Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/03/2010 G Issue 13692
الخميس 09 ربيع الثاني 1431   العدد  13692
 
من يوميات ناصر القصبي في كتاب(الرملة)

 

(أصبحنا وأصبح الملك كله لله.... هذا صباحنا الأول... اليوم هو السبت 22 ذو القعدة 1426هـ الموافق 24 ديسمبر 2005م.. ويا الله صباح خير... نحن الآن في غضا الغزالة.. نبعد عن حرض 190 كم جنوباً باتجاه الرملة.

استيقظنا في السادسة صباحاً.. تناولنا قهوتنا على عجل وامتطينا سياراتنا الأربع باتجاه (البوح) لنلحق بربعنا الذين سبقونا وتحركوا من الرياض يوم الثلاثاء الماضي تتقدّمهم الشاحنة وذلك لكسب الوقت في تحركها البطيء.

بعد مرور 4 ساعات توقفنا جميعاً لكي نتزوّد بالوقود الموجود في ظهور سياراتنا... وقوفنا دام حوالي الساعة لم نستطع تحمّل السافي الذي أغرقنا بالرمل وأعمى عيوننا وأزعجنا كثيراً...).

(دائماً ما يصيبني الغروب بحالة من الملل وبدرجة عالية من الكآبة إلا هنا... جو الغروب هنا ملائكي.. الهواء العليل والعروق الضخمة والكثبان الرملية الهائلة على مد البصر والأكسجين المكثّف وقرص الشمس البارد الذي يتوارى بين تلك العروق الشامخة كل هذا يؤكّد لي شخصياً أن الصحراء وجدت لتغازل الشمس.

صباح الربع الخالي... صباح الغضا... صباح الزهر والحاذ والهرم.. صباح العبل.. صباح الشنان والعندب).

(وراء هذا الغروب أرى ذلك البدوي القديم الأشعث الأغبر متلحفاً عباءته القديمة العتيقة. يسأل عن إبله.. حول مدينة ذهبية مضاءة وأسطورية، مدينة عجائبية ساحرة ومدهشة وغامضة.

فإذا هو بمدينة لم ير الراؤون مثلها قط. وإذا هو بقصور معلقة تحتها أعمدة من زبرجد وياقوت وفوق كل قصر منها غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد قد فرشت بالديباج والحرير.

(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ).

أتنفس هذا الغروب وأتنفس هذه الحقيقة هذه الإرم ذات العماد.

ثمود مرت من هنا..

هذه المدينة التي طمرها الرمل هنا في قلب الربع الخالي وتحت أقدامك تقبع هذه المدينة الحالمة التي (لن) يخلق مثلها في البلاد. يا الله.. أي فتنة يمنحها لك هذا العشق الأبدي للصحراء).






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد