Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/03/2010 G Issue 13677
الاربعاء 24 ربيع الأول 1431   العدد  13677
 
رئيس وزراء تركيا في مؤتمر صحفي:
علاقاتنا بالمملكة قوية ومبنية على وجهات نظر متطابقة في كافة المجالات

 

«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني

أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالعلاقات السعودية - التركية وقال إنها علاقات قوية ومتينة مبنية على تطابق وجهات النظر في كثير من القضايا الإقليمية والدولية.. وثمن أردوغان الدور الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين لتقريب الدول بعضها من بعض وحل كثير من الخلافات، وقد استطاع خادم الحرمين الشريفين تهيئة أجواء مناسبة للم الشمل بين الدول العربية.

وقال في مؤتمر صحفي أثناء مأدبة غداء أقامتها السفارة التركية له في قصر المؤتمرات بالرياض حضرتها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، حيث أجاب السيد أردوغان عن سؤال ل(الجزيرة) حول العلاقات التركية وإيجاد مجلس تنسيقي بين البلدين لدعم هذه المسيرة، أوضح أردوغان أن الإرادة السياسية في البلدين قد أقرت مجلسا تنسيقيا سعوديا - تركيا استراتيجيا عاليا، وأن هذا المجلس إذا بدأ العمل به سيكون مثالياً في العلاقات بين البلدين اللذين شهدا نقلة نوعية في شتى المجالات، وامتدح وقف الحرب في اليمن وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية للاستقرار في هذا البلد المجاور.

وقال أردوغان رداً على سؤال حول التنسيق السعودي - التركي في محاربة الإرهاب ودور المملكة في نقل تجربها للدول الأخرى: المملكة عانت من الإرهاب وتركيا كذلك والمملكة واجهت الإرهاب بصرامة وحزم وتجربتها تجربة ناجحة جنبت البلاد والعباد شر هؤلاء الإرهابيين، مشيراً إلى أن لتركيا تجربة قاربت 30 عاماً في مجال محاربة الإرهاب وأن هناك تعاونا مع المملكة وتنسيقا في مجال مكافحة الإرهاب.. وأوضح أن المنطقة تمر بمرحلة خطرة جداً في العراق وأفغانستان وعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط والاعتداءات الخطيرة على المساجد في القدس وقال: لا نريد عالماً تنتشر فيه الحروب نريد عالماً حراً مسالماً بعيداً عن الصراعات والتدخلات.. مشيراً إلى أن زيارته للمملكة العربية السعودية جاءت بهدف المشاركة في حفل تقديم جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام التي منحتها له مؤسسة الملك فيصل التي تعتبر من كبريات المؤسسات الخيرية العالمية وأكثرها احتراماً ولها قيمة معنوية كبيرة في المملكة، وقال: أعلنت مؤسسة الملك فيصل عن منح جائزة خدمة الإسلام بسبب مسيرتي في الإصلاح السياسي والاقتصادي التي بدأناها في بلدنا، إضافة إلى الدور الذي لعبته تركيا في المنطقة وكذلك على الساحة الدولية من أجل السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط وكذلك للجهود التي بذلناها من أجل نصرة حقوق الشعب الفلسطيني.. مؤكداً قبوله بهذه الجائزة باسم الشعب التركي العزيز، وقال أردوغان: اغتناماً لهذه الفرصة سأقوم بإجراء مباحثات مع الملك عبد الله وولي عهده الأمين الأمير سلطان لتوطيد علاقات التعاون بين بلدينا على كل الأصعدة الثنائية، وكذلك لتقوية التعاون بين بلدينا ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة وغيرها من المحافل متعددة الأطراف، وقال إن تركيا تجتهد بإخلاص من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في منطقتنا، وأضاف اننا لا نريد أن نذكر منطقة الشرق الأوسط بأنها منطقة خلافات مستعصية على الحل وتوترات وصراعات، وتركيا تربطها جذور عميقة عمق التاريخ مع الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط وهدفنا هو تحويل منطقتنا إلى حزام سلام واستقرار وتناغم ورفاه وأن نخلف للأجيال القادمة منطقة متلألئة.

وأضاف: نحن لسنا بصدد البرستيج نحن لا نتحرك وفق الدوافع التي تحركها المصالح فقط، ونؤمن بضرورة أن يستأثر أهل المنطقة بمشكلاتهم ويتحملوا مسؤولية حل مشكلات المنطقة من منظور شمولي.

ولقد أسسنا مع سورية والعراق انطلاقا من رؤيتنا المتعلقة آليات لعمل مجلس التعاون الاستراتيجي العالي المستوى، ونحن نرتئي إنشاء آليات مماثلة للتعاون والتشاور مع الأردن وليبيا ومصر.

أما النموذج الخاص بمجلس التعاون فهو جديد وبهذا النموذج سنتمكن من إيجاد الحلول للمشكلات السياسية في منطقتنا وتسهيلها، وكذلك ستدعم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. مشيراً إلى أن منطقتنا تمر بمرحلة حرجة حيث العراق يستأثر بأولوية على ساحة السياسة الدولية والانتخابات التي جرت في السابع من آذار الحالي مهمة جداً من أجل إنشاء الحكومة الجديدة في العراق وكذلك لها أهمية بالغة لجهة السلام والاستقرار في منطقتنا. على كل الدول أن تعمل جاهدة من أجل دعم العراق للوصول إلى أمنه واستقراره وهدوئه.

وأضاف رجب أردوغان: نحن نفكر في ضرورة إحياء كل القنوات اللازمة من أجل فك الاختناق الذي تعاني منه مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد يترتب علينا جميعاً مسؤوليات ووظائف مهمة، ومن أجل هذا يجب بذل كل الجهود من أجل تأمين الوحدة في فلسطين.

ومن جهة أخرى يجب العمل معا من دون تفويت أية فرصة من أجل إعادة بناء غزة وتضميد جراحها وإنهاء مأساتها، كما يجب الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى ومسجد بلال في بيت لحم ومسجد إبراهيم في الخليل واحترام هذه الهوية، مشيراً إلى أن ضم إسرائيل لهذه المساجد إلى تراثها الثقافي هو أمر في غاية الاستفزاز.

وبالنسبة لإيران قال رئيس الوزراء التركي: إيران لاشك أنها بلد متجذر في تاريخ المنطقة ودولة ذات تقاليد وهي دولة مهمة في منطقتنا، ونحن نرى ضرورة التعاون عوضاً عن المجابهة في منطقتنا، ونحن ندعم إيجاد حل دبلوماسي عن طريق الحوار للملف النووي. وفي هذا المسار يجب علينا أن نقبل بحق إيران في الحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية. ومن جهة أخرى نريد تخليص المنطقة وتنقيتها من كل الأسلحة النووية.

وبالنسبة للبنان فهو بلد ذو أهمية خاصة في المنطقة واستقراره يهم المنطقة كلها، ولقد شكلت خطوة تشكيل حكومة المصالحة الوطنية في عام 2009م خطوة مهمة في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد، حيث أسهم التنسيق والتشاور فيما بين تركيا والمملكة العربية السعودية وسورية في الوصول إلى هذه النتيجة.

وبالنسبة لليمن قال: إن استقرار اليمن يحمل أهمية بالغة لجهة تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الخليج؛ لذا يجب عدم السماح بأن تدخل اليمن دوامة الاضطراب والإرهاب التي يغذيها التفريق المذهبي في المنطقة، ولقد شعرنا بالسعادة من توصل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

واختتم أردوغان حديثه بأن تركيا تقوم بمجهودات نالت تقدير وإعجاب المجتمع الدولي في سبيل تدعيم الأمن والاستقرار وتطوير الرفاهية في باكستان وأفغانستان، وقال: إن شعب أفغانستان قد احتضن جنودنا، وكذلك الموظفين المدنيين الذين يعملون هناك، لذا فإن الدول الغربية في أفغانستان تطلب تعاوننا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد