Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/03/2010 G Issue 13690
الثلاثاء 07 ربيع الثاني 1431   العدد  13690
 
المجلس العربي للمياه كرم سموه
الأمير خالد بن سلطان: العالم أجمع رهن قطرة الماء.. ومشاكله تبدأ بها وهي أحد أسباب صراعاته

 

القاهرة - سجى عارف

كرم المجلس العربي للمياه مساء يوم 20-3-2010م بمناسبة اليوم العالمي للمياه تحت شعار: من أجل الأمن المائي العربي المشترك، وشعار: مياه نظيفة من أجل عالم صحي لليوم العالمي للمياه متمثلاً في رئيس المجلس العربي للمياه وزير الموارد المائية السابق في مصر الدكتور محمود أبو زيد العديد من الوزراء والقيادات المسؤولة من رعاة المجلس رعاة الحفل كان على رأسهم سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الراعي الأول لقطرة الماء، حيث تسلم التكريم نيابة عنه الدكتور عبد المالك آل الشيخ الأمين العام لجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه والمشرف على مشروع الملك فهد لحصد وخزن الأمطار والسيول في المملكة العربية السعودية، الذي ألقى كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز والتي قال فيها: لا يخفى عليكم أن العالم أجمع رهن قطرة الماء ومشاكله تبدأ بها وإخفاقاته هي أحد أسبابها وصراعاته معظمها في الاستحواذ عليها، بؤسه أو رخاؤه ناجمان عنها، نموه وتنميته متوقفان على توافرها، حربه أو سلامه قائمان على مصادرها، أمنه أو تهديده هي أحد دوافعه.. حقاً لقد أصبحت المياه عنصراً من عناصر قوة الدولة جنباً إلى جنب مع القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية والمعلوماتية، وصدق سبحانه إذ قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) كما وأكد سموه قائلاً: لقد سبق وحذرت في المناسبات المائية كافة من خطر الصراع على نقطة المياه، وتساءلت: هل ستكون الحرب المقبلة حرب مياه أم ينبغي ألا تكون سببا للتنازع والتناحر؟ فلو كانت طريقة استعمالنا واقتسامنا للموارد المائية حكيمة ومنصفة لأمكنا أن تكون المياه عاملاً حافزاً للتعاون وإحلال السلام على الصعيد الدولي.. ويتابع سموه: إن الرؤية قاتمة والمستقبل ينذر بأخطار داهمة فهل من أمل؟ نعم هنالك أمل والأمل ينبثق من أنفسنا ومن قوتنا ومن إرادتنا، فالإنسان هو المستهلك وهو المسرف والمرشد والمبدع هو الباحث وهو المقرر وهو من سيتولى تنفيذ ما أقترحه من خماسية الحل وهي:

1 - ازدياد الوعي المائي.

2 - تحقيق الإرادة السياسية الراشدة.

3 - إتباع منهج الإدارة المعرفية المتكاملة الحازمة للمياه.

4 - اعتماد الحكومة العلمية المائية العادلة.

5 - تسخير التقنية لخدمة الأهداف الإنمائية.

واختتم رسالته مؤكداً على أهمية جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، التي تدعو الباحثين والعلماء ومراكز البحوث والجامعات إلى بذل الجهد في الدراسة والتحليل والابتكار والإبداع والإثراء بأفكار بناءة وحلول غير تقليدية، عسى أن نحقق أمل الإنسانية وننقذ كوكبنا مما يعانيه من ندرة وتلوث وتصحر وجفاف وسخونة متزايدة في المناخ وتآكل الشواطئ وانحسار مدن ساحلية وفقر مائي في دول عديدة، فالمركب واحد إما النجاة وإما الهلاك.

وقد صرح الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه ووزير الموارد المائية السابق في مصر للجزيرة قائلاً: نحن اليوم نحتفل باليوم العالمي للمياه كما يحتفل به العالم أجمع وفق قرار الأمم المتحدة، ونحن كمجلس عربي للمياه نهتم بشؤون المياه، ويندرج تحت المجلس كل المؤسسات والهيئات الحكومية وغيرها الحكومية العاملة بمجال المياه، كما نبحث مشاكل العالم العربي في تحليه المياه واقتراح حلول لها ثم تعريف العالم العربي بجهود وإنجازات الدول العربية في مجالات المياه، حيث إن العالم العربي رغم أن سكانه 5% من سكان العالم إلا أن نصيبه من المياه حوالي 1% فقط ويتزايد عدد السكان وتزداد حدة الحاجة للمياه، وطبعاً يجب أن ندرك أن المياه محدودة إضافة إلى وجود إهدار في استخدامها سواء في الزراعة أو الصناعة وحتى الشرب، وكذلك التلوث وكيفية مواجهته، وأمر آخر هام هو أن 60% من المياه يأتي من خارج الدول العربية وبعضها من مناطق محتلة كما هو الحال في فلسطين.. إذن كل هذه الأمور تسمى بالمياه المشتركة والمياه الدولية تحتاج إلى اتفاقيات والتي بدورها تحتاج إلى تشكيل فرق للتفاوض يكون لديها الخبرة في ذلك، والمجلس مهتم بكل ذلك وبتنظيم الندوات العلمية وقد أنشأ المجلس منذ عام الأكاديمية العربية للمياه في دبي بالإمارات العربية، ومما لا شك فيه أننا نعتز بوجود سمو الأمير سلطان الخير سلطان بن عبدالعزيز رئيسا شرفيا للمجلس ومن أول الرعاة للمجلس، وهناك العديد من الرعاة للمجلس ونحن ننتهز هذه الفرصة لتكريمهم.. وبالطبع نحن ننظر إلى الجنسية العربية وإلى المملكة العربية السعودية بما أن بها الكثير من الخبرات الخاصة بتحليه المياه، حيث نعلم أن السعودية بها حوالي 30% من تحليه المياه على مستوى العالم ومنطقة الخليج تمثل 60% وهذه خبرة كبيرة نحن نفتخر بها يجب أن نعرفها بباقي الدول لنتبادلها.

وفيما يخص دعم المجلس للدول العربية في مجال المياه، قال أبو زيد: هناك عدة طرق والتي تبدأ ببحث المشاكل العربية والتعرف عليها ثم محاولة إيجاد الحلول لها وكذلك تنظيم الدورات التدريبية كدورات التفاوض والعمل على تنظيم وضع الإستراتيجيات العربية للاستخدامات المائية المختلفة واللقاءات السنوية المنظمة كالمنتدى العربي للمياه، وقد نظم في المملكة العربية السعودية في العام الماضي والمجلس العربي يشارك في الأنشطة الإقليمية والدولية بالنسبة للمياه، ونحن نكلف أعضاء المجلس بحضور هذه الأنشطة. ومن هنا يحب أن نؤكد أن عضوية المجلس مفتوحة للجميع، فهي تشمل المندوبين للدول العربية والهيئات والمؤسسات العاملة فهي ليست قاصرة على فرد بعينه، وقد اشترك القطاع الخاص في عضوية المجلس والذي يعد من أهم الأجهزة وكل المهتمين بموضوعات المياه هم من المشاركين في المجلس. ويقول أبو زيد موضحا للمستهلك: إن المياه في تناقص مستمر وإن نصيب الفرد في الدول العربية للاستهلاك المائي عال جدا مقارنة بالعالم، ويجب أن نتقبل المياه المعاد استخدامها وهذه نقطة غير مرغوبة أو مستحبة في الدول العربية، حيث إن المياه المستخدمة تعاد معالجتها مرة أخرى فيجب علينا أن نتقبلها نسبة إلى حدة المياه في الدول العربية.

ويوضح الدكتور عبد المالك بن عبد الرحمن إسحاق آل الشيخ المهتم بمشكلة المياه والأمين العام لجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز والمشرف على مشروع الملك فهد لحصد وخزن الأمطار والسيول في المملكة العربية السعودية للجزيرة: شيء لا يخفى على أحد ندرة المياه، وهذا دون اعتراض على قدرة الله سبحانه وتعالى إنما نظرتي أنه سوف يأتي يوم من الأيام نجد فيه الحل لهذه المشكلة والسبب هو تشغيل عقول العلماء حول العالم لإيجاد حل جذري لندرة هذا العنصر الحيوي بإذن الله. وعن وجوده في القاهرة يقول: أنا لست بغريب على مصر ولا على المجلس العربي للمياه وعلى رأسهم سعادة الدكتور محمود أبو زيد، فهو عضو معنا في جائزة الأمير سلطان وأنا بدوري محافظ على حضور نشاطات مجلس العرب وبيننا مصالح مشتركة وهموم متبادلة نناقشها مع بعضنا، حيث إنني أشعر أني في بلدي الثاني كما أنهم يشاركونني نفس الاهتمام بسبب وجود النيل في مصر، وعن أبحاث جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز يؤكد جائزة الأمير سلطن للمياه هي حل جذري لكل كائن حي وهذا الهدف السامي للجائزة وهذا هو الهدف الذي يقصده ولي العهد - حفظه الله - لأن الجائزة تبحث حلولا لهذه المشكلة عن طريق التحلية رغم أنها مكلفة وتعتمد على الطاقة الحيوية التي هي الزيت، والذي أحياناً لا يكون متواجداً فمحاولتنا أن يكون هناك حل جذري رخيص حيث يستطيع الفرد استخدامه لتحلية المياه في جميع المجالات وليس فقط في الشرب إنما في الزراعة والصناعة وغيرهما. وكنصيحة أخيرة يقدمها للمستهلك العربي قال: على كل فرد إدراك أهمية هذا العنصر المهم أو النادر ويجب التعامل معه بعقلانية، كما أن نظرتي له متفائلة إذا استطاع المواطن أن يواكب الجهود المبذولة عن طريق الدولة في ترشيد المياه ومواكبة أهمية الاستخدام الصحيح للمياه، ومن هنا سوف نكون في مأمن من نقص حاد لنجد الحلول الايجابية لهذه المشكلة.

وللجزيرة أشار الدكتور محمد صفوت عبد الدائم أمين عام المجلس العربي للمياه: أنا أعتبر نفسي أحد عشاق المياه وحارسا أمينا على المصالح العربية في المياه الدولية، ونحن في هذا اليوم المشهود للعالم أجمع نحتفل باليوم العالمي للمياه وهذا في حد ذاته إقرار بأهمية المياه في حياة الإنسان، وللأسف الشديد مع زيادة التعداد السكاني على سطح الكرة الأرضية بصفة عامة، وفي منطقتنا العربية يتناقص نصيب الفرد من المياه ونحن في البلاد العربية في منطقة شديدة الجفاف أمطارها قليلة مواردها المائية محدودة، فإما أن تأتي من الخارج عبر الحدود كالأنهار التي تشارك فيها الدول كنهر النيل والدجلة والفرات أو من الخزانات الجوفية غير المتجددة، وبالتالي موقفنا حساس جدا للمياه واليوم ونحن نحتفل نؤكد التزامنا كشعب عربي بضرورة السعي للمحافظة على كل قطرة ماء والاستفادة منها استفادة كبيرة اقتصاديا تحقق النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية في حق الحصول على المياه وخدمات المياه من شرب وسقي وري وصرف صحي وتحقق الأمن الزراعي أو الأمن الغذائي في بلادنا العربية، وعلى الأقل نسهم بجزء كبير من احتياجاتنا السياسية والاستراتيجية في الغذاء نحافظ على المياه من التلوث، حيث إن هذا اليوم يعتبر كمواصلة العهد على أن نستمر في العمل جميعاً كمجتمع خصوصاً المجلس العربي لتكوينه والذي يمثل كل طوائف الشعب العربي سواء الحكومية أو غير الحكومية وبالتالي نحن نؤكد أن هذه فرصة كبيرة لأطياف كثيرة قد تكون موجودة من خلال التزامنا كأعضاء في مجلس العربي للمياه، وهذا فرصة لتجديد هذا العهد والعزم على مواصلة العمل في النمو المستدام من خلال تنمية متواصلة بإذن الله، وعن العلاقة العربية في دعم المجلس العربي للمياه يشير قائلاً: نحن في المجلس العربي كأعضاء والذي تجدي فيه منظمات حكومية وغير حكومية ومؤسسات علمية وجامعات والمجتمع المدني يتعاون ويمثل الجهة التي يتبعها ونعمل كمنظومة واحدة للحفاظ على المياه.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد