Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 
مواقع الإنترنت أشد ضرراً من القنوات الفضائية يا محمد

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في عدد الجزيرة رقم (13676) الصادر يوم الثلاثاء الموافق 23-3-1431هـ.. قرأت ما كتبه الأخ الكاتب محمد آل الشيخ في زاويته (شيء من) حول القنوات الفضائية، وما تبثه داخل المجتمع العربي والإسلامي من إثارة وبلبلة، وطائفية وعنصرية، وصرف للأمة عن قضايا أهم تمس أمنها وحياتها كقضايا الإرهاب الأشد خطراً في هذا الوقت، وطالب الكاتب بتضييق الخناق على مثل هذه القنوات الطائفية والعنصرية، وملاحقتها قانونياً تأييداً للتصريح الذي أدلى به وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي د. عبد العزيز بن سلمة، حول هذه القنوات، واصفاً أصحابها بالمرضى النفسيين.. وهذا ما يُطالب به كل مسلم يريد لهذه الأمة التقدم إلى الأمام والارتقاء بفكرها ووعيها، وعدم النكوص بها إلى الخلف، وأضيف إلى ما ذكره الأخ محمد أشياء أخرى، لا يقل ضررها عن ضرر مثل هذه القنوات، وهي مواقع الإنترنت التي تتعرَّض للناس بالتجريح والتنقيص وسرد المفاخر، والترفع عن الآخرين واحتقار بعضهم، وتصنيفهم، وتكفير بعضهم، ومثلها أيضاً وهي ظاهرة يبدو أنها آخذة بالنمو والازدهار إن لم تُدفن في مهدها، فهي كالخمرة ضررها أكثر من نفعها، وخطأها أكثر من صوابها، فالحق يُقبل من أي كان.. والخطأ يُرد على كائن من كان.. ولا ضير في ذلك.. وأعني بها بعض - وليس كل - كتب الأنساب وتراجم الأسر، ولا أعني بها الكتب التي تُعنى بالقبائل والبطون، وذكر المواقع، ولكن أعني بها هذه التي تتعرض للأسر في أفرادها الأحياء منهم والأموات وخصوصياتها، وتصنفهم وتنسبهم وتروي عنهم القصص والروايات، دون إذن من هذه الأسرة أو تلك، وكأن كاتبها وكيل عنها أو وصي عليها، وإن سلّمنا جدلاً لهؤلاء بهذا، فهم مطالبون بتحري الدقة، وعدم الخلط ومراجعة كثير من أفراد الأسرة التي يريد الكتابة عنها، ليعرف ما التبس أو غمض عليه، فلا يقتصر على رواية أحد خارج الأسرة، أو حتى واحد منهم أو اثنين، قد يكون في أنفسهم شيئاً.. وليتحر فهذه أمانة ليست سهلة، أو ليدع لتكون ذمته بريئة أمام رب العالمين، فلا يدري الإنسان متى يبدأ الرحيل ويودع هذه الدنيا، ويجب أن لا يكون كحاطب ليل، أو كصياد في عينيه غبش يريد أن يصيد غزالاً فيصيد ضبعاً أجرب، وحتى لا ألقي الكلام جزافاً، ويقول القارئ ماذا يريد.. وماذا يقصد؟

ومن هذا المنبر الثقافي جريدة الجزيرة ممثلة بصفحة عزيزتي الجزيرة، أقول لكل داعية وعالم وكاتب ومؤرخ أن يجعل همه وحرصه في نفع أمته ورفع سقف الوعي والثقافة لديها، وأن لا يجرها إلى الخلف ويشغلها بأمور تافهة، وأن يكون يداً واحدة مع ولاة أمره بقلمه وعلمه ونصرتهم والتكاتف معهم، فهذا العصر عصر العلم والتنافس الحضاري والمد الثقافي، وليس الرجوع إلى المماحكات وقصص العجائز والمخرفين أو غيرهم، ويجب أن تكون كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله ورعاه- التي ألقاها في مجلس الشورى في افتتاح أعمال السنة الثانية من دورته الخامسة، نبراساً نستضيء به وتكون كلمته: (الوطن للجميع) منطلقاً لنا نبني لهذا الوطن.. ونعمل من أجله.. وأجل أفراده وولاة أمره بالعلم والثقافة والوعي وتقدير النعمة التي منَّ الله بها علينا، ونترك ونحذر من كل ما ينغص على الناس حياتهم وأمنهم ومعاشهم.. والله الموفق.

سليمان بن صالح الدخيل الله - بريدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد