Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/03/2010 G Issue 13684
الاربعاء 01 ربيع الثاني 1431   العدد  13684
 
ملحمة البطولة في الدفاع عن الوطن
العميد/ نفل بن عبدالله العامري السبيعي

 

تتمتع بلادنا الغالية بموقعها الاستراتيجي المهم ومكانتها المرموقة بين دول العالم؛ ما جعل لها كلمتها وثقلها في المحافل السياسية والدولية، كما أنها تعتبر عضواً فعَّالاً ورئيسياً في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وهذا بلا شك زاد من أهميتها ودورها النشط في حل القضايا العربية والإسلامية والأجنبية وسعيها الدؤوب في خدمة الإسلام وجمع كلمة المسلمين وحل قضاياهم ومشاكلهم في شتى بقاع الأرض، وتلك سياسة اتبعتها المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، ولا تزال حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - وفقه الله -.

والكل يعرف أن المملكة دولة لها سيادتها وحريتها، لا تقبل لأحد أن يتدخل في شؤونها، ولا تحب التدخل في شؤون الآخرين؛ مراعية بذلك الأعراف والقوانين الدولية. تحرص دائماً وأبداً على إيجاد الاستقرار والسلام في كل مكان، وتوفير الأمن والأمان والسعادة والرفاهية لشعبها ومن يعيش على أرضها الطاهرة، ولا ترضى بأي حال من الأحوال ولأي كائن من كان بالاعتداء عليها والمساس بحرمة أراضيها، وإذا ما حصل أي اعتداء على أراضيها من بعيد أو قريب فهي قادرة - بإذن الله - أن ترد كل معتد وتدحره وتكبده الخسائر وتلقنه درساً لن ينساه؛ فلديها العُدّة والعتاد والرجال الأبطال الأشاوس الذين نذروا أرواحهم وأنفسهم فداء لدينهم ثم مليكهم ووطنهم، رجال أقوياء بالله مخلصون لقائدهم ومتفانون في الدفاع عن وطنهم بكل ما أوتوا من قوة، لا يخافون في الله لومة لائم. وما الأبطال الذين يدافعون عن حدودنا الجنوبية ضد المتسللين الضالين إلا خير شاهد على ذلك؛ فقد أثبت هؤلاء الأبطال شجاعتهم وبسالتهم بالتصدي لأولئك المعتدين الخائنين لدينهم ووطنهم، الذين قاموا بالاعتداء على أرضنا الطاهرة.

لقد لقَّنهم رجالنا البواسل في القوات المسلحة درساً لن ينسوه، وبيَّنوا لهم ولغيرهم أننا لن نتهاون مع كل مَنْ يريد أو يحاول انتهاك حرمة أراضينا أو الاعتداء على شعبنا الوفي، وأن مصير كل مَنْ تسوِّل له نفسه الإقدام بمثل ما فعله المتسللون المجرمون هو القتل والجحيم؛ فقد أظهر لهم رجالنا الشجعان أن المقاتل السعودي مسلم متسلح بالإيمان الصادق لربه وبالإخلاص ثم الولاء والفداء والتضحية لقادته وأمته ووطنه، مقاتل شجاع صامد وشامخ كشموخ الجبال مدافعا عن دينه ووطنه، راجياً ومحتسباً النصر من عند الله أو الشهادة في سبيله، لا يعرف الخوف ولا الخيانة، وقد تحقق النصر بفضل الله سبحانه وتعالى، قال تعالى في محكم كتابه: ?وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ? وقال عز من قائل: ?إِن تَنصُرُوا اللَّه يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ? صدق الله العظيم.

نعم، لقد كان لتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية الباسلة كافة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله جميعاً - الأثر الإيجابي الكبير في تحقيق النصر ودحر المعتدين، كيف لا وهم - رعاهم الله - لم يألوا جهداً في دعم ومساندة وتشجيع رجالنا الأبطال الذين يدافعون عن تراب هذا الوطن الغالي، وهذا لا يُستغرب من قادة هذه البلاد - أعزهم الله -؛ فقد تعود أبناؤهم على الاهتمام والرعاية المستمرة وتفقد أحوالهم في جميع الأوقات والظروف. وما زيارة المليك المفدى لأبنائه المرابطين المقاتلين على حدود بلادنا إلا أصدق دليل على ذلك؛ فقد كان لها الأثر الكبير في نفوسهم، وكانت دافعاً لهم على الانتصار على قوى الشر والتخريب وطرد المتسللين الطامعين ودحرهم، كذلك زيارة سمو ولي العهد - رعاه الله - للمصابين من أبنائنا في المستشفى والاطمئنان عليهم، فهؤلاء هم قادتنا - رعاهم الله -، وهذا ما تعودناه منهم من وقوف مع أبنائهم وشعبهم في السراء والضراء.

إن بلادنا غالية علينا، وستبقى في قلوبنا، نفديها بأموالنا وأرواحنا، ونبذل من أجلها كل غال ونفيس، وسنبقى أوفياء لها ندافع عنها حتى آخر قطرة من دمنا، وسنحافظ على الوعد والعهد اللذين قطعناهما على أنفسنا بالإخلاص لله ثم لمليكنا الغالي والمحافظة على تراب هذا الوطن الحبيب.

وبعد، إنها كلمة حق ووفاء لا بد أن نقولها؛ لقد شرفنا هؤلاء الأبطال في معركة الشرف والبطولة في الدفاع عن حدودنا الجنوبية، ورفعوا رؤوسنا، وأثبتوا لنا أنهم حماة الوطن المخلصون. وفقهم الله، وجعل النصر والفوز حليفهم دائما، ورحم الله من استشهد منهم وأسكنه في جنات عدن مع الشهداء والصادقين. اللهم احفظ بلادنا واحمِ حدودنا، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء اللهم فأشغله في نفسه، ورُدَّ كيده في نحره، واكفنا يا رب شره، وأدم علينا نعمة الدين والأمن والأمان؛ لتبقى المملكة واحة خير وسلام وعز للإسلام والمسلمين.

مساعد قائد مستشفى صقر الجزيرة - الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد