Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/03/2010 G Issue 13684
الاربعاء 01 ربيع الثاني 1431   العدد  13684
 

فلسطين الجريحة
عبدالعزيز السلامة

 

إن من يفتح صفحات التاريخ، ويقلب أوراقه، ويطلع على أخباره وأسراره ليتعجب كثيراً من هذا الشعب اليهودي الذي لا يجمعه شمل، ولا يضمه وطن، بل يعيش حياة الذل والبؤس والشقاء مشرداً على ظهر البسيطة، وكيف استطاع اليهود أن يسعوا لإنشاء وطن يجمعهم، فكانت فلسطين ذلك الوطن المقصود عام 1948م سنة المأساة والنكبة، حيث حل معهم كثير من المصائب والأهداف السيئة، مثل: الأهداف الدينية التي تنال من الإسلام والمسلمين، والأمنية حيث يسعى اليهود إلى زعزعة الأمن والفساد والقتل والتشريد في البلاد التي يعيشون فيها، والاقتصادية فاليهود شعب يسعى إلى نهب خيرات المسلمين وثرواتهم، والاجتماعية وذلك بنشر القيم والمبادئ السيئة والسياسية عن طريق احتلال بلاد المسلمين.

ومن تلك النكبة استطاع الصهاينة أن ينجحوا في الاستيلاء على الأرض، ويشردوا شعبها، لكنهم لم ولن ينجحوا في القضاء على الشعب الفلسطيني الذي ظل وما زال قوياً متماسكاً، ومتمسكاً بقضيته وحقه المهضوم، ومدافعاً عن وطنه السليب! وها هو ثرى فلسطين دنسه اليهود، وها هي غزة قد عاشت تحت أيدي الصهاينة الغاشمين ما بين القتل والتشريد والدمار والإبادة التي يمارسها هذا الكيان الصهيوني الجائر الذي لا يعرف من القيم إلا الوحشية والظلم والإجرام، أحداث مروعة حركت مشاعر المسلمين أينما كانوا مع كل قطرة دم تراق بكل وحشية، وبغير حق على يد آلة الإجرام الصهيوني في تحد صارخ للإنسانية، وإن الطفل الفلسطيني عاش هذه الأحداث المروعة والدامية، وإن لم تعرف تلك الطفولة الأسباب والدوافع وراء هذا الاحتلال اليهودي الغاشم إلا أن هذه الكلمات القليلة أو الأسئلة البسيطة تحمل في مضامينها معاني غزيرة من الأسى والحزن لكل مسلم مخلص غيور يحزن لحزن إخوانه المسلمين ويفرح لفرحهم وإن كانت تلك الفرحة غابت عن القلوب والبسمة إن بدت خجلى على تلك الشفاه.

نعم إنها فلسطين الحبيبة التي ظلت رهينة الاحتلال اليهودي منذ سنوات عديدة وأزمنة طويلة فلسطين موطن الأنبياء ومهد الرسالات السماوية السابقة إنها فلسطين أولى القبلتين ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا وفيها المسجد الأقصى ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال إنها فلسطين تلك الأرض المباركة ما زالت وشعبها الأبي تئن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الذي شرد الشعب الفلسطيني ودنس المقدسات الطاهرة.

وما زال الشعب الفلسطيني شباباً وشيباً يقدم أروع البطولات الجهادية من أجل استرجاع الحق المستضام والوطن السليب حتى سالت دماء الشهداء على تلك الأرض الطاهرة.

وفي أحضان الجور والعدوان والظلم والطغيان ترعرع وعاش أطفال الشعب الفلسطيني هذه الأحداث المروعة والدامية، وإن لم تعرف تلك الطفولة الفرحة والبسمة، بل عاشوا ما بين دوي المدافع وأزيز البنادق والطائرات، وتقلبوا في حياة الشقاء والخوف واليتم والتشريد والضياع أسماء أطفال قوية كعزيمتهم فهذا نضال وهذا جهاد وذاك باسل ولله در الشاعر الفلسطيني إذ يقول:

سأحمل روحي على راحتي

وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق

وإما ممات يغيظ العدا

ونفس الشريف لها غايتان

ورود المنايا ونيل المنى

أرى مقتلي دون حقي السليب

ودون بلادي هو المبتغى

أوثال


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد