Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/03/2010 G Issue 13694
السبت 11 ربيع الثاني 1431   العدد  13694
 
مستعجل
حتى لا تتحول جيوش الشحاذين إلى عبء أمني..
عبد الرحمن السماري

 

يبدو أن معركتنا مع جيوش المتسولين مستمرة وكلما خف وجودهم فترة من الزمن.. أو غابوا أياماً.. عادوا مرة أخرى بكثافة أكثر وبحضور أشد..

لنا أكثر من ثلاث سنوات تقريباً.. والناس لا يستطيعون الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار بعد الصلاة أبداً.. ذلك أنهم على موعد مع واحد أو أكثر.. يصبح في ناحية المسجد بأعلى صوته.. سارداً قصة طويلة ومفسداً على المسلمين.. الذكر والدعاء والتسبيح.. وصارفاً لهم عن طاعة الله.. إلى متابعة حالته..

لقد أصر هؤلاء إلى تحويل المساجد من بيوت للذكر والطاعة والعبادة والخشوع والخضوع لله.. إلى أماكن للتسول والشحاذة ونشدان ما عند الناس.. والإلحاح عليهم..

ومع أن السؤال أساساً.. منهي عنه وأسوأ منه.. الإلحاح في السؤال..

أما إذا كان في المسجد.. فهو أشد وأسوأ.. وإذا أضيف له.. أنه يصرف عباد الله عن الطاعة بعد الصلاة إلى هذه المسألة الدنيوية المنهي عنها.. فهو أيضاً.. أسوأ وأسوأ..

هؤلاء المتسولون المتكاثرون المتزايدون كلهم من جنسية عربية واحدة.. تزايدوا في السنوات الأخيرة.. وملأوا المساجد والأسواق والشوارع وكل مكان.. وأصبحوا مصدر إزعاج لنا في كل وقت.

يندر أن تصلي فرضاً في المسجد.. دون أن تسمع صياح واحد منهم أو أكثر..

أما صلاة الجمعة فتفاجأ بصراخ بعضهم قبل أن يسلم الإمام التسليمة الثانية.. ذلك أنهم يتسابقون على الشحاذة وكل واحد يحاول جذب الناس له قبل غيره..

وإذا قدر لك أن تصلي في أكثر من مسجد في الحي.. فربما سمعت لشخص واحد من هؤلاء المتسولين أكثر من شكوى.. وكل شكوى تختلف عن الأخرى.

أما الكذبة الأخرى.. فهو انتساب هؤلاء إلى مناطق المملكة.. زوراً وبهتاناً.. كأن يقول أحدهم.. أنا أخوكم من منطقة كذا.. أو بلدة كذا.. بينما تفضحه لهجته المعروفة.. التي لا يمكن أن تخطئها الأذن.. فلهجة ذلك البلد.. تعرفها من مليون لهجة..

أما لماذا الكذب؟ ولماذا يكون هذا الكذب في بيوت الله.. فلأن هؤلاء أصلاً.. لا يعرفون حرمة المساجد ولا يعرفون الحلال ولا الحرام.

وبعض هؤلاء.. يحضرون معهم أطفالاً.. وبعضهم يحضرون (شياباً) مرضى.. وبعضهم يحاول كشف إصابة لحقت به وبعضهم يدعي المرض..

أما من يتمتع بصحة وعافية وجسم (كالفيل) فهو يدعي أن عليه (دية) أثقلت كاهله.. ويفرش معه (صكاً) مكتوب بشكل غريب.. ومصور ألف صورة له ولغيره.. وموزع على آلاف الشحاذين.. وهو بالطبع.. ليس بصادر من محاكمنا.. وليس من جنس صكوكنا..

أما الأسوأ مما سمعناه عن هؤلاء.. الشحاذين.. فهو أنهم يتنقلون بين البادية في البراري.. ويتسولون بطريقة تستدر عطف هؤلاء الطيبين الطاهرين من البادية.. الممتلئون نخوة وشهامة.. وكم سمعنا عن مجموعات الشحاذين التي قبض عليها وهي تتسول في البراري.. وتتنقل بين البادية.. ويأخذون كل ما عند هؤلاء.. مستغلين طيبتهم وشهامتهم ونقاء قلوبهم وسريرتهم بطريقة بشعة للغاية..

لم يتركوا مجالاً لسلب ونهب الناس عن طريق الضحك عليهم واستدرار عطفهم.. إلا سلكوها.. والخوف كل الخوف.. من أن تتحول هذه الجيوش من الشحاذين.. إلى عبء أمني.. إذا لم يتم ضبطهم.. والتعامل معهم مبكراً.. وقد ظهرت.. أو (بانت مواريها).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد