وجد المهرجان الوطني للتراث والثقافة الخامس والعشرين والذي ينظمه الحرس الوطني ويرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملبياً ومهتماً وموثقاً للتقاليد والقيم العربية الأصيلة وربطها بالتكون التراثي والثقافي المعاصر للإنسان السعودي وفرض الأمر الواقع على الساحة الثقافية والفنية والتراثية في الوطن العربي والمساهمة الفعالة في إنجاح المسيرة الأدبية ووصولها إلى المكانة التي تحقق الأهداف المنوطة بهذا المهرجان.. وتحقيق رغبات المواطنين جميعا وأبناء العروبة كافة والذين ينظرون إلى تراث هذه البلاد بأنه يمثل التاريخ المجيد في دولة تهتم وتعتني بفكرها وثقافتها وأمجادها من خلال المحافظة على كل القيم والثوابت المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف لأن هذا المهرجان يعبّر عن وحدتنا وتفانينا في سبيل خدمة الوطن.
إن هذه التظاهرة الثقافية والتراثية في قرية الجنادرية والتي تتطور عاماً بعد عام في مبانيها التراثية وفي ساحاتها وميادينها ومرافقها حتى أصبحت مدينة نموذجية يجد فيها الزائر كل ما يبحث عنه من تراث وموروث؟ لقد أضحى هذا المهرجان يمثل علامة بارزة بين المهرجانات في الوطن العربي الكبير المحيط إلى الخليج وأكبر دليل على ذلك ما تحدث به ضيوف المهرجان وزواره من أبناء الأمتين العربية والإسلامية والمدعوين من دول عالمية والذين نوهوا إلى مدى التعاون والتسهيلات من الجهات المشاركة وعلى رأسها رجال الحرس الوطني: لقد لمسنا من كل العاملين في المهرجان والذين التقينا بهم بأن الجميع يؤكدون بأن مهرجان هذا العام مختلف تماماً عن المهرجانات السابقة من كل النواحي ماديا ومعنويا وتلافى كل السلبيات التي حدثت في أعوام سابقة وهذا يمثل بشرى سارة لكل من يشارك في هذا المهرجان بما فيهم الشعراء المبدعين حيث إن مشاركاتهم في المهرجان ومنذ ثلاثة أعوام أصبحت شبه معدومة واقتصار المشاركة على الشعراء اللذين يشاركون في شاعر المليون وترك شعراء الوطن الذين لم يذهبوا إلى خارج الحدود وبما أن للشعر الشعبي عشاقا ومهتمين ويحتل مساحة مهمة في نشاطات هذا المهرجان فإن شعراء الوطن يطمحون بإيصال إبداعاتهم ومشاعرهم إلى كل من يشاهد هذه الفعاليات محليا وعربيا وخارجيا وإتاحة الفرصة لتقديم قصائد تتحدث عن حب الوطن وعن مكارم الأخلاق ومعالجة القضايا الاجتماعية وإيجاد مناخ ملائم للتواصل مع الناس داخل الوطن وحتى لا يكون لهم عذراً بالتحليق إلى مسابقات وبرامج خارج الوطن واحتوائهم بعيدا عن قنوات التعصب القبلي، والأمل كبير بمهندس المهرجان صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وبمعالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري لتحقيق رغبات الشعر وأهله.
