Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/03/2010 G Issue 13684
الاربعاء 01 ربيع الثاني 1431   العدد  13684
 
مستقبل الثقافة ومهرجان الجنادرية
نظرة مستقبلية لتحديث الفكر والثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية

 

لم يحظ مهرجان في المملكة العربية السعودية بكل الجهد والدعم مثلما حظي مهرجان الجنادرية هذا العام، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الراعي لهذا المهرجان، حيث يتم تقديم كل دعم، ومساندة، وجهد، من أجل ظهور المملكة بمظهر لا مثيل له بين شعوب وبلدان العالم، ولتبيان الايجابيات، والإنجازات التي قدمتها المملكة، خلال العام والأعوام السابقة بما يعكس مدى الكم، والكيف، في الارتقاء بالمنجز السعودي الثقافي العربي والعالمي، ولتوضيح مكانة المملكة العربية السعودية، لقيادة قاطرة الثقافة العربية، نحو آفاق أكثر نوراً وتقدماً، بما يخدم الإسلام والعروبة، ويظهر العرب بالمظهر الحضاري اللائق بهم بين الأمم والشعوب، وليظهر صورة الإسلام العظيمة في العالم.إن السعودية التي قدّر لها المولى سبحانه - عز وجل -، بأن اختصها بكعبته المشرّفة، وبيته الحرام، الذي تهفو إليه النفوس للحج والعمرة كل عام، لهي الأجدر لحمل مشعل التنوير والثقافة، ولا شك بأن الثقافة الإسلامية، وعالمية الإسلام، كدين جاء لكل بني الإنسان بجميع أشكالهم ودياناتهم، ليعطي المملكة الدور القيادي الرائد في المنطقة العربية والإسلامية.

كل هذا قد جعل للمملكة العربية السعودية مكانتها الرائدة بين جميع الأمم والشعوب، كما أن قيادتها الحكيمة، وسياستها المستمدة نهجها من كتاب الله وسنة نبيه العظيم، لهو تأكيد على هذه العظمة التي لا تحتاج منا إلى تدليل، بل يشهد بها الجميع: عرب ومسلمون وأصحاب الديانات، والملل والنّحل الأخرى.

لقد حبانا الله عز وجل بملوك أسسوا للثقافة صروحاً سامقة وبهية وعظيمة، وأسسوا للإسلام دولة ومنهاجاً، فكانت الثقافة، والدين واللغة العربية، هو الشعار العظيم لرفع علمنا الوطني يحمل مفردات سامية عظيمة المعاني: (لا إله إلا الله ...محمد رسول الله).. إن هذا الشعار الذي ترفعه المملكة لإعلاء دين الله في الأرض، والذي ترفرف به سماء الدنيا، وسماء المملكة، ليعطيها الأولوية والريادة لتتصدر قلوب العرب، والمسلمين، فإذا أضفنا نعمة المولى عز وجل بأن حبى المملكة بملوك عظام، أسسوا للمملكة نهضة حضارية وثقافية، واقتصادية، وسياسية، وفي جميع المجالات، نهضة شاملة جعلت للمملكة مكانتها، ومهابتها، واحترامها، بين الأمم والشعوب، لأدركنا أن المواطن السعودي قد اختصه المولى عز وجل لحمل مشاعل النور، والثقافة، واللغة، والدين، لتسير قاطرة الإسلام في طريقها الإلهي المرسوم لها، منذ الأزل، وإلى يوم القيامة إن شاء الله عز وجل هو على كل شيء قدير.

إننا نقول ذلك بمناسبة افتتاح أكبر صرح ثقافي، وحضاري، في منطقة الشرق الأوسط، والأمة العربية، والإسلامية والتي تشرف بإقامة مهرجاناً، أو عرساً عربياً للثقافة على أرض الجنادرية بالمملكة العربية السعودبة، لتؤكد المملكة للعالم بأنها صانعة حضارة وثقافة، ومنتجة في مجال الفن، والتراث، والأدب، والتحديث، والتنوير، لتكون السعودية متصدرة المشهد الثقافي العربي، المنوط بها، كحامية لحمى الإسلام والعروبة، بفضل رعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين المللك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الملك الذي منذ توليه عرش المملكة يسير على نهج عظيم، يشجع الإبداع والمثقفين، والعلماء، ورجالات الدين، وكل من يحمل مشعل التنوير من أجل الارتقاء بمملكتنا الرائدة إلى آفاق أكثر بهاءً وتحضراً وحداثة.

ولعل الجنادرية هي قبلة الثقافة في المملكة العربية السعودية، بإشراف الحرس الوطني وقياداته عليها، ولتضافر ما هو ثقافي، مع ما هو فني مع ما هو موروث شعبي، مع المنجز التكنولوجي، كذلك بالإضافة إلى الندوات، واللقاءات، والأمسيات، والاحتكاك الثقافي العربي والعالمي، والذي يعطي حراكاً فاعلاً للمثقفين السعوديين، ويلقي على كاهلهم مسؤولية أكبر في المرحلة القادمة.

إن نظرة شاملة للمنجز الثقافي في المملكة ليحعلنا ننظر بعين الرضى لكل الجهود المبذولة في المملكة: أفراداً، ومؤسسات، وصروحاً تشيد بعظمة هذه الصيحات التي تريد الارتقاء بالشأن الثقافي السعودي.

ولنا أيضاً عدة طموحات لتوسيع المشاركة العربية، فبالإصافة إلى استضافة المملكة لأكثر من أربعمائة زائر على أرفع المستويات، نطالب باستمرارية هذه الفعالية لتكون موزّعة على مدار العام أيضاً بحيث نطور بعداً آخر للجنادرية بعمل قوافل ثقافية تجوب المناطق البعيدة، واستمرار نشر معارض الكتب بالتنسيق بين الجنادرية بالمناطق المختلفة في المملكة، وضرورة الإشراف الكامل على المنتديات الثقافية والصالونات الإبداعية، ودعمها في كل أرجاء المملكة لنعكس للعالم مدى التقدم الإبداعي والثقافي، والتّقني في علوم الحاسوب، والبرمجيات، والتكنولوجيا الحديثة، وضرورة تعزيز القيم الايجابية، بما يتماشى مع عاداتنا وقيمنا وتقاليدنا، وديننا الإسلامي الحنيف، وإصدار سلسلة ثقافية باسم الجنادرية للكتّاب والمبدعين ليتم تسويقها عربياً ودولياً في معارض الكتاب العربية والعالمية، لنشر الفكر والثقافة والإبداع السعودي الرائد في كل البقاع العربية والإسلامية والعالمية، والتعريف بأبرز الكتّاب المتميزين، وتشجيع عمل مركز للأبحاث العلمية بالجنادرية، لتصبح جامعة ثقافية تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام وتشاركها جميع مؤسسات الدولة للنهوض بالثقافة العلمية، وتشجيع المبدعين الجدد، والمخترعين الشبان، أي إنني أطمح وأتطلع إلى إنشاء جامعة ثقافية للمملكة، تكون مهمتها الإعداد للمؤتمرات الثقافية، والإشراف على معارض الكتب والشأن الثقافي العام بالمملكة، وتخصيص جانب كبير من هذه الجامعة للمنجز التكنولوجي، وأن يكون في عضويتها كل صاحب فكر جديد، ومن لديه الاستعداد للعطاء العلمي والأدبي والثقافي.

إن وجود الجنادرية، وتشجيع الحرس الوطني برعاية خادم الحرمين الملك المفدى لهو الدفعة والحافز اللذان يعطيننا المساحة الجميلة، لنحلم بتطوير الجنادربة لتصبح جامعة للثقافة والفكر والعلم كما هي جامعة لكل المنجز الثقافي الآن؛ لأن الثقافة هي عماد أي تنمية، والثقافة هي التي تصنع الحضارة لتسير بقاطرة المجتمع إلى آفاق أكثر رحابة.

سليمان الأفنس الشراري
رئيس اللجنة الثقافية بطبرجل - نادي منطقة الجوف الأدبي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد