Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/03/2010 G Issue 13694
السبت 11 ربيع الثاني 1431   العدد  13694
 
نصف مليون فرصة عمل في السياحة تبدأ سعودة القطاع غداً
اقتصادي يدعو إلى تأهيل المرأة للعمل في الصناعة أسوة بالصين

 

«الجزيرة» - فيصل الحميد

بعد الانتهاء من الاستراتيجية الاولى للسعودة التي أقرت من قبل مجلس الوزراء في عام 1415هـ للوصول إلى نسبة سعودة لا تقل عن النصف في القطاع الخاص في العام الجاري، بدأت وزارة العمل استراتيجية جديدة لمدة 25 سنة أخرى بغية الوصول إلى توفير فرص عمل كافية من حيث العدد، وملائمة من حيث الأجر، تؤدي إلى توظيف كامل للموارد البشرية السعودية، وتحقق ميزة تنافسية للاقتصاد الوطني، بعد صدور قرار مجلس الوزراء رقم 260 شعبان الماضي.

وكانت الاستراتيجية الأولى التي بدأت قبل خمسة عشر عاما انتهت هذا العام كما بدأت، فلا تزال نسبة السعودة في القطاع الخاص تراوح بين 13 – 15% وهي نفس النسبة منذ العام 1995.

وتدشن الهيئة العامة للسياحة والآثار غدا الاحد ملتقى السفر والاستثمار السياحي في دورته الثالثة تحت عنوان (السياحة وتوفير فرص العمل)، للتركيز على التوظيف بالقطاع السياحي واستراتيجياته ضمن الدور الاقتصادي لصناعة السياحة وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الوطني.

ويأتي التركيز على التوظيف في قطاع السياحة كونه يوفر حاليا نحو 445 الف وظيفة مباشرة، وهو اكبر من عدد العاطلين عن العمل والمقدر بأكثر من400 ألف سعوي.

وخلاف قطاع السياحة يبرز عدد من المشاريع و الشركات الجديدة التي أعلن عن توفيرها لآلاف الوظائف منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي يعمل بها حاليا نحو 13 ألف عامل، و شركات التأمين التي ادرج منها في سوق المال حتى اليوم 27 شركة، فضلا عن 1219رخصة أصدرتها هيئة الاستثمار في العام 2008 تقدر استثماراتها بأكثر من70 مليار ريال حسب التقرير الأخير لمؤسسة النقد العربي السعودي.

ورغم وفرة الوظائف المعلنة وحجم المشاريع إلا أن نسبة السعودة لم تتغير تقريبا وظلت امامها نقطة مقاومة لم تستطع تجاوزها والبالغة 15%. في المقابل أصدرت وزارة العمل في الثلاثة أرباع الأولى من العام الماضي 2009 أكثر من 800 ألف تأشيرة عمل وهي ضعف عدد العاطلين، فيما أصدررت أكثر من 1.8 و 1.7 مليون تأشيرة في 2008 و2007 على التوالي.

إلغاء نظام الكفالة يقضي على البطالة

ردا على سؤال عن الحلول لنجاج السعودة قال الكاتب والاقتصادي الاستاذ فضل البوعيين للجزيرة « ما ان تعلن برامج عبداللطف جميل لخدمة المجتمع عن توفير فرص عمل تزيد على 21 ألف وظيفة للجنسين، في عام واحد، فان الحلول تصبح في متناول اليد، ويمكن لوزارة العمل، والمهتمين بتوظيف الشباب من اقتباس الحلول واستنساخها على مستوى الشركات الضخمة الأخرى في المملكة، وعندها لن نجد من يتحدث عن البطالة في السعودية».

وبين البوعينين أن هناك الكثير من الحلول التي يمكن أن تساعد في مشكلة البطالة ومنها: إلغاء نظام الكفالة واستبداله بعقود العمل، كما حدث في مملكة البحرين مؤخرا؛ و زيادة الرسوم على استقدام العمالة الأجنبية، و إلزام الشركات الفائزة بعقود التنمية بخلق وظائف تتناسب مع حجم العقود، وجعل عملية خلق الوظائف من المعايير الرئيسة في ترسية المشروعات الحكومية؛ بالاضافة إلى وضع حد أدنى للرواتب، و ضريبة على العمالة الأجنبية، و إلزام الشركات، بتوفير السكن المناسب للعمالة الأجنبية المتوافقة مع الأنظمة الدولية، ما يمكن أن يرفع من تكلفة إيواء العمالة الأجنبية لا كما يحدث حاليا من تكديس العمالة في غرف ضيقة وبأعداد كبيرة دون توفير الخدمات الأساسية لهم.

ودعا البوعينين إلى إلزام الشركات الضخمة بفتح معاهد لتأهيل طلبة الثانوية العامة وتجهيزهم لتقلد الوظائف الفنية والتقنية ودراسة احتياجات سوق العمل لتوجيه طلبة الثانوية لدراسة التخصصات المناسبة لشغل تلك الوظائف مستقبلا، مع إغلاق الأقسام التعليمية التي لا يمكن لسوق العمل إستيعاب خريجيها. ودعا ايضا إلى التوسع في بناء المعاهد التقنية، ونشرها في المدن الرئيسة في مناطق المملكة. وتطوير القائم منها ورفع كفاءتها، بالاضافة إلى توجيه الإنفاق الحكومي نحو التنمية الصناعية المنتجة التي يمكن أن تسهم في خلق الوظائف وإستيعاب الشباب من الجنسين.

وفيما يخص بطالة المرأة اقترح البوعينين أن يتم خلق قطاعات صناعية إنتاجية خاصة للمرأة، للقضاء على بطالتها واستشهد بالصين وبعض الدول الشرقية حيث تعتمد كثير من المصانع على خطوط إنتاج متكامله تديرها النساء.

وبسؤال عن تجربة ارامكو وسابك بسعودة الوظائف، قال البوعينين: ان سابك وظفت خريجي الثانوية العامة ثم إبتعثت بعضهم ودربت البعض الآخر في المملكة و خلال سنوات نجحت في خلق فرق عمل متخصصين في إدارة المصانع البتروكيماوية المتخصصة, بل أصبحت تمد الشركات المنافسة الأخرى بكوادرها المميزين، و نجحت في تحقيق نسبة عالية من السعودة، وهو نجاح لم يكن ليتحقق لولا منهجية التدريب والتعليم التي أرستها منذ البداية.

كما لفت البوعينين إلى تجربة أرامكو مع السعودة والتدريب وعدها تجربة ناجحة، وقال: إن أرامكو لم تجد في سوق العمل موظفين جاهزين بل وظفت السعوديين ممن لا يجيدون القراء والكتابة وقامت بتدريبهم وبعضهم نجح في الحصول على شهادات أكاديمية عليا. وضرب مثالا بالمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، ورئيس أرامكو السابق الذي نجح في مواصلة تعليمه في أرامكو والقفز من وظيفة مأمور إلى رئيس الشركة الأكبر في العالم ومن ثم وزيرا للبترول.

وبين أن هذا يؤكد على أن السعوديين متى ما وجدوا الفرص الوظيفية والتعليمية فإنهم يبدعون في استثمارها وتطويرها. ولفت البوعينين إلى تجربة رائدة لأرامكو عندما التزمت بتشغيل معامل النفط في المنطقة الحدودية السعودية الكويتية المشتركة بعد أن هددت الشركة اليابانية بالانسحاب نجحت أرامكو، وبسواعد موظفيها السعوديين في إدارة المشروع، ومواصلة عمليات الإنتاج دون الإخلال بالعمل، وحققوا النجاح المشهود.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد