أهدي لي مشكوراً الأخ الأستاذ عايد بن ريشود الحازمي عضو الجمعية الجغرافية السعودية بالرياض كتابه الذي عكف على جمعه وترتيبه (مفاتح القصيدة الفلكية) للعلامة الأديب الفلكي محمد بن عبدالله القاضي رحمه الله ونفع بعلمه.
|
ولقد قدم لهذا الكتاب كل من الدكتور عبدالعزيز علي الحربي أستاذ التفسير والقراءات المشارك بجامعة أم القرى والأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية.. توج هذا الكتاب الأخ عايد بإهداء جميل لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم ونائبه الدكتور الأمير فيصل بن مشعل، وللمهندس مساعد اليحيى السليم محافظ عنيزة ونخبة من الفلكيين على رأسهم الدكتور خالد الزعاق. سعدت كثيراً بهذا الأهداء الذي حمل شكلاً ومضموناً نوعاً من أنواع العلوم التي نقرأ عنها بشغف ونبحث عن الاستزاده منها بكل الأشكال.. وكما قال الدكتور الحربي علم الفلك يشتمل على العلم بعدد السنين والحساب والعلم بمنازل القمر المقدرة ومعرفة آيات الله في الآفاق والأنفس من العلوم التي تغرس الإيمان واليقين وتعظيم الخالق جلت قدرته.. كما أشار في الكتاب الدكتور عبدالله الغنيم إلى أن كتب الأنواء تقدم لنا معلومات قيمة حول مطالع النجوم وصفاتها وصورتها وأسماء منازل القمر وغيرها من الأمور ذات الصلة بالتغيرات الحادثة في البيئة الصحراوية العربية.
|
ولقد ركز الأخ عايد في كتابه الأنيق على شرح للقصيدة الفلكية للعلامة الأديب الفلكي محمد عبدالله القاضي التميمي والذي توفي رحمه الله في 1285هـ وهو من علماء الأدب العربي بمحافظة عنيزة بمنطقة القصيم في القرن الثالث عشر الهجري وأطلق عايد على هذا الكتاب اسم (مفاتح القصيدة الفلكية) وهو شرح مختصر للقصيدة الفلكية التي كتبها القاضي بدقة وتشرح منازل القمر.. والمنازل هي كما أوضح الحازمي (الشرطان والبطين والثريا والديران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والخزانان والصرفة والعواء والسماك والغفر والزبانيان والإكليل والقلب والشوله والنعائم والبلده وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبيه والفرغ المقدم والفرغ المؤخر وطن الحوت (وهي ثمان وعشرون منزلة ثم يختفي بقية الشهر. قال تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}، ولقد جاء في قصيدة الفلكي القاضي:
|
سبك نجوم الدهر بالفكر حاذق |
حوى واختصر مضمونها بأمر خالق |
ترى أول نجوم القيض سبع رصايف |
كما جيب وضحا ضيع الدرك دالق |
أو نعل شاخ والتوبيع تبيعها |
غدا من سموم الحر مثل الحرايق |
ولقد حوت هذه القصيدة أكثر من خمسين بيتاً وتعتبر مرجعاً فلكياً يتحدث عن منازل القمر وتفنيدها.. ولقد أثرى هذه الموسوعة الأخ عايد الحازمي بشرحه الوافي لمنازل القمر الواردة في قصيدة القاضي حيث أثرى معلومات القارئ بالتفاصيل المهمة والمعلومات المفيدة وإن كان قد سبق من سبق لشرح هذه القصيدة ولكن شرح عايد في كتيبه الأنيق الصغير أضاف لنا الكثير من المعلومات القيمة التي نحتاجها لمعرفة الأنواء والمواسم وقدرة الرحمن في ذلك ناهيك عما تطرق له الكتاب عن حياة الفلكي القاضي -رحمه الله- وفخرنا بأن يكون مثل هذا العلامة من أبناء عنيزة الأوفياء.. شكراً للأخ عايد الحازمي هذا الجهد المكلل بالنجاح العظيم وشكراً للمساحة الجميلة من الوقت الذي منحني إياها في القراءة والكتابة وشيء من التدبر والتفكير.
|
عنيزة |
|