Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/03/2010 G Issue 13691
الاربعاء 08 ربيع الثاني 1431   العدد  13691
 
لما هو آت
إرواء الجوف
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

«لنا الصدر دون العالمين أو القبر»، شعار التربية في الأجيال السابقة، إذ لم يكن الأب وهو يمسك بيد أبنائه للمدرسة يحدثهم إلا ما يرسل لجوفهم غذاء الثقة في أنفسهم، والتحريض لكوامن الإدراك في عقولهم، والنفسانيون، جبلوا على اقتراح، أن يخاطب الصغير بطريقة إيحائية، لما يتخيل الآباء أبناءهم عليه، من الفهم والقدرة الاستيعابية، وإن كانت مخاطبتهم لهم، على قدر عقولهم، هي سنة صائبة، لكنها تؤسس لاستكشافات كوامن القدرات الذهنية، في الصغار..

لذا نشأت النفوس كبيرة، والطموحات كبيرة، فالصدر في العالمين لا يهادن البقاء في خطوط وسطى، وانعكس ذلك في شهامة المواقف، في الصدق، والإيثار، والتجاور الحسن، والعطاء بلا منَّة، والتطلع للعلم بلا حدود..

بينما الآن مع كامل أساليب التربية الحديثة، ونظريات التنشئة، ومساطر التقييم، وأهرامات الأهداف والقياس والكفايات والبناء، والضخ، والتركيب والتكوين والدافعية، إلا أن الهمم في الناشئة، تتمركز في منطقة وسطى..

أتمنى ألا يصطلح على تسميتها بالمنطقة البيضاء، ذلك لأن الأبلج في احتياجات التنشئة هو إعداد الإنسان ليتعرف عن وعي ويمارس عن وعي أدواره منذ بداياته وحتى يتمكن من زمام نهاياته، لأن يكون لهمته الطموح في استلام الصدر، وليس الوقوف في منطقة وسط..

فأعيدوا النظر في أساليب التنشئة، وفي فاعليات منهجية التنفيذ، لأبجديات الأهداف، قبل عد الأنفس في البيت، والطريق، وحجرات المؤسسات التربوية التعليمية..

لأنه زمن التنافسية الخلاقة، لا يقوى على ولوج مدارجها إلا من ينشأ، وشعار أهدافه، ودافع عزائمه، أن يكون له صدر المعرفة، والثقافة، والعلم، والعمل..

وتكون عروقه روية ونفسه مطمئنة، وذهنه مشغول بطموحات عليا..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد