سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جاء في عدد الصحيفة رقم 1379 المؤرَّخ في 26-3-1431هـ، وتحديداً في الصفحة الأخيرة، خبر ازدان به العدد، وسما به القلم، تمحور في تحوُّل كامل في حياة رجل العقدية بعدما عاش موقفاً كان بعد الله سبحانه وتعالى سبباً في اعتناقه للدين الإسلامي، وذلك حينما أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإجراء عملية فصل لتوأم سيامي لرجل يدعى جمس كومسو من جمهورية الكاميرون. وقد وددت أن أتشرف بالكتابة عن هذه الحادثة التي تعكس بجلاء سماحة وسمو تعاليم الدين الإسلامي، التي تمثلها مليكنا المفدى، فأقول:
لقد اعتنق ذلك الرجل الدين الإسلامي بعد الله سبحانه وتعالى ثم ممارسة فعلية للحديث الشريف: (الدين المعاملة)؛ فقد صارت اللفتة الإنسانية من ملك النُّبل والقيم والمبادئ الرفيعة منعطفاً في حياة جيمس الذي تسمى فيما بعد ب(عبدالله)، وعاد إلى وطنه، وأصبح داعية، وأسلم على يديه خلق كثير بعدما نقل لهم سماحة ووسطية الإسلام، وحثهم على فعل الخير والترغيب فيه من غير انتظار لشكر أو ثناء، وإنما أجر المحسن على الله تبارك وتعالى. ولعل تحمل ذلك المسلم لمسؤولية الدعوة على عاتقه في قريته تلك جعله يؤمل في خادم الحرمين الشريفين الخير الكثير حينما رفع حاجة المسلمين هناك إلى مسجد، ويأتي التجاوب سريعاً مع طلبه ببناء مركز العمل فيه جار حتى الآن، فلا يعمر المساجد إلا من آمن بالله واليوم الآخر، قال تعالى {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
فما أروع التمسك بالخلق الإسلامي! وأجمل بمن يدعو إلى الإسلام بنشر فضائله وعلو مقاصده وشرف غايته وأهدافه بعيداً عن العنف والتطرُّف البغيض.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وجعله ذخراً وعزاً للإسلام والمسلمين.
عبدالعزيز بن سليمان بن محمد الحسين - مجمع ملهم التعليمي للبنين