Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/03/2010 G Issue 13694
السبت 11 ربيع الثاني 1431   العدد  13694
 
في وداع أحد آخر الكبار من الزملاء
بقلم: خالد المالك

 

فقدت رفقته منذ أن غادر ولآخر مرة مكتبه رئيساً لتحرير صحيفة الندوة، وكان ذلك منذ سنوات، وفقدته أكثر، ومن دون أن يكون لنا بعد وفاته من لقاء في هذه الدنيا الفانية، حين وصلني خبر وفاته نهاية الأسبوع قبل الماضي.

فقدت رفقته وزمالته، وصوته واجتماعاته، وحرارة اللقاءات معه، منذ أن داهمه المرض فعطل قدراته على التواصل، واليوم أفقده أكثر بوفاته إثر معاناته من المرض.

***

هكذا هو حالنا مع أستاذنا الكبير حامد مطاوع، الذي عاش حياته صحفياً متميزاً، ورفيق درب محب ومخلص لجيل بعد جيل من الصحفيين والقياديين اللامعين.

وهكذا هو انطباعنا عن رجل مهاب مثله حين كان يكتب، أو حتى حين كان يتحدث، أو عندما كان في موقع المسؤولية، بشخصيته المثيرة للانتباه، وثقافته وحكمته ورؤيته واهتمامه بكل القضايا بما في ذلك الإنسانية منها.

***

تزاملنا معاً على مدى سنوات، هو رئيس تحرير لصحيفة الندوة وأنا رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، فمكننا ذلك من أن نتعرف على كل ما وثق العلاقة فيما بيننا.

ففي الداخل التقينا كثيراً، وتحدثنا مراراً، وفي الخارج جمعتنا الأسفار والمهمات عدة مرات، وأخذنا الهم الواحد والاهتمام المشترك، والإيمان بأهمية الالتزام بالتعاون بين زملاء المهنة الواحدة.

***

كانت صحيفة الندوة قد ودعت حضورها في الساحة الصحفية، وتميزها حين غادر فقيدنا كرسي رئاسة تحريرها، فقد غاب وهجها وتميزها بغياب رئيس تحريرها حامد مطاوع عنها.

فالندوة في عهده كانت من بين الصحف الأكثر إثارة في تغطياتها وتحليلاتها وآرائها السياسية في زمن كانت فيه صحفنا لا تعطي كثير اهتمام بالقضايا السياسية الساخنة، وهكذا كان الفقيد يتعامل مع كثيرٍ من المواضيع الصحفية الأخرى التي كانت الندوة تطرحها بجرأة وبمهنية عالية.

***

كان حامد مطاوع -رحمه الله- نموذجاً في خلقه واحترامه للغير، وأباً حنوناً على من كان يعمل معه في صحيفة الندوة، مدافعاً عنهم ومطالباً بما ينبغي أن يُعطى لهم من حقوق.

ولم يكن ضعيفاً أو متخاذلاً أمام ما يرى أنه حق مشروع يجب أن يدافع عنه، بل إنه كان يقف صلباً وقوياً ومدافعاً بحق حين يرى أن هناك من السلوك أو التصرف ما يمس المصلحة العامة أو ينال من حقوق الآخرين.

***

لقد مات أحد آخر الكبار القياديين من الصحفيين في زمن ينبغي أن يتعلم الجيل الجديد من تجربته الغنية، ومن نجاحاته الكبيرة في مجاله، بالقدر الذي تعلمه ويتعلمه من قياديين صحفيين آخرين أحياء كانوا أو من الأموات.

رحم الله الأستاذ الفقيد حامد مطاوع، فقد جاءت وفاته ليغيب معها مشهداً وشاهداً ورمزاً في تاريخ الصحافة المحلية في عصرها الحديث، فإلى ابنه الزميل الدكتور نمار وإلى جميع أفراد أسرة الفقيد، وإلى الأسرة الصحفية الكبيرة الممتدة كامتداد الوطن وحب الوطن والانتماء بشموخ للوطن، إليهم جميعاً أقدم أحر التعازي القلبية في وفاة الفقيد الكبير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد