمية غيرني ثم إيجابيون، وهذا تفعيل للعادات الحميدة من داخل الشخص، ليعلم بها ويدرس ويغير ويطور، الإيجابية سمة من سمات الشخصية في إصلاح الذات نحو التغيير للأفضل، بتفاعل جيد، وإثبات لشرعية الوجود، بالمداومة على العبادة والمعاملة الحسنة والأخلاق الكريمة، وكلما كانت الإيجابية كانت الطاعة والعبودية لله، فالتفكير الإيجابي والسعي في الأرض والبعد عن الكسل ممارسة إيجابية، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من ذلك مراراً، وتغيير السلوك والتفكير نحو الأفضل مطلب إسلامي، فمن فكر بالنجاح نجح، والتغيير يبدأ من داخل النفس، والقرآن الكريم ينادي نحو الإيجابية للمجتمع وأفراده ?وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ? (133) سورة آل عمران، وفي الحديث الذي رواه مسلم (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) ومساندة المسلم لمن حوله إيجابية (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) رواه البخاري، والتخلق بالخلق الحسن من الناس جميل (تبسمك في وجه أخيك صدقة) والمشاركة بشكل إيجابي في مجالات المجتمع الواسعة تعد خدمة وطنية وبصمة تذكر فتشكر وهي خدمة يرجى خيرها وثوابها، واليد المعطية خير من اليد الممسكة، التعاون على البر والتقوى، إفشاء السلام والمصافحة والمناصحة، زيارة المريض والإصلاح بين الناس، الدعوة إلى القيم والفضائل، وحب العمل والانتماء للمهنة كل هذه تشرح النفس وتسعد الآخرين، وقد قيل (ابتسم تعش أبد الدهر سعيداً) الإيجابية مطلب إسلامي ?وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ? (114) سورة آل عمران، حسن الخلق والوجه الطلق والكلام الجميل معدود في الإيجابية، إطلاق هذه الفضائل عند إشارة المرور، وملاقاة عامل المحطة والنظافة، سؤالك له عن حاله وأمه وأبيه كم تعطيه من الرسائل الإيجابية، الإيجابية شمعة لامعة في جبين كل مخلص صادق محافظ على مرضاة خالقه، والإيجابية لا تعني نفع الذات فحسب، بل نفع الآخرين والمحيطين في غرس القيم والفضائل، فالرحمة والتسامح، والتواضع والكرم، والكفالة لليتيم والنفقة على المسكين، وذكر الله والمحافظة على الأوراد في الصباح والمساء، ورسائل الجوال ومتابعة البرامج والمواقع النافعة وإثرائها، والتغافل والتهادي، والتواصل مع الأقارب والأرحام، قيم نحتاجها في ممارساتنا اليومية مع من حولنا لنغرسها كما تغرس الشجرة، جميل عند إيقاظ الأولاد لصلاة الفجر قول الجنة غالية (من صلى البردين دخل الجنة)، (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) يقول الصديق رضي الله عنه (وجدنا الكرم في التقوى، والغنى في اليقين، والشرف في التواضع) وإذا أردت أن يحترمك شخص فأبدِ له الاحترام والتقدير، وملازمة الجليس الإيجابي تعود على مجالسه بالإيجابية المثمرة، ?وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ...?، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- لم يركن لذاته وينطوي على نفسه، بل علا وسما، وبنا وارتقى نحو الإيجابية، وصبر وصابر وجاهد، والمسلم يقتدي بنبيه -صلى الله عليه وسلم- يكون منبر خير ونور للعاملين، ومشعل تربية وهداية، متطور في فكره وثقافته، ومتميز في تعامله وتعاونه، وهو أيضاً مبارك في كل مكان وفي كل زمان ومع كل إنسان، {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}.

سعود بن صالح السيف- الزلفي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد