إنه النجاح، نجاح فريد من نوعه، ذلك الذي حققته مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، كما بدا ذلك جلياً حين إقرار ميزانيتها للعام المالي 2009م. نجاح متميز لا يمكن تعميمه، ونجاح مرتبط بإرادة قوية وعزيمة وثقة بالنفس وذكاء تجاوز المعتاد من رجال شأنهم النجاح وبلوغ أسمى غاياته ولا شيء دونه. إنها الريادة فحسب ولكل جهد في الحياة تمام. إنها الطموحات لثلاثي ذلك النجاح والتميز ممثلة في رئيس مجلس إدارة المؤسسة ورئيس تحرير الصحيفة والمدير العام للمؤسسة، حيث يمثل كل منهم عنصر نجاح في حد ذاته، (وممن إذا عملوا فخير الناس فعلاً). فهنيئاً لهم على ما وصلوا إليه بهذا الصرح الشامخ، وهنيئاً لكوادره كل حسب دوره وموقعه. إنه زمن النجاح وعالم الناجحين ممن يسخرون كل جهد وطاقة في سبيل التحليق في فضائه الواسعة. ولو كان المجال يسمح بالإطالة لقلنا الكثير مما حفلت به هذه المؤسسة مما هو رائع ومشرف، فها هي صحيفة الجزيرة نتاج هذه المؤسسة ورصيفتها المجلة الثقافية يأتيان في المقدمة لاعتلائهما فضاءات وعوالم العلم والثقافة والمعرفة، ويستقطبان رجال الفكر والأدب والرأي والإفهام والثقافة، إضافة لتغطية لا تعرف الغفلة لمجريات ما يحدث في الداخل والخارج بمهنية وحرفية العصر الحديث والتي توفرت كل أسبابها من تقنيات عالية في مجال الطباعة وغيرها. وتأتي تلك الهبة التكريمية لذلك الرمز معالي الدكتور غازي القصيبي في خطوة غير مسبوقة وعطاء زاخر بكل معاني الوفاء لهذا الرجل الذي يستحقه، نجاح مضاف لما قبله وإن أتينا به كنموذج. ولهذا فقد نالت هذه المؤسسة الكثير من الجوائز، وإن أجلها وأعظمها قدراً ذلك التكريم من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وذلك نظير إسهاماتها ومبادراتها بإنشاء كراسي باسمها في رحاب معظم الجامعات في المملكة العربية السعودية. كل ذلك وخطى التطوير تسير متسارعة، خطى لا تعرف التوقف، مما منحها ثقة وإعجاب الجميع بلا استثناء. إنها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.. وكفى.