لو كنت أملك رأس المال، لما ترددت في البدء بمشروع إنشاء جامعة. وبما أن الجامعة عندنا هي عبارة عن مدرسة كبيرة (احفظ وجاوب!)، والمدارس الصغيرة الموجودة لدينا مستأجرة، فما الذي يمنع من وجود مدارس كبيرة مستأجرة؟! تبقى مشكلة فارق المساحة وهذي «محلولة»: بما أنك تستأجر منزلاً لمدرسة صغيرة.. استأجر قصر أفراح لمدرسة كبيرة. ويا حبذا يكون مطلاً على الدائري الشرقي ويكون من الحجم الكبير الذي تتقدمه ساحة.. بحيث يتوفر لديك قاعات دراسية في قسم النساء بنكهة «الطبول» وثانية في قسم الرجال بنكهة «السبحات»، وثالثة في قاعة الطعام بنكهة «المفاطيح». أما الإدارة فمكاتبها معروفة.. تبني لهم مبنى جديداً تستورد أحجاره من «إيطاليا» وتزرع حوله نخلاً نقلت على خفاف السفن من هونولولو، تبني هذا المبنى الجميل في مكان مواقف السيارات.. والطلاب «يدبرون حالهم» مع سياراتهم في الأحياء المجاورة.
مشكلة الطعام أيضاً. «محلولة» تعاقد مع شركة تغذية وهم يضبطون لك أقداحاً من القهوة تحمل أي جنسية ترغب بها: أمريكية، فرنسية، بلغارية، صينية، تركية.. إلخ، طيب ممكن سعودية؟ عربية؟! لا تحاول.. هذا الخيار غير وارد. هذا بالإضافة إلى الكرواسون الذي «يشغلك» بطريقة نطق اسمه قبل التلذذ بطعمه! الخيار الثاني للطلاب في الجهة المقابلة من الشارع: بوفيه السعادة لأحلى كبدة حاشي مع الشوربة.
تبقى مشكلة الكادر التعليمي: «محلولة»، الشهادات المزوّرة «على قرش»، مطلوب إعلان ربع صفحة في كم صحيفة داخلية أو خارجية - وركّز على الثانية - وراح يكون عندك «أقدع» طاقم تعليمي في العالم العربي الأمريكي! والدخل المتوقع، كل طالب بـ30 ألف ريال، ثم بعد سنتين تستطيع أن ترفع الرسوم فجأة إلى 45 ألف ريال، وفجأة هنا أقوى من مقولة: عندك ببسي فجأة ميرندا؟ (بحيث إن الطلاب الذين دخلوا الجامعة بناءً على الرسوم القديمة، لا يمكنهم - بعد أن قطعوا في مشوار الدراسة عاماً أو عامين - الاعتراض على هذه الرسوم الجديدة، وليس هناك من يقف معهم ضد «رأس المال!».
المفتاح الحقيقي الذي يجعل هذه الخطوة سهلة يكمن في أن «الجامعة لدينا هي عبارة عن مدرسة كبيرة!» آخ بس لو كنت أملك رأس المال.. أو حتى ذيله!
***
fahadag@gmail.com