Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/03/2010 G Issue 13674
الأحد 21 ربيع الأول 1431   العدد  13674
 

دفق قلم
جمعية المعوّقين في الباحة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

شهدت مدينة الباحة حفل تدشين مقر جمعية المعوَّقين قبل أيام بحضور أميرها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وعدد من المسؤولين وأعيان المنطقة ورجال الأعمال، كان حفلاً بهيجاً حافلاً بعمل الخير، تبرع فيه أمير المنطقة بمليون ريال مفتتحاً بذلك باب التبرع لهذا المشروع الخيري المهم، وكان تبرع رجل الأعمال المفضال الشيخ علي المجدوعي لافتاً للنظر، مثيراً للإعجاب، حافزاً لكلِّ من علم به أو سمع عنه أن يخصَّ أبا عبدالله بدعاءٍ خالص، وشكر جزيل، فقد تبرَّع -جزاه الله خيراً- بتكاليف المبنى الخاص بهذه الجمعية كاملة، وهي تكاليف تصل إلى اثني عشر مليوناً.

مشروع خيري مبارك سيكون له -بإذن الله- دوره الكبير في رعاية مّنْ كُتِبتْ عليهم الإعاقة الجسدية تدريباً، وعلاجاً، ورعاية طبية متكاملة كما هو الشأن في جمعيات المعوّقين المقامة في أكثر من مدينة من مدن المملكة.

إن لهذه الجمعيات دوراً مشهوداً في تغطية هذا الجانب من جوانب رعاية المجتمع، وجهوداً مبذولة يعرفها من يقترب من جمعيات رعاية المعوقين ويطلع على برامجها، وأعمالها المتعددة في الرعاية داخل الجمعية وخارجها، وما توفّره من الأجهزة المختلفة التي تحتاجها هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة..

ومع أن هنالك شكاوى من بعض المتعاملين مع هذه الجمعيات تتمثل في عدم وجود أماكن للمعوَّقين -أحياناً - بسبب كثرة المتقدمين، وفي تقصير قد يحصل في بعض جوانب العمل، إلا أن الجهود التي تقوم بها تظلُّ جهوداً كبيرة تذكر فتشكر.

ذكّرتني جمعية المعوَّقين في الباحة ببعض من رأيناهم ونحن صغار ممن كتبت عليهم الإعاقة، وظلُّوا على حالهم لا يجدون من يعالجهم، أو يرعاهم رعاية طبية، أو يدربهم حتى يتخلصوا من الإعاقة، أو تخفَّ عليهم وطأتها، صورٌ متعددة مرتْ بذهني وأنا أستعرض خبر احتفال افتتاح جمعية المعوقين في الباحة وتدشين مبناها، صورٌ تتميز بما كان يملكه أصحابها من نفوسٍ مطمئنة، راضية بقضاء الله، بعيدة كلَّ البعد عن الجزع والقنوط، كما تتميز بوعي اجتماعي كبير عند الناس في ذلك الزمن من حيث التعامل مع هذه الفئة، حباً، ومشاركة عملية في الحياة، وعدم إشعارٍ للمبتلين بالإعاقة بما هم عليه من الابتلاء، بل إن الناس كانوا يحترمونهم، ويرفعون قدرهم، ويفتحون لهم بالتعامل الجميل أبواب الحياة الحرَّة الكريمة التي تشرح صدورهم، وتريح قلوبهم.

أحيي هذه الجمعية المباركة تحيَّة التقدير والاحتفاء والإشادة بمن أسهموا في إنشائها، ودعموها بأموالهم وجهودهم وأسأل الله أن يحقق بها مصلحة هذه الفئة الغالية علينا جميعاً.

إشارة

لغة الحياة وإن فهمنا لفظها

مشحونة بالرمزِ والإيحاءِ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد