Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/03/2010 G Issue 13692
الخميس 09 ربيع الثاني 1431   العدد  13692
 
نحو مزيدٍ من التوعية بأهمية السياحة الثقافية
عبد الله بن حمد الحقيل

 

السياحة الثقافية ناحية حيوية والآثار أحد المصادر التاريخية وتاريخ أي أمة، ولهذا فإن بلادنا تحفل بمناطق أثرية وأماكن تاريخية وثروة حضارية لا تُقدر بثمن، تلك هي الآثار والمعالم التاريخية المتنوعة وتتميز بلادنا ببيئة ذات مجد تليد وماض حافل بالمآثر والمفاخر.. وفي هذا الإطار فإن الإنسان داخل المملكة بمساحتها المترامية الأطراف جغرافيا الواسعة الأرجاء يحتاج إلى شيءٍ من التوعية بأهمية السياحة الثقافية مع تنظيم ذلك، خصوصاً في هذا العصر الذي تقدم في مختلف العلوم الأخرى ولقد أكسبت البيئة الجغرافية شبه الجزيرة العربية نوعاً من التميز وجعلت لها مكانة خاصة، ولعل ما ينبغي الإشارة إليه أن بعض مواطنينا يعرفون الكثير من بلدان العالم وأماكن السياحة فيها أكثر مما يعرفونه عن مناطق بلادهم وآثارها القديمة قدم الحضارات، وفي بلادنا اليوم مناطق سياحية جذابة وأماكن حفل التاريخ والشعر والأدب بما فيها من آثار ومعالم، وتغني بما فيها من أدوية وكثبان ووهاد ورياض الشعراء الذين هاموا بها حباً فانتزعت أشواقهم، كما قام العديد من العلماء الجغرافيين برحلات دونوا فيها الكتب والأشعار.

إن بلادنا تحفل بآلاف المواقع التاريخية وهي عامرة بالطبيعة الخلابة والتراث المجيد. والمواقع الأثرية التي تُعدُّ سجلاً بالتاريخ وحضارة الشعوب التي سكنت هذه الجزيرة وحري بنا المحافظة على هذا التاريخ والتراث الحضاري والتعرف عليه يُعدُّ ذلك التراث أحد العناصر الأساسية للتاريخ، وهي بالطبع تشد نحو السياحة إليها فإلى جانب المناطق السياحية كأبها والباحة والطائف هناك مناطق أثرية كمدائن صالح والأخدود في نجران وابنان والعلا والحجر وثاج وهي من أهم المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية والغربية والعذيب ورامتان وخيبر وتبوك وفرسان والأحساء وجبال طي وعيون الجواء ووادي القرى ووادي العقيق وتيماء وهي مدينة تاريخية من أهم المواقع الأثرية وغير ذلك من الثنايا والأودية والفاو وهي صورة للحضارة العربية قبل الإسلام والرياض والجبال وعقبات وسروات الحجاز وتهامة وغير ذلك مما لا مجال لتعداده من الأماكن السياحية والأثرية فهي ذات وفرة وكثرة وشهرة، وشواهد حضارية لتاريخ هذه البلاد، وما تحفل به من أبعاد سياحية وبيئة طبيعية وتراث عمراني وآثار شاخصة إلى اليوم وما زال علماء الآثار يقفون على هذه المواقع الأثرية المهمة وفحصها ودراستها وهي مدونة في كتب التاريخ والمعاجم والأخبار والسير والشعر وما أثبته علماء المنازل والديار وورد ذكرها مراراً وتكراراً في المصادر الإسلامية التاريخية منها والجغرافية ولعل إصدار سلسلة من الكتب تعرف بتلك المدن والمصايف وتوفر معلومات دقيقة عنها، تنقل قارئها إلى أجوائها وتقدم له صورة حية عنها وتعريفاً بها وتمكنه من معرفة وطنه للقيام بالسياحة في أرجائه، ومشاهدته لتلك الأماكن الأثرية عن قرب له أكبر الأثر للباحث والاستفادة منها وتعينه على استقاء معلومات وثائقية، كما أن هذه الكتب ستكون ذات متعة وفائدة مزدوجة للسائح وللقارئ الذي ينشد المعرفة لتحقيق الاستفادة القصوى من ذلك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد