Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/03/2010 G Issue 13674
الأحد 21 ربيع الأول 1431   العدد  13674
 
ممر
لا تلوموا «شيخاً» يدعو للقتل..!
ناصر الصرامي

 

«الشيخ» أو رجل الدين الذي أفتى ويفتي بتحليل دم البشر لمجرد الاختلاف معهم، أو تقديم أحد لرأي يختلف مع تقليدية آرائه أو السائد منها، لا يلام.

و»الشيخ» الذي يحلل الدماء وأرواح المسلمين، مقابل اقتناعات، اعتاد عليها، في الحياة العامة ويضع الروح والرأي في ميزان واحد، لا يلام.

و»الشيخ» الذي يقدم لأفكار تتعارض مع فكرة الدولة الحديثة، ويغيب الدولة أو يتجاهل فكرة مؤسساتها المدنية، ويرفض علاقة الدولة بالمؤسسات الدولية والقانون الدولي، ويعيش في عالم يتخيله، حيث السلطة هي رجال الدين، ومخالفة توجهات مؤسسات الدولة وقيادتها، لا يلام هو أيضا.

و»الشيخ» الذي يتفرغ للتعليق والتقاط كل صغيرة وكبيرة على الأفراد مفكرين أو مثقفين أو صحفيين، أو على المؤسسات والهيئات عبر فتوى، ويكرر الاستعراض مرة بعد مرة بعد مرة، وسط احتفاء للاتباع، لا يلام كذلك.

و»الشيخ» الذي يبرر أو يصمت أمام فكر العنف والتطرف وفتاوى القتل واستباحة الأرواح، و يتحدث بشكل مستفيض عن الآخر ومحاربة من لا يتفق مع نهجه ورؤيته المتواضعة، لا يلام.

و»الشيخ» الذي يقف عقبة في طريق أمة أو مجتمع كامل نحو التطوير والتحديث الطبيعي، ويحارب كل من ينهج هذا الخط، لا يلام.

ومهما تكن النتائج أو أبعادها فلن يفيد اللوم والعتب.لماذا..؟!.

لأن فتاوى التطرف والتشدد، فتاوى التحجير على الناس، فتاوى القتل وإباحة دماء المسلمين، ليست جديدة على أصحاب هذا الفكر ونشطائه، وهي تعكس لفكر حملوه طوال عقود طويلة، ونفذوه على الأرض إرهابا وتخريبا، وحشدوا له الأتباع، ومرروا لأفكاره في المدرسة والحي والمسجد، والنشاطات التي تولوا رعايتها.

ولن يكون سهلا التخلص من الآثار الكثيفة والثقيلة لفترة ما يسمى عنوة «بالصحوة الإسلامية» وغفلتها، إلا عبر موقف شجاع من العلماء الحقيقيين، وصولا إلى كبح جماح الفتوى، اختراق الحياة العامة وتفريغها من معناها الإنساني، والإصرار على إغلاقها واختزالها في مسارهم ومفهومهم الضيق.

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد