Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/03/2010 G Issue 13694
السبت 11 ربيع الثاني 1431   العدد  13694
 
مدائن
د. الفقير أحب العلا على طريقته
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

يمتلك بعض الباحثين القدرة على أن يعيد اكتشاف المكان والناس والمدن وهؤلاء هم من البلدانيين الذين جاءوا من أقاصي جبال شرق آسيا إلى الركن (المزروع) في طرفي المحيط الأطلسي والمحيط الهندي الجزيرة العربية مدن الرمل والنفود.

د. بدر بن عادل الفقير أستاذ الجغرافيا بجامعة الملك سعود في مؤلفه الأخير: «الطبيعة والآثار في محافظة العلا». نجده لم يكتشف العلا بيئياً بل اكتشف نفسه، لم يذهب إلى العلا بقدر ما ذهب إلى نفسه ليعيد اكتشاف الرؤيا وفلسفة الجغرافيا، باحثون كثر كتبوا عن الإنسان والمكان واللهجات واللسانيات والمدن وحتى كتبوا عن جغرافيا الوجوه و(السحنات) لكن د. بدر الفقير عاش عشقا أسيراً مع البيئة مع الجيومورفولوجيا غرق بتاريخ العلا حضارة دادان اسم العلا القديم وجوارها أدوماتو (دومة الجندل) وتيماء وطريق البخور وتلك الممالك العربية في الشمالي الغربي منطلق الحضارات التي تواصلت مع البتراء في الأردن وبصرى في سوريا والإسكندرية في مصر حتى شواطئ البحرين المتوسط والأحمر، د. بدر الفقير أحب البيئة في العلا على طريقته الجغرافية تلك العلاقة الخفية بين الإنسان والأرض وتشكلاتها المسلات الصخرية والخوانق النهرية والسهول البركانية والأودية الانكشارية الصدعية والفوهات البركانية أحب حرة عويرض وهضبة الكبيش وهضبة حامر وطعوس الرعاديه وجبل لحواره وأحب تلك التفاصيل الدقيقة والصغيرة في الخط المسند الشمالي على جبال العلا، هذه العلاقة التي لانفصام منها ولا ترى بها فطور أو انشقاق أصبحت متينة بفعل التقادم. د. بدر الفقير عشق العلا بكل تفاصيلها عشقها مجردة وبناسها وهضابها وسقوف وأعالي جبالها فهذا عشق نادر من الباحثين يتملكهم شغف البحث والرغبة في التضحية للوصول إلى غايات بحثه وجمالية لا يصلها غير من سكنهم حب الأرض والتاريخ، وفي بلادنا عدد من الباحثين الذين يشكلون مؤسسة تعليمية وإعلامية وقد يقتطعون من مصروف ووفر أبنائهم للصرف على مشروعاتهم العلمية ويشعرون بالمتعة وهم يسيرون خلف هواياتهم فلو أن مؤسسات علمية أكاديمية أو غيرها تبنت تلك المشروعات بصفتها أعمال علمية كما كانت تتبعه وما زالت المؤسسات العلمية الغربية حيث ترسل البعثات إلى مناطق محددة من العالم للاستكشاف والبحث العلمي بالتنسيق مع الحكومات والجهات العلمية، فالمشروع الذي قدمه د. بدر الفقير يمكن أن يطور في فكرته وأهدافه ليصبح مشروعاً جغرافياً وسياحياً لإصدار سلسلة من الأعمال لتغطي مناطق المملكة التي تتميز بالبيئات المختلفة تحت مظلة الجغرافيا السياحية أو البيئية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد