Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/03/2010 G Issue 13677
الاربعاء 24 ربيع الأول 1431   العدد  13677
 
ايقاعات
العراق... والمصالحة الغائبة!!
تركي العسيري

 

رحب الكثيرون ممن يهمهم الشأن العراقي بالخطوات التي أعلن عنها والمتعلقة بالمصالحة الوطنية بين التيارات السياسية المختلفة، باعتبارها الطريق السليم للوصول إلى توافق وطني يجنب هذا البلد الشقيق ويلات الانقسام والتشظي والعنف الذي ران على الساحة العراقية منذ مجيء القوات الأمريكية وحاكمها سيئ الصيت (برايمر) وتسليمه السلطة لطيف سياسي معين، مما ولد شعوراً بالغبن والظلم لدى شريحة مهمة من العراقيين، وساهم في استشراء وباء (الطائفية) التي لم تكن معروفة من قبل.

التطورات الأخيرة في العراق، وما تبعها من استبعاد لكيانات سياسية معينة من خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي عن طريقها يتقرر شكل الحكومة المقبلة، بعد أن فشلت الأحزاب الطائفية في إنقاذ العراق ووضعه في المسار الديمقراطي الحقيقي الذي لا يستثني أحداً من أبنائه، دللت على فشل تلك المصالحة الوطنية، وكشفت مدى تغلل النفس الطائفي في إدارة لعبة الديمقراطية الوليدة، وإلا ما معنى أن تعلن هيئة (العدالة والمساءلة) تقديم الطعون في ترشيح بعض الرموز الوطنية، كالدكتور صالح المطلك وغيره في هذا التوقيت بالذات؟ هل الانتماء إلى حزب حكم العراق أكثر من ثلث قرن جريمة لا تغتفر، بينما يغض الطرف عن أحزاب أخرى متهمة بالخيانة والارتماء في أحضان أعداء العراق؟

أي معايير هذه، وأي مصالحة؟

لتفتح كل الملفات قبل الغزو الأمريكي وبعده، ودون انتقائية، أو تصفية حسابات سياسية ولكل المرشحين.

فالمشهد العراقي اليوم لا يبشر بخروج هذا البلد الشقيق من محنته في ظل نوايا غير بريئة، وتدخلات خارجية لا يسرها استقرار وأمن أرض الرافدين.

وككاتب عروبي محب للعراق وشعبه أرى أن الحل للخروج من أزمته يكمن في مصلحة وطنية حقيقية لا تستثني أحداً من الطوائف والأعراق والديانات، ومن خلال حكم وطني يأخذ في الاعتبار مصلحة العراق أولاً، ودون إقصاء أو تهميش لأي من مكوناته.

إن نسيان الماضي والنظر إلى المستقبل لبلد مدمر، ولشعب لاقى العذابات والحروب والموت المجاني، هو المخرج الأكيد نحو غد أفضل، ومستقبل يحمل بشارات الأمل والخير.

أقول قولي هذا، حباً لبلد شقيق عانى كثيراً، ومن حقه أن يعيش حياة يسودها العدل والأمن والرخاء.. وما ذلك على الله بعزيز!

للسياب:

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون

أيخون إنسان بلاده

إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون

الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام

- حتى الظلام - هناك أجمل فهو يحتضن العراق!



alassery@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد