Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/03/2010 G Issue 13684
الاربعاء 01 ربيع الثاني 1431   العدد  13684
 
سامحونا
عليكم بالبطاطا بدلاً من قطع الغيار و(التشليح)
أحمد العلولا

 

من يتابع التصريحات الخارجة عن الروح الرياضية التي تعكس حقيقة تجذر ورسوخ الضالعين بها والذين يدورون في فلك نشر ثقافة الكراهية لتصبح هي السائدة وسط أكثرية المجتمع الرياضي... ومن باب حب الظهور ولفت الأنظار وسباق اللهث نحو البقاء في دائرة الضوء والإعلام بحكم أن تواجدهم في الساحة لا يمكن تحقيقه بفضل تواضع قدراتهم وإمكانات أنديتهم التي لم تدفع بهم للواجهة والصدارة.

لقد سئمنا من تكرار الخروج عن النص والمسار بمناسبة أو بدونها... وشاهدنا القابعين في الصفوف الخلفية وهم يسعون جاهدين لبلوغ خطوط المقدمة... وكان سلاحهم الوحيد ممارسة الصوت المرتفع واستخدام لغة التراشق بمفردات هابطة تدغدغ مشاعر من يعيشون عادة على التصفيق لكل إثارة مبتذلة!

وحتى لا يأتي اليوم الذي يصبح فيه هؤلاء أكثرية ساحقة في ظل وجود فئة أقلية لا تكثرت بالصراخ وتخلد للصمت... وتفضل العيش بسلام بعيداً عن دخول تلك المنطقة المحظورة... وتتغنى بمقولة (الشق أكبر من الرقعة)... وتلك قناعاتها... وتعتقد أن الصبر والانتظار هو أفضل الحلول حتى يستقيم الوضع ويتعدل الحال المائل... لكن إلى متى؟

... الوضع برمته واضح كل الوضوح ولا يحتاج إلى تشخيص للمشكلة وبحث مسبباتها ودوافعها... فقط يحتاج إلى ممارسة قدر يسير من الشجاعة في تنفيذ قرارات سابقة تم الإعلان عنها مع التصديق والموافقة على أكثر من ميثاق شرف إعلامي بمباركة مسؤولي الأندية... لكنها أصبحت وللأسف مجرد حبر على ورق... وقدرات حبيسة الأدراج.

... ومع هذا التراخي في محاسبة من يخرج على الروح الرياضية بهدف نشر ثقافة الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد فإن أعداد الراغبين في طلب الانتماء لذلك (الطابور) قد بدأ يزداد يوم بعد يوم... وربما يتم لاحقاً وضع (قوائم) انتظار لقبولهم!!

... من ناحيتي... اقترح توجيه وتعميم فكرة متواضعة.. لم أكن قد فكرت بها وإنما هي نتاج دراسة أجرتها جامعة استون في مدينة بيرمنغهام البريطانية حيث أجرت تجربة على عينة عشوائية كانت تشاهد فيلم مدته خمس دقائق يصور إلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية.

... وبعد أن أظهرت معلومات التحليل النفسي أن الجمهور كان يشعر بالأسى المرير.. جرى توزيع العينة إلى مجموعتين أعطيت إحداهما مجلات للترويح عن النفس والأخرى صحن بطاطا مقلية من أجل الوقوف على شعورهم... وقد توصلت إلى أن مجموعة البطاطا (يا عيني عا البطاطا) استعادت هدؤها النفسي وتحسن مزاجها ومالت نحو الاسترخاء بسرعة أكبر من مجموعة المجلات!

... إذا كانت حقاً البطاطا المقلية على تلك الدرجة... فإنني أدعو لنشرها وتوزيعها (بالمجان) عقب كل مباراة تنافسية.. وبعد صافرة النهاية لكافة المشاركين من رؤساء أندية وأعضاء ولاعبين وذلك من باب (لعل وعسى) أن تحسن المزاج وتبعث البهجة في النفوس وتهدئ الخواطر وتدفع الإنسان - خاصة إذا كان رئيساً لأحد الأندية نحو الهدوء والاسترخاء... قبل الإعلان على الهواء عن فرق (قطع غيار) بالدوري السعودي للمحترفين... ويأتي الرد سريعاً عن فريق (سكراب)... والأيام القادمة قد تكشف عن مسميات جديدة...

... عليكم بالبطاطا المقلية... جربوها ولن تخسروا شيئاً!

وسامحونا!!

ساعة اتحادية

هي المرة الأولى في حياتي التي دلفت من خلالها بوابة نادي الاتحاد لأقوم بجولة حرة دون مرافق في كافة أرجاء وجنبات الكيان الأبرز عميد النوادي...

... الخميس المنصرم توجهت إلى جدة لحضور مناسبة اختتام إحدى البطولات المفتوحة في لعبة التنس وكان الاتحاد قد احتضن منافساتها... وقد اغتنمتها كفرصة مواتية للوقوف على الحركة الدؤوبة التي شهدها النادي في كافة الألعاب ومن قبل مئات اللاعبين من مختلف الألعاب وعلى كل المستويات من ألعاب جماعية وفردية...

لقد زرت العديد من الأندية الكبيرة ذات الكثافة الجماهيرية... ولفت نظري أن الاتحاد هو أكثرها حركة ودينماكية...

... اتجهت إلى صالة الألعاب وشهدت جمهوراً كبيراً يتابع مباراة نهائي ممتاز كرة الطاولة بين الناديين العملاقين الاتحاد والأهلي... التقيت أبرز نجوم اللعبة القدامى أمثال حلمي زاهد وبندر العميري... ودارت بيننا ذكريات قديمة... تابعت المباراة في شقها الأخير... وسعدت كثيراً بأن التنافس على حصد لقب البطولة جرى بين الدوليين القادمين من نادي الخلود بالرس وهما نايف الجدعي الأهلاوي الذي كسب جولته أمام خالد الحربي...

... المشهد الذي اعتززت كثيراً برؤيته أن د. خالد مرزوقي... هذا الإنسان الفاضل لم يكن هاجسه فريق القدم بحضوره مباراة كرة طاولة وتهنئة اللاعبين بعد الفوز... هذا هو الرئيس المتميز الذي يرعى كافة الألعاب دون تفرقة وتمييز...

... مع اقتراب دقائق الساعة الأخيرة أعلن عريف حفل الختام عن عودة فريق الخلود من جديد لدوري ممتاز الطاولة متمنياً عودة الأمجاد الخلودية في تلك اللعبة التي خرجت أبطال النهائي... وسررت أكثر أن وصيف الخلود كان نادياً آخر مغموراً جداً ألا وهو فريق السر من الفيضة... وهذا إنجاز تاريخي يكتبه نادٍ صغير يوجد وسط مجموعة من المزارع المتناثرة في تلك البلدة...

مبروك للخلود... وللسر وشكراً لنادي الاتحاد الذي وجدت داخله ما يثلج الصدر...

وسامحونا!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد