Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 
المؤرخ المدني( أحمد مرشد) معقبا على المؤرخ القدادي :
الرياضة في (المدينة) دخلت عبر بوابة «الفتح»و طيبة لم يتحول إلى الأهلي..!

 

إعداد: خالد الدوس

سعادة: مدير تحرير الشئون الرياضية بجريدة الجزيرة الغراء المحترم الأستاذ- محمد بن صالح العبدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسعدني مانشر في جريدتكم الغراء في الصفحة الرياضية بالعدد رقم (13525) تحت عنوان أوراق من تاريخنا الرياضي الذي خص به الأخ الكريم محمد القدادي الحديث عن تاريخ الحركة الرياضية بالمدينة المنورة وهو جهد مشكور يحسب له وحيث إنني من المؤرخين لتاريخ المدينة عبر إصدارات متعددة منها كتاب (من تاريخ الحركة الرياضية بالمدينة المنورة). وهذا الكتاب جمعت في خلال سنوات طويلة ومن أفواه الرجال الذين عاصروا نشأت الحركة الرياضية بالمدينة رحم الله من توفى منهم وأطال الله في عمر من لايزال على قيد الحياة وإني بهذا التعقيب لا أقصد منه التقليل وإنما الإثراء والإضافة لما تحدث به الأخ المؤرخ الزميل (محمد القدادي) والذي ربما ومن خلال الذاكرة قد تفوت عليه بعض المعلومات غير الدقيقة ولهذا أتقدم له بالشكر على ذاكرته - ما شاء الله -.. لكن ماسجلته في كتابي يعتبر أكثر توثيقا لأن التسجيل من المشرفين واللاعبين في فترة التأسيس للكرة بالمدينة والرياضة بصفة عامة يميل إلى التوثيق الأكثر والقريب من الحقيقة والواقع الذي عايشه أولئك الرجال رحمهم الله إضافة إلى أنني حصلت على كثير من الوثائق من مكتباتهم الخاصة والتي تخص نشأت الحركة الرياضية بالمدينة المنورة ومجموعة كبيرة من الصور النادرة لفرق أندية المدينة آنذاك والتي بلغ مجموعها في الفترة الأولى سبعة أندية..

.. عموما كتابي الذي زودت به محرركم الزميل خالد الدوس يوضح الكثير من المعلومات والوثائق والصور التي ربما أن استأذنا القدادي لم تسعفه الذاكرة في سردها ضمن حديثه..

ولي بعض الملاحظات حيث أن فريق طيبة لم يتغير اسمه للأهلي وإنما أن فريق بور سعيد الذي نشأ في عام 1375هـ هو الذي غير اسمه إلى الأهلي ثم النهضة.

الجزئية الأخرى أن فريق طيبة لم يكن أقدم من فريق الفتح الذي هو الأساس في نشأة فرق المدينة فعام 1352هـ هو بداية الكرة في المدينة وتأسس طيبة بعد اختلاف الصيرفي مع عبد المحسن حكيم فكان أن اتجه إلى طلاب الثانوية وسمي فريقهم بطيبة بإشراف إبراهيم مفتي ورئيس الشرف الأمير مساعد السديري وانحل هذا الفريق عام 1374هـ ليظهر فريق العقيق.

بالنسبة للصور التي نشرت مع الحديث فالصورة الأولى معرفة لديكم في الكتاب وأيضا الصورة الرابعة أما الصورة الأخيرة في أخر الصفحة فهي لفريق الميناء البحري بينبع (وليس رضوى) الذي تم اعتماده رسميا بالقرار رقم 634 في 28-4-1386هـ ثم عدل مسماه إلى نادي رضوى بالقرار رقم 480 في 18-1-1405هـ.

وإذا كانت الجالية الأندنوسية نقلت الرياضة إلى طيبة الطيبة في الأربعينيات هذا يعني أن الكرة وتأسيسها في المدينة سبقت انتشارها في مدينة جده من قبل البحارة..وأخيرا لم يذكر الأخ الكريم القدادي أن الكرة بداية ممارستها كانت على ملعب العطن غرب مسجد السبق (تسجيل) يرجى مراجعة الكتاب.

البداية

يقول الشيخ - حسن صيرفي رحمه الله:

عندما كنا ندرس في المدرسة الأميرية (الناصرية) اقترح الأستاذ - محمد حسين زيدان رحمه الله قيام الطلبة برحلة إلى منطقة (السبع مساجد) التي كانت تعتبر خارج المدينة المنورة.

ولكن كان تفكيري مع بعض الزملاء كيف سنقضي وقت فراغنا ففكرت بشراء كرة فاشتريتها بستة ريالات وشجعني على ذلك سفر والدي رحمه الله وبعد انتهاء الرحلة بدأت مع زميلي عبد المحسن حكيم نمارس لعب الكرة مع بعض الأصحاب وعندما تتعرض (للتلف) يقوم زميلنا (أحمد الأخضر) وهو أحد اللاعبين بإصلاح الكرة، وبعد انتهاء اللعب (نرفعها عند عبد المحسن حكيم).

كيف كانت كرة القدم بالمدينة

جميع من قابلتهم وسجلت لهم أفادوا بأن رجلا اندونيسياً أسمه (دحلان) قدم إلى المدينة في النصف الأول من الخمسينيات وقد حدد البعض هذه الفترة بين عامي 1350ـ 1352هـ.

هذا الرجل كان من ضمن مجموعة اندونيسيين قدموا إلى المدينة لطلب العلم كانوا يجتمعون بعد صلاة العصر في موقع غرب مسجد السبق بباب الشامي لمزاولة كرة القدم وكان دحلان يعمل بجانب دراسته في غسل وتنظيف الملابس.

يقول الشيخ - حزام عابد: كنت ومعي زميلي تكر إبراهيم احدنا يجلس خلف الباب الشمالي والأخر خلف الباب الجنوبي لإرجاع الكرة وأعمارنا بين الثالثة عشر والرابعة عشر.وبعد انتهاء الاندونيسيين من اللعب أدخل ومعي محمد تكر وبعض الشباب لنمارس الحركات التي شاهدناها أثناء لعب الاندونيسيين وبحكم حضورنا اليومي أصبحت أنا ومحمد تكر مرجعين عند حدوث خطأ يختلف حوله اللاعبون.. هكذا كانت البداية ولكن لم نمارس لعب الكرة.

أول مجموعة رياضية

بعد رحيل الأندنوسيين بقى (دحلان) الذي تولى تدريب بعض الشباب ممن استهوتهم لعب كرة القدم فتكونت أول مجموعة من لاعبين ومشجعين:

1- حزام عابد 2- محمد تكر3- حامد الروق 4- عبيد خلف الله 5- عبد العزيز بركات اشتهر ب(دبدوب) 6- علي الدغا 7- محمود عبد الله. ويلقب ب عامود النور لطوله الفارع 9- عمر عامر المعروف ب(كمبش) 10- معلا محمد.هذه أول مجموعة تكونت ومارست كرة القدم بمنطقة (العطن) والمكان حالياً موقف النقل الجماعي غرب مسجد السبق.

الهجانة وملعب العطن

الهجان: راكب الهجين وجمعها هجانة، والذي تحول مسماهم بعد ذلك إلى العسكر، وقد ذكر لي الشيخ ناصر العامر الرميح رحمه الله أنه في عام 1352هـ وبعد أن ألتحق بالهجانة لكون الراتب الشهري (40 ريالاً) فتح له دكاناً برأس مال (180ريالاً).

وقد ألتحق الشيخ - ناصر رحمه الله بالهجانة في النصف الثاني من عام 1352هـ وتركها في أول شهر ذي القعدة من عام 1353هـ قبل موسم الحج.

وعليه فقد بدأ الهجانة تدريبهم اليومي بعد صلاة العصر في نفس المكان الذي اتخذه الشباب للعب الكرة وأدى هذا إلى بحثهم عن مكان أخر لمزاولة اللعبة.

ملعب أرض الإجابة

من الشباب الذين استهوتهم هذه اللعبة - حسن مصطفى صيرفي - وعبد المحسن حكيم، فبدأ الاثنان في البحث عن ملعب أخر لمزاولة كرة القدم فكان اتجاههما إلى منطقة الإجابة.

ووقع اختيارهم على أرض بيضاء جنوب غرب مسجد الإجابة، ولكن المشكلة التي صادفتهم وجود مجرى للمياه (دبل) في وسط الأرض.

الرد بربع ريال

يقول الشيخ - حسن صيرفي رحمه الله ويؤيده في قوله الشيخ - عبد المحسن حكيم:

بدأنا في البحث عن طريقة لدفن هذا المجرى ووجدنا صاحب عربة (كرو) وتمسك بسعر الرد (ربع ريال) واتفقنا على ذلك وبدأنا في حساب مجموع الردود التي ستكلف تقريباً (ستة ريالات) وهو مبلغ كبير ساهمت ومعي عبد المحسن حكيم بالقسط الأكبر ودفع الزملاء كل شخص حسب مقدرته.

كم طول الملعب وعرضه

يضيف الشيخ - حسن واجهتنا مشكلة تحديد أرض الملعب طولاً وعرضاً ثم المشكلة الأخرى كم سيكون عرض المرمى، ومن يشتري الكرة؟ وأين نحتفظ بها بعد اللعب

هذه التساؤلات وقفت أمامنا عائقاً كجبل أحد، وبعد مشاورات اتفقنا على أن يكون عرض الملعب ثلاثون متراً وطوله ستون متراً، أما المرمى فلا يبعد الحجر عن الأخر أكثر من ثلاثة أمتار ولعدم وجود وحدة قياس قمنا بحساب أن الخطوة الواسعة تعتبر متراً.

ومن الطريف أن حارس المرمى عندما يشاهد قوة الفريق الخصم يقوم بتقريب أحد الحجارة ليقلل المسافة، ومرة ينجح ومرة (يصيدوه) ويطلب الفريق الخصم بضربة جزاء لأن الكرة التي حاولوا بها تحقيق هدف مرت من نفس المكان الذي كان به الحجر قبل تحريكه.

وبعد فترة بدأ الشباب يحيطون بالملعب لمشاهدتنا ويتمركز معظمهم خلف البواب (حارس المرمى) لإرجاع الكرة.

الملابس

وبالنسبة للملابس يقول الشيخ حسن رحمه الله: لم يكن أحدنا يجرؤ على خلع ثوبه أو رفعه أو حتى خلع عمامته، ولكن سبب تغيير الملابس عندما قدم فريق مدرسة الفلاح من جدة ولعبنا معهم مباراة هزمناهم فيها، وشاهدناهم بذلك اللبس الجميل والشورتات فكانت البداية لنا للتغيير.تبرع لنا الشيخ - محمد سبيه بعدد 22 بنطلون وقمنا بدورنا بتفصيل 22 قميصاً عند الخياط (عبد الكريم الجاوي) وشعارنا الأسود والأصفر.

وبعد فترة أستأذن محمد عمر سنان وعمر حامد وعلي دقاق وحمزة دنديني بقص البنطلونات من عند الركبة حتى أصبح اللاعبين بلبس قصير موحد.

إهداء فريق وج

قدم فريق (وج) من الطائف لزيارتنا وإقامة مباراة ودية، وأهدانا طقم فنائل وشورتات ولعبنا معهم مباراة كان الفوز حليفناً.

ولم تكن توجد أحذية خاصة بلعب كرة القدم فكان اللاعبون يلعبون بدون أحذية ويتعرضون بين فترة وأخرى إلى إصابات خاصة في أطراف الأصابع وأستمر الحال على هذا الوضع فترة طويلة حتى أن البعض كان يلف رجليه ببعض القماش (ألسليطي) ليتمكن من ضرب الكرة لتصل إلى أبعد مكان في أي اتجاه ليحظى بتصفيق الجمهور له.لأن المهم في إظهار القوة قذف الكرة إلى أعلى ليثبت اللاعب جدارته وأحقيته في الحفاظ على مركزه داخل الملعب ويضمن بأن يكون أحد أفراد الفريق.. ثم بدأنا في استخدام الأحذية بصفة مستمرة.

دس الكرة وإصلاحها

لم نكد نتخلص من مشكلة إرضاء أولياء أمورنا حتى ظهرت لنا مشكلة؟

عند من نخبئ الكرة بعد اللعب؟ وإن تعطلت من سيقوم بإصلاحها؟ هاتان المشكلتان جعلتنا نعيش في قلق وبعد أن دب اليأس في نفوسنا ونطق عبد المحسن حكيم وقال (أدسها عندي) وتنفسنا الصعداء، وبقيت مشكلة إصلاحها فتبرع أحمد الأخضر بإصلاحها لأن لديه دكان صغيرة لإصلاح الدراجات جوار عين الزكي بباب الشامي.

ملعب وادي بطحان

عموماً استقر بنا المقام بعد عناء المواجهة مع طلاب ثانوية طيبة التي افتتحت في بيوت البشناق بباب المجيدي 1362هـ حيث بدأ الطلبة يتخذون من ملعبنا مكاناً للتدريب، فلم يكن أمامنا خيار خاصة بعد أن كثر عدد الفريق فكان الاتجاه إلى البحث عن مكان أخر واستقر الرأي على (ملعب وادي بطحان) وسبق أن ذكرت أنه غدير الزعبلاوي أو البطين واتضح أن غدير الزعبلاوي نسب إلى حمزة زعبلاوي جنوب الكاتبية أو ماتعرف بالسنوسية وليس المكان الذي خصصه فريق أحد للعب عليه المعروف خارج باب قباء. انتهى يقول الصيرفي ورغم صعوبة البعد كانت نشوة الشباب تدفعنا لهذا الإنجاز.

أول فريق منظم

تعليق المؤلف: لاحظت من خلال ما سجلته من معلومات عدم ذكر بعض أسماء اللاعبين الذين كانت لهم مشاركة أولية على أول ملعب في باب الشامي (العطن) ولم يذكر سوى اسم واحد فقط هو عبد العزيز بركات (دبدوب) رحمه الله. ولكن جميع المصادر التي زودتني بالمعلومات تؤكد أن أول مجموعة منظمة من لاعبين ومشرفين انتظمت على ملعب قباء - وادي بطحان هي:

1- عبيد خلف الله 2- عمر عامر (عمر حامد) 3- عبد العزيز بركات 4- محمد العيد الشاوي 5 - أحمد دبور 6- عبد الرحمن رفه 7- حسين عمران حبوبي 8- محمد تكر إبراهيم 9- حزام عابد 10- إبراهيم مفتي 11- عبد الوهاب بافقيه 12- حسن صيرفي 13- موسى الحيدري 14- إبراهيم دبور.

ويضيف كل من: الشيخ - حسن صيرفي (رحمه الله) ومحمد إبراهيم تكر:

أول المشاكل التي واجهتنا وجود نباتات شوكية عانينا كثيراً للتخلص منها ثم قمنا بتحديد أطراف الملعب بخشب الطرفاء (الإثل) واستخدمنا العتل لحفر موقع خشبتي المرمي أما الجهة العليا للمرمى بين القائمين فتم ربطها بالحبال.

وحددنا الملعب بالنورة مستخدمين الحبال لتعطينا الاستقامة المطلوبة, وأما نقطة ضربة الجزاء فنزيد فيها كمية النورة وعند تنفيذ الضربة يعيش اللاعب المنفذ لها في أجواء بيضاء ونادراً مايحقق اللاعب الهدف فيحتج الحارس بأنه لم يشاهد الباب لكثرة غبار النورة (رغم أن كوم النورة لم يكن بتلك الكثرة).

تخطيط الملعب بالفحم

كنا ونحن صغار نتربص لأكياس الفحم في بيوتنا لنأخذ الفحم الناعم في آخر الكيس ونجمعه ونخطط به منطقة الجزاء والأطراف المحيطة بالمرمى لأننا نعرف أن النورة تستخدم لطلاء جدران البيوت من الداخل والخارج ولابد من دفع النقود التي كان من الصعب توفيرها, ثم أن الناعم من الفحم لا يكلفنا شيئاً. قهوة العم موسى والعم حزامبعد إحاطة الملعب بأعواد الطرفة أقام العم موسى الحيدري قهوة صغيرة ليستمتع الجمهور بالكرة مع براد الشاي وبرادية الماء, وكذلك الأمر بالنسبة لقهوة العم حزام.

وكثيراً ما تكون الاجتماعات على كراسي قهوة العم موسى الحيدري لمناقشة أوضاع الفريق ودعمه مادياً كل حسب مقدرته بداية من نصف قرش وحتى الريال.

الشيخ/ عبد الإله خطيري وأول مقر للفريق

الشيخ/ عبد الإله خطيري -رحمه الله- كان له دكان بشارع العينية يمارس به عمله ولاحظ أن اجتماعات الفريق داخل القهوة تشكل صعوبة ورفضاً من بعض أولياء الأمور. وناقش البعض رأي الشيخ عبد الإله وقالوا: لماذا لا يتولى بنفسه حل المشاكل التي تعترض الفريق, فلم يمانع فأصبح مشرفاً على أوضاع الفريق فاعتبرت دكانه بمثابة أول مقر للفريق.

ورغم أن الشيخ - موسى الحيدري، وحسب ما عرفت هو أول من تولى الإشراف على الفريق إلا أن الشيخ - الخطيري تولى أمور بشكل أفضل إضافة إلى الدعم المادي وجمع أكبر عدد من المشجعين. ومن بعده ساهم أبناؤه في المشاركة الفعلية كلاعبين، ومنهم الأستاذ - عبد الله خطيري الذي شارك كحارس مرمى وقلب دفاع فريق أحد الأستاذ - أحمد خطيري، ثم الأستاذ - عبد العزيز خطيري.

وفريق الزمالك كان يضم بعض لاعبي فريق العقيق (الأنصار حالياً) ولاعبي فريق أحد ولاعبي بورسعيد. ففي هذه الفترة كان اللعب حراً فللاعب الخيار في التنقل بين الأندية دون قيد أو شرط، وذلك لمجرد عدم رضاه عن الفريق أو رغبته في اللعب لفريق آخر. وقد حاولت جمع معلومات عن هذا الفريق، ولكن لم أصل إلى مصدر يفيد بوجوده والسبب لكون لاعبيه أطلقوا عليه هذا الاسم عند تجمعهم في فترة محددة ثم التحقوا بالأندية الآخرى.

التاريخ الزمني لتكوين الأندية

لن أتعرض في مستهل الحديث عن الأندية في المدينة المنورة لمن كتب عنها أو عن تاريخها؛ فما أكتبه هذا هو حصيلة سنوات وتسجيل موثق ممن عايشوا فترة التكوين والتأسيس وجميع المعلومات التي أوردها تم جمعها من الأفواه مباشرةً وما سأكتبه يعتبر مؤكداً وموثقاً ما لم يكن هناك خطأ النسيان من المصادر نفسها.

(1352هـ)

هذا التاريخ هو البداية للكرة بالمدينة المنورة وما وصلت إليه اليوم هو امتداد من تلك البداية ويعني هذا أن فريقي الاتحاد المدني أو الفتح أو فريق طيبة جاء امتداداً لتلك المجموعة التي بدأت انطلاقها من ملعب العطن ثم أرض الإجابة واستقرت على ملعب قباء- وادي بطحان- ثم أرض الكردي (كما أوضحت ذلك سابقاً) فمن لاعبي هذا الملعب ظهرت الفرق المختلفة مثل: أحد.. طيبة.. الهلال.. التعاون.. الزمالك.. التسامح.. التضامن.. العقيق وغيرها من الفرق التي كانت منتشرة داخل حارات وأحوشة المدينة المنورة.. قلب الأسد.. الزهور.. النصر.. الشعب الهاتف.

وهنا يجب أن أنوه أن تاريخ التأسيس يختلف عن تاريخ التسمية ففريق أحد سمي بهذا الاسم في عام 1370هـ ولكن تأسيسه بدأ متسلسلاً من العطن ثم أرض الإجابة (باب التمار) ثم أرض وادي بطحان, وتسمي بعدة أسماء منها (التعاون) (الإتحاد المدني) (الفتح) حتى سمي أخيراً باسم (أحد) بناء على رأي سمو الأمير عبد لله الفيصل رحمه الله.

فنادي أحد بالمدينة المنورة وضع بجانب شعاره أنه أسس في عام 1358هـ ولا أعرف على أي أساس ارتكز الأحديون لوضع هذا التاريخ رغم أن هناك العديد من الذين قابلتهم وسجلت لهم أكدوا أن الفريق تأسس قبل هذا التاريخ بـ 6 سنوات.

ولو أننا نعتمد على تأسيس مسمى الفريق فقد سمي بهذا الاسم في عام 1370ه ولكن الذين أكدوا تاريخ بداية تأسيسه منذ بدايتهم مع الفريق وحتى تسميته ب(أحد) ذكروا أن التاريخ الحقيقي لتأسيس لهذا الفريق هو عام 1352ه.

فريق أحد

فريق عريق بدأ تسلسل ظهوره من تجمع اللاعبين في العطن، ثم في منطقة الإجابة (التي يطلق عليها البعض التمار)عام 1352هـ ومنها تحول اللاعبون إلى ملعب قباء (أرض وادي بطحان) ثم في شمال جبل سلع ثم أرض الكردي ولكن أول مجموعة تكونت في باب التمار عام 1357هـ وتلعب بالثوب والعمامة ومنهم المشرفين باللون الأحمر:

1- حسن حمودة 2- على دقاق 3- أزهري صادق 4- محمد مصطفى صيرفي 5- عبد المطلب جمل الليل 6- حمزة المصري 7- فهد سند 8- عمر حيدري 9-غالب سمان10- نوري التركي11- ضياء الدين التركي 12- جميل أبو عتيق، 13-عمر حامد المعروف ب كمبش 14- عبد الله هاشم 15- خالد زهدي، 16-عبيد الله الردادي 17- وحارس الفريق أحد الإخوة اليمنيين. وعرضت مسؤولية الفريق على الشيخ - حسن صيرفي ولكنه فضل أن تكون تحت إشراف الشيخ - محمد العيد الشاوي للخبرة التي يتمتع بها فتولى الشاوي الإشراف والتدريب..

كيف تحول المسمى من الفتح إلى أحد

يقول الشيخ - حسن صيرفي رحمه الله:

طلبنا من فريق طيبة إقامة مباراة في النصف الأول من عام 1370هـ فكان ردهم أن فريقنا لايحمل اسما بصفة رسمية معتقدين أن فريقهم مسجل بصفة رسمية لدعم الأمير - مساعد السديري لفريقهم.

عموماً بعد هذا الرد عقدنا اجتماعا في منزل الشيخ - حسن حمودة بباب العنبرية وتقرر في الاجتماع سفر رئيس الفريق ومأمور مستودع النادي الشيخ - محمد صالح الجرو، واللاعب - على حسن دقاق لمقابلة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل وزير الداخلية والمشرف العام على الشؤون الرياضية وكتب حسن دقاق خطاب توصية إلى إبراهيم شاكر وكتب السيد - علي حافظ خطاب توصية إلى عبد الله عريف.

أول مباراة ضد فريق طيبة

واجهت صعوبة في تثبيت المعلومات حول عدد المباريات ونتائجها بين فريق أحد وفريق طيبة وذلك لتضارب المعلومات بين مصدر وآخر؛ فالأول يذكر مثلاً نتيجة المباراة 2/0 والثاني 1/0

وكانت طريقة توثيق المعلومة بتكرار المقابلة وتسجيلها حتى تم لي التأكيد بنسبة 90% ولازلت في طور التأكد. فأول مباراة جمعت بين فريق أحد وفريق طيبة في عام 1370هـ وأقيمت هذه المباراة على ملعب طيبة بباب التمار .

استعداد الفريقين

نظراً لأهمية اللقاء فقد أعلنت حالة الاستنفار بين المشرفين على الفريقين وتم إرسال مندوبي الفريقين فكان مندوب فريق طيبة هو الشيخ - محمد الهلالي الذي أحضر كل من:

1- دنادانا 2- محمود قهوجي3- محمد عبد الله حارس مرمى (كلبشه)

4- معاوية حسن.

بينما الشيخ - حسن صيرفي نجح في جلب اللاعبين محمود هندي وعبد العظيم بخاري وحسين ظاهر.

انحلال فريق طيبة عام 1374هـ

في هذا العام انحل فريق طيبة بعد اتجاه لاعبيه إلى فريق أحد بينما تماسك أشباله الذين ظهروا بعد ذلك باسم (بورسعيد) 1375هـ على أرض البحري بباب التمار جوار أوتيل المدني. ثم في شمال مسجد أبي ذر.

وفي بداية عام1374هـ من شهر محرم ظهرت بوادر فريق جديد في منطقة السيح عرف بعد ذلك باسم فريق العقيق.

هذا ما وددت إيضاحه وسرده عبر هذه المطبوعة الرائدة.. والمتميزة بطرحها الشمولي والاتزان المهني شاكرا ومقدرا اهتمامكم بالتاريخ الرياضي بالمملكة.

مع أطيب تحياتي

المؤرخ المدني: احمد أمين مرشد



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد